وفاة جعفر أبو التمن
في مثل هذا اليوم من عام 1945 توفي الحاج جعفر أبو التمن ، الشخصية الوطنية الكبيرة ، ورمز الحركة الوطنية الاستقلالية والمعارضة في تاريخ العراق الحديث .
كتب الكثير عن (أبو التمن) ومسيرته الوطنية الوضاءة منذ العهد العثماني الأخير، وامتدادا إلى مشاركته الفاعلة في الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني وثورة العشرين وقيادته المعارضة الوطنية وتأسيسه الحزب الوطني . وكان استيزاره وزيرا للمالية في وزارة انقلاب بكر صدقي سنة 1836 وانسحابه من الوزارة ، آخر الأدوار السياسية له بعد أن وجد أن عالم السياسة مليء بالكثير من المحبطات والسلبيات .إلا أن أبو التمن لعب دوراً هاماً في رسم السياسة المالية والاقتصادية للدولة في هذه الوزارة، إذ اهتم بتوزيع الأراضي الزراعية، محاولةً منه في حل مشاكل الفلاحين، فضلاً عن بناء القرى العصرية وإقامة الجمعيات التعاونية لتطوير الريف وتحرير الفلاحين من استغلال مالكي الأراضي، وقد أعلن جعفر عن رغبته في تحسين المستوى المعيشي للعمال من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية، عن طريق رفع دخلهم وتقليل ساعات عملهم، ونتيجة لتدخلات الجيش في إدارة شؤون الدولة، لم يجد أبو التمن وبعض الوزراء الآخرين أي أمل في قدرة رئيس الوزراء على إيقاف التدخل السافر لبكر صدقي وأصحابه في إدارة الحكومة، الأمر الذي قادهم في التاسع عشر من حزيران 1937 إلى تقديم استقالتهم من الحكومة، وهم كل من (جعفر أبو التمن وكامل الجاد رجي ويوسف عز الدين وصالح جبر)، وقد كانت الفترة (من استقالة أبو التمن إلى حين وفاته) متميزة بالنشاط التجاري الشخصي، فقد اشغل نفسه كلياً في توسيع تجارته للمنسوجات واستخراج زيوت الطبخ، وقد انتخب أبو التمن رئيساً لغرفة تجارة بغداد عام 1935 .
استمر جعفر في الفترة الأخيرة من حياته بالحوارات والمناقشات في جميع المجالات، إذ كان يستقبل وجهاء بغداد في يوم الأربعاء من كل أسبوع، وقد كانت آراء أبو التمن المتفاعلة مع الحدث تلقَى ترحاباً واحتراماً من قبل الجميع، وبقي رجلاً متفاعلاً مع الأحداث حتى توفي في 20 / 11/ 1945 اثر انفجار دموي في الدماغ، وقد كانت آخر كلماته انه كان آسفاً لأنه لم يعش ليرى القوات البريطانية تغادر الأراضي العراقية، ولوفاته عم الحزن شوارع بغداد والعديد من المدن العراقية الأخرى، وتكونت لجنة في بغداد من ممثلين عن الاتحادات العمالية والمنظمات المهنية والأحزاب السياسية للقيام بحفل تأبيني يليق بمكانة أبو التمن وتاريخه، وقد حدثت اجتماعات في المدارس والمعاهد والمنظمات وغرف التجارة للرثاء والمواساة .
دفن جعفر في النجف بمراسيم دفن مهيبة تدل على شعبيته الواسعة كقائد سياسي وطني من طراز خاص، وقد رثاه مشاهير الشعراء المعاصرين، أشهرهم شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهرى، برائعته:
باقٍ وأعمار الطغاة قصارُ
من سفر مجدك عاطر موارُ
جميع التعليقات 1
وليد خالد عبد القادر
اسرة التحرير الكريمة اطلعت على المقال القيم واود ان اصحح لكم ان القصيدة التي مطلعها باق واعمار الطغاة قصار قيلت في رثاء عبد الحميد كرامي رئيس وزراء لبنان وان مرثية ابو التمن كانت طات وان قصرت يد الاقدار لرمت سواك عظمت من مختار