TOP

جريدة المدى > سياسية > الأمريكي المقتول في الكرادة «كارت أحمر» بوجه السوداني: إحذر التقرب من واشنطن

الأمريكي المقتول في الكرادة «كارت أحمر» بوجه السوداني: إحذر التقرب من واشنطن

نشر في: 9 نوفمبر, 2022: 12:38 ص

 سرايا الكهف تعلن المسؤولية والتحقيقات ترجح بأنها غطاء لجهاز مخابرات إقليمي

 بغداد/ تميم الحسن

رجحت تحقيقات اولية بخصوص مقتل ناشط امريكي وسط بغداد وقوف إيران وراء الحادث، فيما يتوقع ارتفاع حالات الاغتيالات في الايام المقبلة.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها (المدى) فان الحادث هو بمثابة «كارت احمر» ضد محمد السوداني رئيس الحكومة على اقترابه الاخير من واشنطن.

 ووجه رئيس الحكومة أمس، بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن اغتيال المواطن الأميركي ستيفن ترول في وسط العاصمة. 

ووفق سياسي رفيع مطلع على التحقيقات تحدث لـ (المدى) مطالباً بعدم الاشارة الى هويته ان «الولايات المتحدة سوف تشترك في التحقيقات وهو امر يزعج الإطار الشيعي».

واضاف السياسي المطلع ان «التحقيقات الاولية ترجح ان ما جرى ليس من عمل الفصائل وانما عمل جهاز مخابراتي»، مشيرا الى ان الجهة التي اعلنت تبني الحادث هي «غطاء واسم وهمي».

واشار الى ان «العراق سيتورط بالحادث وكان من المفترض ان يحصل على معلومات استباقية من الاجهزة الاستخبارية ويبلغ السفارة الامريكية باحتمالية حدوث عمليات تصفية ضد مواطنيه ليبرئ نفسه».

وأعلن فصيل مسلح يطلق على نفسه اسم «سرايا أهل الكهف»، أمس، مسؤوليته عن مقتل المواطن الامريكي.

وذكر الفصيل المسلح في منشور صحفي أن عملية قتل المواطن الأمريكي «ستيفن ترول» جاءت «انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي».

و»سرايا الكهف» و»المقاومة الدولية»، هي اسماء لجماعات غير معروفة، فيما يتوقع بانها «غطاء لفصائل مسلحة او جهات دولية».

وبحسب السياسي المقرب من التحقيقات ان «الهجوم نفذ عن طريق طهران فيما لايزال غير معروف فيما لو خلية الاغتيال جاءت من إيران او انها موجودة في الاساس داخل البلاد».

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان أمس، إن «رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، وجه وزير الداخلية عبد الامير الشمري، بتشكيل لجنة تحقيقية من أجهزة الوزارة التخصصية والجهات الأمنية الأخرى للتحقيق في ملابسات حادث مقتل مواطن أمريكي في العاصمة بغداد». 

وبحسب معلومات تم تداولها منذ ليلة الاثنين ان مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا النار على عجلة مدنية نوع «برادو» في منطقة الكرادة.

واشارت تلك المعلومات إلى ان المواطن الامريكي يعمل عضوا بمنظمة اغاثة امريكية لصالح الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، فيما عثر معه على هوية بصفته مدرس انكليزي.

ويقول السياسي المطلع ان «الفصائل تنفذ بأسلوب آخر، وهو الخطف وطلب الفدية وإذا لم تحصل على الفدية تقوم بالتصفية».

لكن ترول (الضحية) تمت تصفيته بشكل مباشر برصاصة في منطقة الرأس، بحسب تقرير أمني اطلع عليه المصدر.

واكد المصدر القريب من نقاشات القوى السياسية ان «الفصائل التي تطلق على نفسها مقاومة قد منحت هدنة مع القوات الامنية لدعم حكومة السوداني».

ويتابع: «طهران لم تعجبها هذه المواقف كما يبدو انها غضبت من الاقتراب الاخير بين السوداني والولايات المتحدة».

واشار الى ان إيران «اعطت تنبيه الى السوداني بانها المتحكمة بالأرض العراقية، وان البلاد هي مسرح لها لتنفيذ هجمات ضد امريكا او اخرين تصفهم بالأعداء».

وتوقع المصدر المطلع ان ترتفع وتيرة حوادث الاغتيال ضد الاجانب وربما تستهدف عراقيين متعاونين مع جهات غربية، مبينا انه «تم التخلي الان عن الكاتيوشا والاغتيالات ستكون البديل المقبل».

وكانت السفيرة الامريكية في بغداد آلينا رومانوسكي قد زارت السوداني 3 مرات منذ ترشيحه لرئاسة الحكومة الشهر الماضي.

بالمقابل اتصل وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن مؤخرا بالسوداني، واكد الاثنين الالتزام بـ «اتفاقية الإطار الستراتيجي» الموقعة من الجانبين.

واشارت مصادر الى ان السوداني يحاول من تلك اللقاءات اصلاح صورة الفصائل الشيعية والتعهد بايقاف استهداف السفارات.

بدوره أكد مثال الالوسي النائب السابق، ان اغتيال الامريكي ستيفن ترول «ليس بالصدفة بل هو هدف مخطط له».

وتابع الالوسي في حديث لـ(المدى) ان «ما جرى هو بسبب عدم رضا بعض الاطراف في الإطار التنسيقي وإيران على تقرب السوداني مع الولايات المتحدة».

واضاف ان «الحكومة الجديدة استمعت الى واشنطن وابعدت المليشيات عن ادارة المخابرات والمواقع الامنية الحساسة».

وكان السوداني قد أعلن قبل ايام، بانه سيقوم بإدارة جهاز المخابرات بعد خلافات شديدة على المنصب الذي بات شاغرا بسبب اقالة رائد جوحي رئيس الجهاز السابق.

واعتبر النائب السابق وزعيم حزب الامة ان «اغتيال مواطن امريكي في هذا التوقيت هو رسالة للسوداني بان امامه خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها وهي من وظيفة مليشيات إيران».

في غضون ذلك رجح علي البيدر وهو باحث في الشأن الامني والسياسي، ان «ترد واشنطن» على عملية الاغتيال.

وقال البيدر في حديث مع (المدى) ان «الحادث يؤكد عدم سيطرة القوات الامنية على الاوضاع في بغداد وأنها جهات اخرى هي من تفرض سيطرتها».

واستبعد البيدر ان تكون عملية الاغتيال حدث يتعلق بالسياسة الداخلية، مبينا ان «الحادث في إطار المواجهة الدولية والاقليمية».

واضاف الباحث أن «الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي وسوف ترد سواء بالعمق العراقي او خارجه».

واشار الباحث الى ان الحادث «سيؤثر على العراق وعلى الدعم الامريكي والدولي وخصوصا في مجال الدعم الأمني».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بغداد ملتزمة بـ
سياسية

بغداد ملتزمة بـ"التوازن".. والتطبيع مع سوريا يتعثر بسبب "مخاوف الإطار"

بغداد/ تميم الحسن تستمر بغداد بالسير على خيط التوازن الرفيع، إذ تضغط واشنطن على العراق لإيقاف التمدد الايراني، فيما يعمل أطراف بالداخل على عكس ذلك. ويتعين على بغداد استئناف ضخ النفط من كردستان، والا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram