علي حسين(اسمي ايها السادة هو غابريل غارسيا ماركيز. اسف فانا شخصيا لا يروقني هذا الاسم لانه سلسلة من كلمات عادية لم استطع قط ان اربطها بنفسي.ولدت في بلدة اراكاتاكا في كولومبيا...وما أزال غير اسف على ذلك.انني كاتب هياب. مهنتي الحقيقية مهنة ساحر، لكنني ارتبك ارتباكا شديدا وانا احاول القيام ببعض الحيل التي اضطر الى ان الوذ بها من جراء عزلة الادب.
على كل حال ان كلا النشاطين يقودان الى الشيء الوحيد الذي اثار اهتمامي منذ ان كنت طفلا: ان يحبني اصدقائي اكثر.. ان كوني كاتبا من الكتاب ليس سوى انجاز استثنائي لانني رديء جدا في الكتابة، وعلي ان اخضع نفسي لانضباط بشع كي انجز كتابة صفحة واحدة.. انني اناضل جسديا مع كل كلمة، لكن الكلمة هي التي تفوز في الغالب).هكذا يتحدث المعلم غارسيا ماركيز الى قرائه في هذه السيرة التي يقول مؤلفها جيرالد مارتن إنه أنفق سبعة عشر عاماً في تاليفها، سبعة عشر عاماً أمضاها في قراءة أعمال ماركيز ومنجزاته الإبداعية في القصة القصيرة والرواية والمقالات الصحافية والنصوص السينمائية والسفر الى عدد كبير من بلدان العالم لمقابلة أصدقاء لماركيز من صحافيين وأدباء وروائيين وسياسيين وزعماء أحزاب ورؤساء دول، بهدف الإطلاع على تفاصيل علاقاتهم مع الروائي الكولومبي الذي عرفه قراء الأدب باعتباره واحدا من اكبر الذين أعادوا للرواية هيبتها وتألقها. في السابعة والعشرين من عمره ساقته دروب الحياة الى عالم حافل بالخيال ليقدم اولى اعماله الروائية “عاصفة الأوراق” فيتلقى بسببها رسالة من دار النشر يخبرونه فيها، انه ليس لديه أي مستقبل في كتابة الرواية، مقترحين عليه أن يبحث عن مهنة أخرى. المهنة الاخرى كانت الاصرار على الكتابة ليقدم في النهاية عالما،، هو مزيج من السيرة الذاتية والخيال الجامح، يتداخلان ويتشابكان في أبعاد مختلفة. وهو ما يتضح بكل روعة في «مئة عام من العزلة» و «الجنرال في متاهته» و «خريف البطريرك» و «الحب في زمن الكوليرا» و «قصة موت معلن». بتواضع الكبار يكتب المعلم: “وجدت نفسي ما أزال في مكاني، حتى إنني لم أجد غرابة في اضطراري إلى عض لساني كي لا أسأل من ألتقي به: قل لي يا أخي: اللعنة، كيف يمكن كتابة رواية؟
العمود الثامن: كيف يمكـن كتابـة روايـــة ؟
نشر في: 20 يوليو, 2010: 06:59 م