TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: تحدّيات وزير سابق!

باختصار ديمقراطي: تحدّيات وزير سابق!

نشر في: 1 نوفمبر, 2022: 11:57 م

 رعد العراقي

لم يكن فوز د.أحمد رياض بمنصب رئيس اتحاد كرة اليد بالانتخابات إلا خطوة باتجاه كسر قيود التمسّك بالمناصب وروتين التجديد لدورات انتخابيّة متعاقبة بغضّ النظر عن حسابات النجاح ومساحة التطوير التي حقّقتها الهيئات السابقة.

وصول وزير الرياضة والشباب الأسبق أحمد رياض لقيادة اتحاد رياضي مُهمّ يُمثّل ظاهرة جيّدة نأمل أن تصبُّ في صالح النهوض بواقع لعبة كرة اليد من خلال توظيف الخبرة الكبيرة التي أكتسبها أثناء اشغاله منصبه الوزاري، ويضاف اليها معرفته بخبايا اللعبة كأحّد نجومها السابقين وتسهم في وضع خارطة طريق جديدة للخروج بها من مأزق الاخفاق والتراجع على مستوى النتائج خارجياً.

قيادة اتحاد اليد بخبرة وزاريّة وكأحد النجوم الرياضيين تحقّقت اليوم كثاني تجربة على الساحة الرياضية بعد أن سبقه عدنان درجال بقيادته اتحاد كرة القدم تحت ذات التوصيف تتطلّب دعماً ومساندة من أبناء اللعبة والإعلام والصحافة الرياضيّة من أجل إنجاح تلك الخطوة والمساهمة في تشجيع الاتحادات الأخرى نحو الدفع بالنجوم والخبراء السابقين لتصدّر مراكز المسؤولية والتصدّي لمهمّة النهوض والتغيير لجميع الألعاب التي لازالت تعاني الفشل والتراجع على جميع المستويات.

بالتأكيد أن التحدّي الذي سيواجهه أحمد رياض سيكون كبيراً عطفاً على الإرث الثقيل سواء على مستوى البنية التحتيّة التي لا تتناسب وطموح التطوير واستيعاب المواهب أو بحجم الاخفاقات الخارجيّة وغياب الإنجاز الحقيقي مُقارنة بما وصلت اليه دول الجوار من خطوات هائلة نحو المنافسة على اللقب القارّي أو المشاركات الدوليّة.

الأمر سيحتاج الى تحرّك سريع نحو لملمة أوضاع بيت كرة اليد وإنهاء حُقبة من التقاطعات والاختلاف بالرأي ومحاولة الاستماع الى الآراء من ذوي الشأن للخروج برؤية واضحة تكون ركيزة الانطلاق والشروع بوضع منهج متكامل للعمل يبدأ من وضع السياقات الصحيحة والضوابط التي تُسهم بانسيابة العمل وتحفظ الحقوق وتوجّه المال نحو مقاصده الحقيقيّة وصولاً الى وضع مشروع نشراللعبة واستقطاب المواهب وتأمين كوادر تدريبية قادرة على إحداث نقلة نوعيّة بأسلوب وأداء اللاعبين ما يتناسب وتطوّرها خارجياً.

ولحرصنا على نجاح اتحاد كرة اليد تحت قيادة هيئته التنفيذيّة الجديدة فإننا نُسلّط الضوء على أمرين بقدرٍ كبيرٍ من الأهميّة، الأوّل يتعلّق بأسلوب التعاطي مع حملات التسقيط والأصوات المُعارضة التي ستظهر ربما لأسباب شخصيّة أو فكريّة مُخالفة لأسلوب الإدارة والتي تتطلّب قدراً كبيراً من الحِنكة والتماسك عبر تضييق فجوة الخلافات واحتضان أبناء اللعبة وكسب تأييدهم من خلال نتائج عمل ملموسة وواقعيّة تنال احترام الجميع، أما الأمر الآخر هو إظهار شجاعة في مواجهة الإعلام والصحافة الرياضيّة في أي قضيّة تثار يُراد منها التشكيك بالأداء بصراحة وجُرأة تستند الى الأدلّة القاطعة التي لا تترك مجالاً للتأويل بالنوايا.

باختصار..كرة اليد العراقية ستكون بأيدٍ أمينة وستخرج من نفق الفشل الذي رافقها سنوات طويلة طالما أن قيادتها ستكون في المرحلة القادمة تحت مظلّة خبير بشؤونها وضليع في العمل الإداري ويتقن فن القيادة ودبلوماسية التعامل، وآخر أمنياتنا هي رسالة موجهة لـ د.أحمد رياض وزميله عدنان درجال أن النجاح سيتحقّق حتماً عندما تتناسون "بهرجة المنصب الوزاري" وتغادرون مكاسبه الزائفة من أصوات مُتملّقة وخاضعة وتتمسّكوا فقط بالطموح وخبرة العمل الإداري لتكون هي مفتاح التفوّق الحقيقي لرئيس اتحاد كان يوماً وزيراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram