وائل نعمةكان للحروب التي فرضت على العراقيين والعقوبات القاسية  والعنف بعد سقوط النظام السابق أثر مدمر على الأطفال،كما وتسبب إطلاق النار والتفجيرات في قتل وإصابة وحرمان الآلاف من ذويهم،وهذا العنف اصبح شاخصا امام الاطفال في الشارع وفي شاشات التلفزيون ووصل حتى الى العابهم،
 ما ادى الي لجوئهم الى الجريمة، خصوصا مع تكاثر عدد الايتام والارامل التي جعلت الاطفال يصبحون هم المعيلون لعوائلهم وتقع عليهم مسؤولية عائلة كاملة بكل متطلباتها ومشاكلها التي يصعب على الطفل او الحدث الصغير استيعابها.وقد شهدت مراكز الشرطة في بغداد الكثير من الشكاوى ضد مراهقين واحداث وتم القاء القبض على الكثير منهم، حيث اصبحت السرقة وخصوصا على المحال امرا يدعو للقلق! حيث قام مركز شرطة جسر ديالى بالقاء القبض على مجموعة من الاحداث ممن يقومون بسرقة  المحال التجارية، الاحداث كانت تتراوح اعمارهم بين الـ(13) عاما والـ(16) عاما، تمت عملية القاء القبض عليهم اثناء محاولتهم سرقة احد محال الموبايلات في المنطقة التي يسكنون فيها، حيث كانت الساعة الثانية ظهرا والشارع يخلو من المارة والمحل يقع في شارع لايحتوي على الكثير من المحال بل يقع ضمن منطقة سكنية، لذلك استغل هؤلاء المراهقون فرصة خلو الشارع وحاولوا ان يكسروا اقفال المحل ولكن كانت دورية الشرطة قريبة من مكان الحادث واستطاعت ان تلقي القبض عليهم، السراق كانوا اخوين هم (ا. مهدي)، و(ح. مهدي) وأما المتهمون الاخرون ابناء عمهما. المتهمون اعترفوا بان محاولة السرقة لم تكن الاولى لهم بل سبقتها الكثير من عمليات السرقة وخصوصا محال الموبايل ومحال الاجهزة الكهربائية، لانها المسروقات في معظمها ستكون  سهلة الحمل ولاتحتاج مجهودا كبيراً.الكثير من الأطفال يتركون المدرسة ويخرجون إلي الشوارع بحثا عن عمل وهذا يعرضهم الى أنشطة كسب العيش غير المشروعة، ويدخل الكثيرمنهم  في حلقة الاستغلال الجنسي وبيع الأسلحة والمخدرات والاقراص الاباحية، وكان احد المتهمين قد اضطر الى ترك المدرسة بعد نكبات متواصلة تعرضت لها اسرته ووجد نفسه في صدارة المسؤولية، لكنه لم يختر طريقاً مستقيماً وعملاً قانونياً يعتاش منه، ورفض ان يكون من بائعي المناديل او (العتالين) او ممن يدفع (العربات) الخشبية في الاسواق كما نصحه اصدقاؤه بان يعمل معهم في البناء، وفضل ان يذهب الى طريق السرقة بعد ان تعرف على مجموعة من الاصدقاء ممن يحترفون سرقة المنازل، فقام معهم بعدد من عمليات السرقة كانت في اغلبها (اسطوانات غاز)، ومن ثم الامر تطور الى محاولات الدخول الى المنازل وسرقة الذهب والسلاح الشخصي. العلاقات التي تنشأ بين المجرمين عادة ماتنتهي بخلاف كبير قد يقتل احدهم الاخر حين يختلفون على سرقة ما، وهذا ما حدث مع هذا المراهق  وانتهت علاقته بهم بعد شجار كبير اصيب على اثره برصاصة في ساقه، بعدها قرر ان يشكل مجموعة أخرى تضم اخوه الاصغر واولاد عمه لكي يضمن ان تكون الخلافات في اضيق الحدود، واستمروا بعمليات السرقة حتى سقطوا اخيرا في محاولة سرقة محال الموبايل.عمليات السرقة التي يكون ابطالها الاطفال والاحداث مؤشر خطير على تركيبة المجتمع العراقي والكثير يتخوف من نشوء جيل امي يكون العنف والإجرام طريقه، كما وتتمنى العديد من الأسر من الحكومة ومن الجهات المسؤولة ان تتبنى قضايا الاطفال وتكثف المراقبة خصوصا على المتواجدين في الشارع وفي التقاطعات فهم أكثر عرضة للابتزاز وللانحراف، كما تمنوا على الاطفال الذين لديهم عوائل ان لا يكونوا مضطرين لتعريض أطفالهم للخطر وتركهم في الشارع، بالرغم من ان الكثير من الأطفال يتحدثون عن أن أسرهم هي التي ارتكبت أفعال الإساءة ضدهم وأجبرتهم على الخروج للعمل سواء كان شرعيا ام لا!