متابعة / المدى
تناولت الصحف البريطانية، اليوم الاثنين، الازمة الاوكرانية ، ومنها الإندبندنت التي نشرت تقريرا لمراسلتها بيل ترو بعنوان "نهاية الصراع في أوكرانيا تبدو بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى".
حمل تطبيق المدى:
https://almadapaper.net/app.html
اشتراك في قناة تلغرام:
وتناول التقرير تعليق موسكو مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية الذي "منع، بشكل غير مباشر"، وقوع نحو مئة مليون شخص في براثن الفقر المدقع، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت الكاتبة إن "ما بدا للوهلة الأولى أنه اتفاق لوجستي... قد أنقذ في الواقع قطاعات واسعة من الناس على مستوى العالم".
وعلّقت روسيا مشاركتها في الاتفاق إلى أجل غير مسمى واتهمت كييف يوم السبت - إلى جانب متخصصين بريطانيين - بشن هجوم ضخم بطائرات من دون طيار على أسطولها بميناء في شبه جزيرة القرم، التي ضمها الرئيس فلاديمير بوتين بشكل غير قانوني في عام 2014.
وتضيف ترو إن "قرار الكرملين قد يكون مدمراً في الوقت الذي يكافح فيه العالم مع ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الغذاء، والذي أثاره جزئيا غزو بوتين لأوكرانيا في فبراير/شباط".
وقال مسؤولون أوكرانيون إن "ذلك يثبت أيضا أن أي شكل من أشكال المحادثات مع روسيا مضيعة للوقت".
وبينت أن "إنهاء هذه الحرب يبدو الآن بعيدا أكثر من أي وقت مضى".
ورأت أن "انهيار اتفاق الحبوب بسبب هذا الهجوم المزعوم بطائرات من دون طيار يؤكد على الحاجة الملحة لفصل حقائق ساحة المعركة على الأرض عن الآليات التي تحمي العالم".
وأوضحت ترو أن "الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز، تضمن المرور الآمن للسفن التي تحمل الحبوب والمواد الغذائية من وإلى ميناء أوديسا الرئيسي في أوكرانيا، ومينائين أوكرانيين آخرين".
وتابعت أن الصفقة "حررت تسعة ملايين طن من الحبوب إلى جانب المنتجات الغذائية مثل زيت عباد الشمس".
وقالت مراسلة الإندبندنت: "بالتأكيد، قبل الاتفاق، رأيت تأثير أزمة الحبوب يظهر في لبنان الذي يعاني من ضائقة مالية ويعتمد على القمح الأوكراني ويعاني من نقص كبير في الخبز بعد فترة وجيزة من اندلاع الصراع".
وتابعت "هناك أيضا مخاوف كبيرة في دول مثل الصومال، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة على الأبواب... وساعدت اتفاقية الحبوب على تخفيف هذا".
وقالت إنه بعد تنفيذ الاتفاق، "انخفض مؤشر الأمم المتحدة للأغذية، الذي يقيس التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأساسية، لعدة أشهر متتالية، حسبما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة، قبل يوم من انسحاب روسيا من الاتفاق".
وقالت إنه "كان من المقرر أن تنتهي مدة الاتفاق الشهر المقبل، لذلك حث غوتيريش الجميع على تجديده، ولكن بعد يوم واحد فقط، حدث العكس، وسيكون لذلك تداعيات في جميع أنحاء العالم".
وأشارت إلى تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن "نهاية الاتفاق ستزيد من مستويات الجوع".
لكن روسيا ردت قائلة إن "شركاء أوكرانيا يدافعون بشكل أساسي عن عمل إرهابي، مضيفة أن كييف هي المسؤولة عن انهيار اتفاق الحبوب".
وخلصت إلى التأكيد على أن "انهيار الاتفاق أظهر إلى أي مدى تمتد تداعيات هذه الحرب إلى ما وراء حدود أوكرانيا أو روسيا، أو حتى الدول المجاورة. وقد سلط الضوء على مدى أهمية وجود تدابير حماية لضمان عدم وضع مصير ملايين الأرواح في أيدي القلة".