مَن يبارز مدير الناشئين؟!
"الاعلام الرياضي ينغص فرحة الناشئين بالوصول الى مونديال الامارات"..
الاقلام الصفراء تدمي القلوب بتحليلات لا تمت للواقع بصلة لما تحقق في طهران".."المغرضون يطعنون في نجاحنا".."التشكيك باستحقاق انجاز التأهل يعطينا مؤشراً أن هناك من لا يحب الخير لهذا البلد"، عبارات لا يتمنى سماعها حتى خصوم بلدنا في الملاعب فكيف بصحافة عراقية حرة وغيورة توّهم المدير الاداري لمنتخب الناشئين علي هادي أنه يستطيع بقليل من فهلوة اللسان أن يخادع الجمهور العراقي الذكي ليصدّق هذه العبارات وينقلب ضد رجالها الذين رصفوا أقلامهم ليتسلق هو ومن معه حتى بلغ الشهرة المحدودة في زمن مضى لكنهم لم يتورطوا في صناعة (محلل دوري) استسهل تفسيخ امكانيات بعض زملائه ممن نالوا فرصهم مع الاندية والمنتخبات بانتقادات فنية ليس جلها صحيحاً إلا من زاوية رؤيته الحادة من أهم منبر رياضي يستقطب متابعة الملايين عبر (استوديو التحليل)!
نعم يحق للمحلل علي هادي ان يوجه انتقاداته يميناً وشمالاً مستغلاً حرية (التحليل) طوال مواسم الدوري من دون ان تمنح القناة الرياضية صاحبة النقل الحصري للدوري حق الرد للمدربين في (استوديو الكباتن) ليعرف الجمهور أين أخطأوا وأصابوا وما تعليقهم بخصوص آراء النقاد ،هل كانت تحليلاً أم تنكيلاً؟ لكن ما لا يحق لأي إعلامي ان ينتقد علي هادي بعد تسنمه مهمة المدير الاداري لمنتخب الناشئين حتى ولو من باب النصيحة لفصل واجباته عن زميله المدير الفني موفق حسين ، مثلما بادرت في مداخلة مع الزميل حسن عيال في برنامجه (بدون خطوط) للثناء على جهود المدرب الهادىء الذي فضّل العمل بصمت ولم يدخل في مهاترات جانبية من محترفي التسقيط الذين لا همّ لهم سوى التشكيك باعمار اللاعبين فاحترم الرجل عمله وقطف ثمار جهده ، وأشرت في معرض كلامي الى الظلم الفادح الذي تعرّض له موفق من اتحاد الكرة وأعني السابق بعد ان همّش قدراته وسلم مصائر الاشبال والناشئين والشباب بأيدٍ لم تكن أمينة عليهم!
ثم عرّجت بالحديث عن حداثة منصب المدير الاداري في المنتخبات الوطنية والمشكلات التي افرزتها هذه التجربة بعد ايلاء المهمة لرياض عبد العباس مع الوطني وجبار هاشم مع الاولمبي وعلي هادي مع الناشئين لقلة خبرتهم في كيفية التعامل مع هذا المنصب لاسيما على صعيد الإعلام باستثناء الدكتور كريم فرحان مع الشباب ، ولم نسمع عن اي مدير ادارة منتخب سعودي او مصري او برازيلي او اسباني يُشغل الصحافة والفضائيات مثلما يشغلها مدراء إدارة منتخباتنا، فالتصريحات المفرطة في الجوانب الفنية وتفصيلاتها سبّبت مشكلات كثيرة دفع منتخب الناشئين ثمنها بعد ان أكد علي هادي غير مرة أن هدف المنتخب الاول هو احراز كأس آسيا ثم التأهل الى المونديال واذا به يظهر في قناة الرشيد ليؤكد ان المهمة انتهت بعد الفوز على المنتخب الكويتي ولم يصبح خيار اللقب القاري مطروحاً بقدر اطمئناننا على انجاز الصعود الى كأس العالم ، ما يعني ان التحضيرات النفسية قبيل لقاء اليابان لم تكن بمستوى التحدي بسبب حالة الاسترخاء التي اصابت ابدان الناشئين وقوّضت مساعيهم في مواصلة طموحهم فسقطوا مثخنين بجراح خمس طعنات يابانية!
