ترجمة: عمار كاظم محمد لايتصنع الصحفي العراقي الكلمات وهو يرينا معاناة العراقيين... لقد كان يوما حارا آخر في العاصمة العراقية، حيث يتزين المراسل بقميص وربطة عنق بلون الصلصة ويدخل الممر مع مكبر الصوت الذي يحمله.
كان الناس من كل الاعمار يتبعون رجلاً كبيراً ذا شعر رمادي، وهم يصيحون: نريد الكهرباء بينما المراسل يخبر الحكومة من امام الكاميرا عن حاجات الناس.. كان صحفي عراقي تشبه حكايته قصص معظم الصحافيين الاخرين هناك، ويتبعه مصوره، وهو يحمل الكاميرا، حيث يشير اليه الصحفي بصوت ثابت بان يقوم بتصوير اسلاك المولد الكهربائي، ومياه المجاري، والقمامة، بينما كان مصور الفديو ممتلئ الجسم يتصبب عرقاً وهو يوازن كامرته.بينما تبدأ الولايات المتحدة تخفيض عديد قواتها بعد سبع سنوات من دخولها الى العراق، يبقى الصحفي الاكثر عزماً في هذه البلاد، ففي كل اسبوع يتجول في انحاء العراق ليتعقب الفساد وينبه المسؤولين الى عيوبهم.الصحفي هنا يتحدى حرارة تبلغ 50 درجة، وهو يسير على مهله نحو مطعم الحي، ودكاكين الحلاقين، ليأخذ حواراً لضيف البرنامج مع هياج الناس العاطفي، ويخبر المشاهدين عن تلك المعاناة وهو يمسح العرق عن وجهه بمنديل احمر، ويحمي عينيه بنظارات شمسية، حيث يقوم غالبا بتعليق آني حول ما يدور في باله. الان يظهر وهو يطلب من طباخ أحد المطاعم ان يقلي له بيضة، وهو يقول "اذا لم يرد احد ان يقوم بالطبخ فهم يقولون: دعنا نجلب الغداء من مطعم ابي يوسف"..قال ذلك وهو يبتسم ثم بدأ الطباخ بتسخين الطعام، لايتصنع الصحفي العراقي وهو يصف الفجوة بين قادة العراق ومواطنيه العاديين، فهو يزور الرصيف، حيث يجلس بعض العراقيين ويتحادثون عن بعض الاعمال المريبة التي يقوم بها بعض المسؤولين، مثلما هو يكافح من اجل البقاء حياً، وتلك مفخرة ليست بقليلة في العراق . كان هناك على الأقل 139 صحفيا قد تم قتلهم منذ عام 2003.كان الصحفي خلال فترة عمله قد تعلم المداهنة والكلام الجميل لاقناع الشخصيات العامة بالمساعدة في القضايا الذي يضعها أمام انظارهم ويلفت الانظار الى الأحياء الفقيرة في بغداد، كما انهم نموا صداقة مع المسؤولين المحليين حيث يقدمون اليهم شكاوى المواطنين فيما يتعلق بشؤونهم . عن هؤلاء الصحفيين يقول ابو عبد الله وهواحد المواطنين: "اننا نحب كل شخص مخلص لنا، ومن يستطيع ان يترجم معاناة الناس لكن هذا الأمر خطر وربما لهذا السبب يكون الصحفيون المخلصون مستهدفين"، كانت هناك عدة دعاوى قد تم رفعها على البعض من الصحفيين، وتم رفض العديد منها لأنها ببساطة تمثل آراء الناس وكان بعض هؤلاء الصحفيين قد تعرض للضرب من رجال مسلحين مجهولين بعد فترة قصيرة من انتقادهم لبعض الحالات.. هكذا يعيش الصحفيون في العراق.عن : لوس انجلس تايمز
الصحفي العراقي يخاطر بحياته للحصول على قصة إخبارية
نشر في: 20 يوليو, 2010: 09:25 م