عبر عدد من أهالي منطقة الشعب ببغداد عن تذمرهم من تدمير الأمطار التي هطلت على العاصمة محولات الطاقة الكهربائية التي تم نصبها قبل اقل من سنة، داعين الحكومة إلى تدقيق صفقات وزارة الكهرباء ومحاسبة المتورطين في استيراد تلك المحولات التي لا تقاوم طويلا أوضاع البلاد المناخية .
المواطن حارث التميمي ذكر لـ "المدى"، أن "المحولة المجاورة لمنزلنا تنفجر بين الحين والآخر، وفرق الصيانة تتأخر بالوصول لتصليح الأعطاب مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي لأيام عدة وإن إصلاحها يكون سيئاً ولا يلبي الطموح وتتعطل المحولات بعد فترة وجيزة من إصلاحها" .
مضيفا إن "وجود محولة الكهرباء قريبة من منزلنا يشكل خطرا كبيرا علينا وعلى أطفالنا، لقربها من منزلنا وحين تنفجر تسقط الأسلاك داخل منزلنا" وعلى سبيل المثال يقول التميمي "احترق منزلنا في أحد الأيام نتيجة سقوط سلك الكهرباء وشرر الناتج عن الانفجار ما أدى إلى خسائر مادية نتيجة الاحتراق" .
وحمل التميمي وزارة الكهرباء مسؤولية الأضرار التي نتجت عن هذه الانفجارات، مبينا "إذا ما حصل مكروه لأحد أبنائي أو أبناء إخوتي بسبب هذه المحولة ستتحمل وزارة الكهرباء مسؤولية هذا الأمر" .داعيا إلى أن"تقوم دوائر الكهرباء بإبعاد هذه المحولات عن المنازل لأنها تشكل خطرا على العوائل القريبة منها" .
وفي هذا الصدد ، يقول مهندس الكهرباء مهند عبد الله إن "سبب انفجار محولات الكهرباء هو تقادم هذه المحولات وعدم صيانتها بشكل دوري، وبسبب الأحمال الزائدة على شبكة الكهرباء الوطنية والتوسع الواضح في المدن وازدياد أعداد السكان وإهمال وزارة الكهرباء واضح بهذا الخصوص وعدم وجود الدراسات التي تؤكد أن نسبة ازداد السكان يجب أن تتناسب مع قدرة الكابلات ومحولات الكهرباء التي شيدت قبل أكثر من ثلاثة عقود وبقيت على وضعها بلا تطوير ولا تأهيل" .
مؤكداً أن "انفجار هذه المحولات هو أمر حتمي وطبيعي في ظل غياب الرقابة والمتابعة والإهمال من قبل فرق الصيانة ودوائر الكهرباء التي تعمل بمبدأ الترقيع ،وهو أمر يحتاج إلى دراسات مستفيضة وحلول ناجعة تتمثل بإعادة تأهيل المنظومة الكهربائية، ورفع التجاوزات عنها" .
موضحا أنه "رغم القصور الواضح من قبل وزارة الكهرباء ورغم الساعات القليلة التي يجهز بها المواطن من الطاقة الوطنية يجب أن يعرف معنى تقنين استخدام الطاقة الكهربائية ،وهو أمر معروف وثقافة تتميز بها المجتمعات المتطورة وحتى المجتمعات العربية التي دائما ما نسمع بإقامتها حملات لترشيد صرف الطاقة الكهربائية .وتقوم الدول بين فترة وأخرى بحملات إعلامية واسعة لتعريف المواطن معنى الترشيد وضرورته وأهميته واعتبار تقنين الكهرباء واجبا وطنيا من أجل الحصول على طاقة كهربائية مستمرة بدون مشاكل".
مبينا أن " الطاقة البديلة هي أحد الحلول لمعالجة النقص الحاصل بإنتاج الطاقة الكهربائية لمساعدة الطاقة الوطنية ،ورغم انه مكلف بعض الشيء ، لكن العراق يمتلك الأموال الكافية لاستخدام هذه الطاقة وهي طاقة غير تقليدية وذات ضرر قليل على البيئة وتتمثل بالطاقة الشمسية والطاقة المائية التي هي متوفرة بحسب أجواء العراق ويجب استثمارها" .
استحقاقات الكهرباء في جيوب الفاسدين
من جانبها عبرت عضو لجنة الخدمات البرلمانية سهاد العبيدي في تصريح لـ "المدى"، أن " المنظومة الكهربائية متهالكة، والأموال الكبيرة التي صرفت لتطوير قطاع الكهرباء ذهبت في جيوب المفسدين ولم تطور أو تحدث منظومة الكهرباء في بغداد وباقي المحافظات " .
وأشارت إلى أن " الكهرباء التي تعطى للمواطن ليست بالمستوى المطلوب ،فهي غير مستقرة بصعود ونزول الفولتية ومتذبذبة والعطلات التي تحدث نتيجة الأمطار كبيرة بسبب تهالك هذه المنظومة ".
واعترضت النائبة على تقرير صدر عن لجنة الطاقة البرلمانية نص على خصخصة قطاع الكهرباء"، لافتة إلى أن "الاستثمار في قطاع الكهرباء يتم في حال وجود منظومة كهربائية متكاملة من حيث الأسلاك والمحولات والأعمدة ومع وجود بنى تحتية جيدة ولا يمكن الاستثمار في مجال الكهرباء مع تهالك منظومة كهربائية الحالية" .
ودعت إلى "النهوض بواقع الطاقة الكهربائية من خلال المهنية والنزاهة اللتين يجب أن تتوفرا في كوادر وزارة الكهرباء ".
وكانت تقارير رسمية قد أشارت إلى تعرض العديد من المواطنين إلى حوادث الصعق بالكهرباء في مناطق متفرقة من بغداد والمحافظات نتيجة انفجار محولات الكهرباء، فقد تعرضت منطقة النعيرية جنوبي العاصمة بغداد إلى حادث مروع تسبب باحتراق عدد من المحال التجارية والمنازل السكنية نتيجة لانفجار محولة كهربائية بعد دقائق من ربطها ، وقال عدد من أهالي المنطقة إن إحدى محولات الكهرباء في المنطقة تعطلت قبل أسبوعين تقريبا بسبب تساقط الأمطار ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وفي حادث مشابه، أصيب شخص بجراح نتيجة انفجار محولة للتيار الكهربائي بمنطقة الجامعين احدى مناطق وسط الحلة ،وقال مصدر في شرطة بابل إن "الانفجار تسبب أيضا باندلاع حريق في احد المنازل القريبة من المحولة وإلحاق أضرار مادية بمنازل أخرى" فيما توفيت طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات اثر انفجار محولة كهربائية في محافظة البصرة بمنطقة الحيانية نتيجة سقوط الأسلاك على جسدها.إن الطفلة توفيت اثر انفجار المحولة الكهربائية وسقوط الأسلاك الكهربائية على جسدها في شارع 60 بمحافظة البصرة".
يذكر أن وزارة الكهرباء صرفت مبالغ طائلة لتحسين إنتاج الطاقة الكهربائية وصلت إلى أكثر من 30 مليار دولار ،لكن الأزمة مازالت قائمة ومشكلة كبيرة تؤرق المواطن العراقي بسبب تعاقب الإدارات الفاسدة على وزارة الكهرباء .
الأمطــــــار تـــفجّــــر مـحــوّلات للطـــاقــة في بــغـــداد
نشر في: 19 نوفمبر, 2012: 08:00 م