بغداد/ السومرية نيوزيحرص عادل رامي صاحب أكبر محل لبيع الذهب في منطقة الشرطة الرابعة ببغداد، على إغلاق المحل وقت الظهيرة بأقفال كثيرة وكبيرة، وعلامات القلق بادية على وجهه، في إشارة منه إلى ترقبه الدائم للحظة مباغتة اللصوص.
ولا تشكل مخاوف رامي من استهداف محله استثناء بين نظرائه، فقد تصاعدت مخاوف صاغة الذهب في العاصمة بغداد، بعد ارتفاع وتيرة استهدافهم من قبل العصابات المسلحة، ومقتل عدد منهم، وهي مخاوف انتقلت بدورها إلى أصحاب محال الصيرفة، ففيما يطالب عدد من الصاغة بتوفير حماية لمحالهم في المناطق الشعبية ومنحهم رخصة رسمية لحمل السلاح، يفكر بعضهم بترك عمله ومغادرة العراق، في ظل توقعات لوزارة الداخلية أن تشهد الجريمة المنظمة في البلاد تطوراً خلال الفترة المقبلة. rnذهب ولم يعد وينتقد رامي ما يصفه "عدم اهتمام" الأجهزة الأمنية بحماية محال الصاغة، وهو انتقاد يشاركه فيه أصحاب محال الذهب والصيرفة، بعد تعرض بعض محالهم للسطو ومقتل وإصابة عدد من أصحابها. ويؤكد رامي "كنا نتوقع من الأجهزة الأمنية المزيد من الحذر ووضع حراس مختصين قرب تجمعات الصاغة بعد ضحايا مجزرة الطوبجي من الصاغة إلا أن المأساة تكررت في البياع"، مبينا أن "أغلب حالات التسليب بحق الصاغة حدثت في مناطق شعبية لعدم وجود اهتمام حكومي بها بعكس المناطق الراقية في بغداد التي تزداد فيها الحراسات الأمنية". ويواصل رامي كلامه بالقول "ساترك العراق، فحياتي أصبحت في خطر"، لافتاً إلى أن "من يأتي إلى سوق الشرطة الرابعة سيجد أن هناك ما يقرب من 10 محال صياغة متقاربة مع بعضها، ومع هذا لن يرى أيا من أفراد الشرطة أو الجيش قربها لحمايتها"، حسب تعبيره. وتشهد أغلب المحافظات العراقية إجراءات أمنية مشددة تزامنت مع عمليات السطو المسلح على محال بيع الذهب، وتمثلت بإنزال العشرات من رجال الجيش والشرطة وقوات الطوارئ إلى الشوارع والانتشار في التقاطعات وإغلاق بعض شوارع المدن الرئيسة. rnالداخلية لا تمنحنا رخصاً لحمل السلاحويؤيد أحد صاغة الذهب في منطقة الشرطة الرابعة وهو صباح سهيل ما قاله زميله ويطالب وزارة الداخلية بـ"منح الصاغة رخصا لحمل السلاح لحماية محالهم"، مؤكداً أن "الأجهزة الأمنية لا تمنحنا رخصا لحمل السلاح"، ويوضح أن "صاغة المنطقة حاولوا الحصول على هذه الرخص دون جدوى، حتى أن أغلبهم اضطروا لجلب أسلحة غير مرخصة حماية لأنفسهم إلا أن هذه الأسلحة تمت مصادرتها جميعا بعد حملة تفتيش قامت بها الأجهزة الأمنية في المنطقة". ويلفت الصائغ سهيل إلى أن "الصاغة في المنطقة اتفقوا فيما بينهم على تشكيل وفد يتكون من وجهاء المنطقة والصاغة، للالتقاء بآمر اللواء المشرف على حماية المنطقة، لحثه على توفير حماية للصاغة من أي اعتداء محتمل من قبل العصابات المنظمة، وبخاصة بعد الأخبار التي تحدثت عن إمكانية استهداف المصارف والصاغة". وكان المتحدث الرسمي لقيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا كشف في أيار الماضي عن معلومات لدى الأجهزة الأمنية عن مخطط للقاعدة لاستهداف المصارف لتمويل عملياته لأنه يمر بأزمة مالية. ويعتقد سهيل أن "المناطق الشعبية غير محمية جيدا ولا يوجد اهتمام بها من قبل الدولة"، مبينا أن "سرقة محالنا سهل جدا وبإمكان ثلاثة رجال مسلحين بأسلحة بسيطة سرقة جميع المحلات"، حسب قوله. rnلا تهديد على تجار الذهب من جانبه، ينظر أحد تجار الجملة لبيع المصوغات الذهبية في شارع النهر وسط بغداد، وهو أبو احمد، إلى الأمر من جانب آخر أكثر تفاؤلا، ربما لأنه يعمل في منطقة تعتبر من أكثر المناطق المحمية في بغداد لقربها من البنك المركزي العراقي. ويقول أبو احمد إن "سوقنا وبالرغم من أنه يحتوي على مصوغات ذهبية أكثر من غيره بعده المورد الرئيسي لبقية مناطق بغداد من الذهب، إلا أنه محمي جيدا بفضل الحراسات الموجودة للبنك المركزي القريب منا، فضلا عن أن بعض الحراس يتجولون ذهابا وإيابا لحراسة المنطقة"، ويؤكد بقوله "إننا راضون كل الرضا عن القوات الأمنية في المنطقة، أما الاختراقات التي تحصل بين آونة وأخرى فهي فردية ولا يمكن تعميمها على الجميع". ويكشف أبو احمد أن "صاغة المنطقة لديهم أسلوبهم لحماية محالهم، لأنهم بمجرد تولد شكوك ببعض الأشخاص يتصلون ببعضهم عن طريق الموبايل، ويتواصلون فيما بينهم أيضا عن طريق الإشارات خاصة أن أغلب محال الصاغة هنا قريبة من بعضها". ويضيف أن "مصوغاتنا الذهبية توضع في خزائن متينة جدا وفيها أقفال متعددة، فضلا عن أن هناك خزائن أخرى سرية موضوعة في الجدران"، موضحا أن تلك "الخزائن متينة جدا وعادة ما توضع واحدة داخل الأخرى، ولذلك نحن مطمئنون من هذا الجانب"، وفقا لقوله. rnأصحاب مكاتب الصيرفة يعيدون حساباتهموخلفت الهجمات المسلحة التي تعرض لها صاغة بغداد، قلقاً واضحاً بين أصحاب محال الصيرفة، حيث أن صاحب مكتب الأصدقاء للصيرفة في منطقة ال
ذهب.. ولم يعد!..أغلب عمليات السطو على الصاغة جرت فـي الأحياء الشعبية
نشر في: 20 يوليو, 2010: 08:23 م