البصرة/ السومرية نيوزأعلن مجلس محافظة البصرة  عن الاستعداد للتعاقد مع شركة بريطانية لتنفيذ مشروع استثماري تتولى بموجبه تجهيز قضاء الفاو بالطاقة الكهربائية بعد شهر واحد من التوقيع، على أن تقوم الدوائر الحكومية بجباية الأجور من سكان القضاء لصالح الشركة،
مؤكداً أن التجربة تعد الأولى من نوعها وسيتم تعميمها في حال نجاحها.  وقال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة أحمد السليطي لـ"السومرية نيوز": إن "المجلس صادق في جلسته الأخيرة على مشروع يقضي بالتعاقد مع شركة بريطانية لتجهيز الفاو (نحو 110 كم أقصى جنوب البصرة) بـ40 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وهي أكثر بقليل من حاجته الفعلية".  وأضاف السليطي أن "تنفيذ المشروع يبقى رهنا بموافقة محافظ البصرة شلتاغ عبود الذي كلف من قبل المجلس بالتفاوض مع الشركة وتوقيع العقد معها"، لافتا إلى أن "الشركة أبدت استعدادها لنصب وتشغيل مولداتها الكبيرة بعد شهر واحد من توقيع العقد". وتابع السليطي ان "المولدات التي ستستخدمها الشركة في المشروع مصممة لرفد المناطق المنكوبة جراء الأزمات والكوارث الطبيعية بالطاقة الكهربائية"، مشدداً على أهمية أن "يسدد المواطنون في قضاء الفاو فواتير الكهرباء التي ستوفرها لهم الشركة بشكل مستمر". وكشف السليطي عن أن الدوائر الحكومية المختصة ستتولى جباية الأجور من المواطنين لصالح الشركة، فيما ستقوم الشركة بعد توقيع العقد، بوضع عدادات قياس لحجم الاستهلاك في جميع البيوت والمحال والمواقع التجارية، وعلى المواطنين دفع ثمن تلك الأجهزة .  وبين نائب رئيس مجلس البصرة أنه "تقرر مبدئياً أن تكون الأجور متدنية بالنسبة لذوي الدخل المحدود وتكون مرتفعة نسبياً لذوي الدخل فوق المتوسط"، وبين أن "هذا النظام مطبق في الكثير من دول العالم ومن فوائده انه يدفع السكان إلى الاقتصاد في استهلاك الكهرباء لتقليص الأجور، وفي حال نجاح التجربة سوف نعممها لتشمل مناطق أخرى". واعرب السليطي عن اعتقاده أن "المشروع سيحقق فوائد عدة منها تنشيط الاستثمار الذي نعتقد انه الحل الأمثل لمعالجة العديد من المشاكل"، ولفت إلى أن "الفاو سوف تفصل عن الشبكة الوطنية للكهرباء بعد تنفيذ المشروع ما يعني الاستفادة لاحقاً من حصتها الحالية البالغة 25 ميغاواط".  يذكر أن محافظة البصرة  تضم خمس محطات كبيرة لإنتاج الطاقة الكهربائية، جميعها تعمل بأقل من طاقتها التصميمية بسبب قدمها واندثار بعض وحداتها التوليدية، وهي محطة الهارثة الحرارية التي أنشأتها شركة "ميتسوبيشي" اليابانية عام 1979، ومحطة النجيبية الحرارية التي أنشأتها شركة "تكنوبروم اكسبورت" الروسية عام 1974، ومحطة خور الزبير الغازية التي أنشأتها شركة ألمانية عام 1977، ومحطة الشعيبة الغازية التي أنشأتها شركة "الوستوم" الفرنسية عام 1973، فيما تعتبر محطة البتروكيماويات الغازية التي أنشأتها شركة اسكتلندية عام 1988 أحدث محطة لإنتاج الطاقة في البصرة التي يعاني سكانها في فصل الصيف من موجات الرطوبة العالية وارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وبحسب الحكومة المحلية فان البصرة بحاجة إلى 1950 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، فيما تبلغ حصتها الحالية نحو 650 ميغاواط منها 260 ميغاواط تستهلكها المصانع الحكومية الكبيرة والمنشآت والمواقع النفطية.