بغداد/ موطنيرغم تجاوز درجات الحرارة خمسين درجة مئوية في معظم المدن العراقية، إلا أن العراقيين تغلبوا على حرارة الجو وواصلوا عملهم اليومي، ويقف رجال المرور ساعات طويلة لتنظيم السير وفك الاختناقات المرورية، خاصة عند انقطاع التيار الكهربائي عن إشارات المرور.
شرطي المرور رعد العزي، الذي يعمل منذ الصباح الباكر في وسط أحد شوارع بغداد، يستمتع بسماع عبارات المديح من سائقي السيارات، ويقول: "ليس جديدا علينا العمل في الظروف الجوية القاسية، ولكن ما يزيل تعبي وينسيني شدة الحر هو كلمات التشجيع التي يطلقها المواطنون حين يمرون بالقرب مني بسياراتهم."ويقول العزي مازحاً مع أحد سائقي السيارات أثناء توقفه في الإشارة المرورية: "رجل المرور هو مقياس الحرارة الرئيس، فكلما زاد بلل ملابسه دل ذلك على مدى ارتفاع درجات الحرارة." وينطبق الحال أيضا على رجال الأمن الذين ينتشرون في شوارع المدن العراقية لحماية المواطنين. وقف صفاء جعفر، وهو جندي في الجيش العراقي، في نقطة تفتيش السيارات في إحدى مناطق بغداد، لتفتيش السيارات تحت شمس تموز الحارقة. فبالنسبة لجعفر، "لا يمكن أن نتهاون في أداء واجبنا بسبب ارتفاع درجات الحرارة أو أية ظروف أخرى." وأضاف جعفر "نحن نعلم أن وقوفنا في الشارع لأداء واجبنا يعني تعرضنا لجميع الظروف الجوية. ولكن لو هربنا من حرارة الجو، كيف سنصمد في وجه الإرهابيين وننتصر عليهم؟". وكانت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل قالت في وقت سابق: إن سبب ارتفاع درجات الحرارة يعود إلى المنخفض الجوي الحراري الموسمي فوق أواسط آسيا. وأدى ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة عمل سيارات الأجرة المكيفة.. أكد سائق "التاكسي" أحمد كريم أن المواطنين يفضلون تأجير سيارات مكيفة يمكن أن تقيهم حر الشارع وتوصلهم إلى وجهاتهم بأفضل طريقة.وقال كريم: "أكملت الاستعدادات قبل بداية الصيف وقمت بصيانة تكييف السيارة. فالمواطن يفضل أن يستقل سيارة مكيفة." وتواصل فرق أمانة بغداد العمل تحت أشعة الشمس المحرقة أيضا، حيث لم يتوقف عملها في إكساء الشوارع وأعمال صيانة مجاري الصرف الصحي والتنظيف. وقال مازن الموسوي، مدير إعلام بلدية الشعلة: "لدينا عمل كبير يجب علينا انجازه، فهناك سقف زمني ينبغي احترامه.. وواجبنا يحتم علينا العمل المتواصل وأي انقطاع أو توقف إنما يضر بمصلحة المواطن بالدرجة الأساس." وكانت وزارة الكهرباء قد كثفت جهودها لرفع التجاوزات عن المنظومة الكهربائية، مؤكدة أن التجاوز على المنظومة الكهربائية مع ارتفاع درجات الحرارة سيسهم في زيادة الأعطال التي تصيب الشبكة الكهربائية. وقال محمود حسين، رئيس إحدى مجاميع وزارة الكهرباء المسؤولة عن رفع التجاوزات في جانب الرصافة، "يزداد الطلب على الكهرباء في هذا الفصل من السنة. وكلما أنجزنا عملا أكثر في رفع التجاوزات، كلما خف الضغط على الشبكة وبالتالي تصب المنفعة على المواطن إذ تزداد ساعات تزويده بالكهرباء الوطنية."
العراقيون كسروا "القواعد الصحية" وواصلوا أعمالهم فـي حرارة نصف درجة الغليان
نشر في: 20 يوليو, 2010: 08:24 م