ديالى/ شينخوا وترجمة "المدى" كشف قيادي سابق في تنظيم القاعدة بمحافظة ديالى شرق العراق عما اسماه باستراتيجية البريد النسوي الذي بدأ تطبيقه من قبل تنظيم القاعدة في مناطق متفرقة من المحافظة بهدف تسهيل مهمة نقل الاوامر والتعليمات بين قيادات التنظيم دون سقوطها بيد الأجهزة الامنية.
ونقل عن أبي عمر العزاوي والذي تصفه (شينخوا) بالقيادي السابق في القاعدة "إن تنظيم القاعدة ادرك خطورة وقوع البريد المكتوب بين ايدي عناصر الاجهزة الامنية، والذي تسبب قبل اشهر في مقتل ارفع زعيمين في التنظيم وهما، ابو عمر البغدادي زعيم تنظيم دولة العراق الاسلامية، وابو ايوب المصري زعيم تنظيم القاعدة.وأوضح العزاوي أن جميع من يحملون البريد المكتوب بين خلايا وقيادات القاعدة هم من الرجال، لكن الامر تغير بشكل ملموس في الاسابيع الماضية اذا انيطت مهمة حمل البريد إلى النساء من المنتميات لخلايا تسمى (النساء المجاهدات أو المؤمنات) واغلبهن من زوجات أو من ذوي عناصر القاعدة الموثوق بهم بدرجة عالية.وأضاف أن تغيير استراتيجية القاعدة بخصوص البريد السري الخاص بها يعطي مؤشرا على وجود تغيير في نمط التكتيك الذي جرى اتباعه بعد تغيير قيادات القاعدة العليا، والذي اعطى حيزا واضحا لدور النساء فيه، لافتا إلى أن عملية كشف القيادات العليا للقاعدة عبر ملاحقة حاملي البريد ستكون اكثر صعوبة امام الاجهزة الامنية العراقية في الفترة القادمة، حسب قوله.ولفت القيادي السابق إلى أن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى وجود ثماني نساء يقمن حاليا بمهمة البريد السري بالوقت الراهن دون اعطاء المزيد من التفاصيل لاسباب امنية.إلى ذلك، أقر رئيس مجلس الصحوات في محافظة ديالى حسام المجمعي بان القاعدة بدأت تعتمد على النساء في نقل البريد والاسلحة والمتفجرات والاوامر والتعليمات بين قياداتها المنتشرة في بعض مناطق المحافظة.وكانت نيويورك تايمز قد قالت الاسبوع الماضي ان تنظيم القاعدة الارهابي اصدر فتاوى تطلب من اعضائه الزواج من ارامل الذين سقطوا قبلهم.. مشيرة الى ان مثل هذه الفتاوى تحتمل تفسيرات مختلفة، فهي اما تدل على الضعف او الذكاء.. او ربما فعل عقلي او تهكم كلامي في عملية الخلط بين المودة والسياسة . وتؤكد ان وجهة نظر كوّنها مالكوم نانس، ضابط المخابرات الامريكي السابق في العراق ومؤلف كتاب "ارهابيو العراق...داخل استراتيجية وتكتيكات الارهاب" تشير الى ان هذه الفتوى تمثل اعترافا مدهشا بفشل عملياتهم بشكل كلي باعتبار ان عدد العمليات الانتحارية يمثل تكتيكا للقاعدة في السابق، حيث ان الطلب من الارهابيين الحاليين او المستقبليين ان يقوموا بالزواج من ارامل الذين انتحروا من قبل، ما يعني ان كلا منهم يبحث عن تجديد لعدد الانتحاريين واستعادة بعض الروابط مع القبائل التي تريد طردهم الان من جهة ومن جهة أخرى يبين انهم قد ابتعدوا عن المؤسسة الايديولوجية التي يأتي من اجلها الانتحاريون الى العراق ويموتون مباشرة من خلال الهجمات التي ينفذونها.يقول "نانس" انه اذا كان العامل الاول فهو يدل على أن هؤلاء يأملون في ان روابط الدم مع بعض العراقيات ربما توفر لهم على الاقل قدرا من الحماية في بلاد تريد التخلص منهم. واما اذا كان العامل الثاني فهو امر مماثل اشبه بالدعوة الى اعضاء هذا التنظيم الارهابي للاستقرار والحصول على مكافأة "دنيوية" بامتلاك زوجة واطفال لتكوين جيل جديد من الارهابيين الانتحاريين " لذلك يقول نانس ان هذه الفتاوى هي بالتأكيد تمثل "يأساً مطلقا" يأتي ربما من الجهات العليا في المنظمة. أما براين فيشمان خبير مكافحة الارهاب في مؤسسة امريكا الجديدة معهد السياسة العامة فانه لا يبدو متفائلا جدا، أذ يرى ان المجاميع الارهابية قد ضعفت بشكل كبير جدا في الشهور الأخيرة؛ فالعشرات من اعضائها وزعمائها الأكثر اهمية قد قتلوا او تم اسرهم، بيد ان هذا لا يعني نهاية الأمر فربما تكون هذه الفتاوى طريقة عملية لتوجيه قوتهم المتضائلة الى الآلاف من الارامل والايتام والفقراء من اجل استغلالهم. ففي محافظة ديالى كانت تلك الفتوى قد انتجت 70 زواجا في اقل من ثلاثة اسابيع طبقا لقول بعض اعضاء القاعدة واقربائهم وشركائهم وبينما تبقى ديالى هي آخر معاقلهم المتبقية فان الحقيقة المجردة هي الاسراع المتهور للعديد من الناس لتزويج نسائهم من الغرباء وهو ما يعكس حجم المهمة الملقاة على الحكومة العراقية والجيش الامريكي باعتبارها هدفا مهما قبيل الانسحاب. وبحسب احد ارهابيي القاعدة ويسمي نفسه (ابو محمد الزيدي) "اسم منتحل"، فان ما يقارب 315 من اولئك الارامل يتواجدون في بعقوبة، موضحا انه قد تزوج ثلاث نساء وواحدة منهن هي احدى ارامل القاعدة تزوجها قبل الفتوى بينما يخطط للزواج من الرابعة قريبا. ام عبادة هي احدى نساء القاعدة التي تزوجت حديثا قالت ان زوجها قد انتحر في انفجار حدث عام 2006 وانها تعرضت بعد ذلك الى ضائقة مالية ووافقت على الزواج مرة ثانية بعد ان التقت مع زوجها الجديد مرة واحدة.
النســاء.. ينقلن البريــد الســري للقـاعـدة
نشر في: 20 يوليو, 2010: 08:25 م