لم أكن راغباً معاودة الاتصال بالقناة الرياضية مثلما تحدى علي هادي أن أفعل ذلك وكأنه ينادي : هل من مبارز ؟! على طريقة المحاربين بسيوف خشبية ، لأبين له واجبات المدير الاداري للمنتخب التي أتهمني بجهلي لها وعدم معايشته عن قرب لتقييمه كما ذكر بانفعال غير مبرر، لثلاثة اسباب :
أولاً ، لست منافساً له في تخصصه وواجباته التي نكن لها كل التقدير سواء ما يتعلق بتنسيقه العمل بين متطلبات المنتخب الادارية والمالية وتطبيق قوانين وتعليمات الاتحادين الدولي والاسيوي قبل بدء البطولة ، ودراسة رؤى المدير الفني وخططه وبرامجه "الفنية" من دون التدخل في خياراته، ونقل توجهاته الى الاتحاد لتعزيز التحضيرات سواء اثناء المعسكرات او البطولات، فضلا عن متابعة تجهيز اللاعبين بلوازمهم من ملابس وأدوات التدريب، وتأمين مقراتهم في الرحلات الخارجية وأحصاء بطاقاتهم الملونة، واعداد خلاصات عن مكامن المعوقات التي تواجه المنتخب وتثبيت مقترحاته بوقت مبكر ليتسنى تذليلها ، وغيرها من المهام التي تجعله الرأس الإداري الأول "عملياً" في تثبيت ركائز نجاح المدرب واللاعبين.
وثانياً ، لم اشأ فضح نوايا المدير الاداري في تجربة منتخباتنا ، ويكفي القول ان الاختيار جاء خاطئاً للأسف بسبب تقارب اعمار المدراء الاداريين مع المدربين ، وكان يفترض بالاتحاد الانتباه الى ذلك ولدينا الكثير من الرياضيين اصحاب الخبرة ، فالغيرة مسألة طبيعية لدى البشر ، ويرون المدراء الاداريين باعمار من اوكلت اليهم المهمة حالياً انهم أهم من المدرب الذي يستحوذ على الضوء كله، ولديهم عقدة نقص يحلمون ان يتبادلوا الدور في المنطقة الفنية ويترقبوا العثرات والانكسارات عسى ان يكونوا البديل الجاهز لتكملة المشوار، مثلما أفادت لنا مصادر مطلعة من بعضهم.
وثالثاً ، ان من يدّعي ويتفاخر بهضمه واجباته الإدارية عليه أن يتحلى بالجدية والمسؤولية والاحترافية متماشياً مع العصر الجديد ولا يحبو في خطواته تلك ، مثلما عليه عدم التهاون او التضليل في تبادله المعلومة مع الآخرين ، فكيف مع صحفي شاب إأتمنه ووضع كل ثقته به وهو يُكلف أول مرة من اتحاد الصحافة الرياضية بمرافقة الوفود ، حيث اتصل الزميل بلال زكي بالمدير الاداري من مدينة مشهد قبل لقاء اليابان بحثاً عن معلومات جديدة يضمّنها في رسالته يوم 3 تشرين الأول الحالي للصحف المحلية وبقية وسائل الإعلام ؟! وفعلاً عمّم زميلنا رسالته التي جاء مطلعها أن ( ليوث الرافدين تلاعب الساموراي أمام أنظار بلاتر وجيلونغ) حيث أخبره علي هادي أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر والقائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم زهانغ جيلونغ يحضران المباراة في إطار دعوة اللجنة المنظمة للبطولة، كما تضمنت الرسالة بحسب معلومة المدير الإداري له تفقد وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر وفد منتخب الناشئين بمقر إقامته في العاصمة طهران ، وتقديمه التهنئة بتأهلهم لنهائيات كأس العالم.
حتى هنا تبدو المعلومات طبيعية ، لكن حال عودة الزميل زكي لمقر البعثة أطلق المدير الإداري قهقهة عالية قائلاً له : (تعيش وتاكل مقلب غيره)! أي ان حضور بلاتر وزهانغ والوزير جعفر ليس حقيقياً ، بل من باب المزاح كما اعترف هادي نفسه بذلك ليضحك ملء شدقيه على الصحفي والصحفيين الذين شربوا المقلب على صدور صفحاتهم الرياضية ما يدلل على أن مزاج المدير الاداري عشية لقاء اليابان كان رائقاً جداً فهزيمة الساموراي محسومة في حلم ليلة تشرين!
ان الاعلام الرياضي واتحاد الكرة في قارب واحد ، ولا يمكن ان تكون الصحافة في خندق معاد للاتحاد وانجازاته على صعيد المنتخبات ، هذه حقيقة مؤكدة نؤمن بها عن تجربة طويلة لا يمكن ان نحيد عنها لأي سبب كان!
عمود مصارحة حرة عدد (2617)
[post-views]
نشر في: 13 أكتوبر, 2012: 05:33 ص