نقلت وكالة "المدى برس" عن مصدر أمني رفيع المستوى، أمس الاثنين، قوله: أن مرقدا دينيا تابعا لبنت أحد أئمة الشيعة يقع على مقربة من مقر إقامة رئيس الحكومة نوري المالكي في المنطقة الخضراء ببغداد، تعرض للسرقة من قبل مجهولين، فيما لفت إلى أن المرقد تعرض لإهمال كبير عقب الانسحاب الأمريكي من المنطقة .
وأكد المصدر، أن "مرقد السيدة مريم الذي يقع في المنطقة الخضراء وسط بغداد تعرض للسرقة من قبل مجهولين قبل أربعة أيام"، مبينا أن "اللصوص قاموا بكسر نوافذ المرقد وسرقة الأموال والحلي الموضوعة داخله التي تأتي من تبرعات الزائرين".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن " المرقد يبعد ما بين 300 إلى 500 متر عن مقر رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي"، ولفت إلى أن "سرقة المرقد تمثل تطورا أمنيا خطيرا داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد"، موضحا أن "تلك المنطقة مليئة بكاميرات المراقبة وعناصر الجيش".
وبين المصدر أن "صاحبة المرقد المسروق هي ابنة أحد أئمة الشيعة وقد سميت كرادة مريم تيمناً بها، وهو تابع إدارياً ومالياً إلى ديوان الوقف الشيعي".
وذكر المصدر أن "المرقد تعرض منذ الانسحاب الأمريكي من المنطقة الخضراء والعراق بشكل عام نهاية عام 2011 إلى إهمال كبير"، مؤكدا أن الجانب الأمريكي كان قد عين قبل انسحابه حراسا على المرقد إلا أن الحكومة سحبت الحراس بعد ذلك".
من جانبه، يؤكد الباحث في التراث البغدادي عادل العرداوي عدم وجود أدلة واضحة على كون مقام السيدة مريم الواقع في المنطقة الخضراء هو لمريم ابنة الإمام الجواد"، مبينا أن "هناك الكثير من الروايات بشأن المرقد لا يمكن التأكد منها لقدمها".
ويقول العرداوي في حديث إلى (المدى برس) "هناك روايات تقول إن المرقد هو لمريم ابنة الإمام الجواد وأخرى تقول انه للسيدة مريم العذراء، فضلا عن روايات أخرى لم يتم التأكد من صحتها بسبب عدم وجود أدلة واضحة على تبعية المرقد".
ويلفت العرداوي إلى أن "المرقد يعود تاريخه إلى مئات السنين وسكان بغداد يقومون بزيارته منذ القدم ويتبركون به ويجلبون النذور من دون علمهم بتبعية هذا المرقد"، لافتا إلى أن "الزيارة توقفت للمرقد بعد نيسان من العام 2003 بسبب منع الدخول إلى المنطقة الخضراء التي يقع فيها المرقد".
وتعتبر هذه الحادثة فريدة في نوعها وتعد إشارة واضحة إلى عدم الاستقرار الأمني حتى في المنطقة الخضراء التي تنتشر فيها أعداد كبيرة من عناصر الأجهزة الأمنية، وكون المرقد يقع قرب مقر إقامة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي.
وتقع المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة العراقية بغداد، وتضم مقار الحكومة العراقية والسفارتين الأمريكية والبريطانية وبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) وعدداً آخر من السفارات العربية والأجنبية، فضلا عن مقار وزارة الدفاع ومقرات عسكرية أخرى، كما تضم منازل أغلب المسؤولين في الحكومة العراقية وقادة الأحزاب العراقية.
يذكر أن المرقد كان يشهد قبيل سقوط نظام صدام حسين في نيسان عام 2003 زيارات من قبل المواطنين للتبرك به كونه احد أقدم المراقد الدينية في العاصمة بغداد، لكن تأسيس المنطقة الخضراء من قبل القوات الأمريكية منع المواطنين من زيارته لتقتصر الزيارات على الساكنين داخل المنطقة الموجود فيها .