أ.د. عقيل مهدي يوسفبوديار، الباحث في بعد الحداثة، كما يوصف وهو المعروف بقوله الشهير والموارب، عن الحرب الخليج، بأنها (لم تقع!).وأكنه بانجذابه إلى الصورة الإعلامية، وأساليب الصدمة والترويع، والاجتياح الصوري الفضائي للعراق،
من غير أن يدري، يتناسى آلاف الضحايا الذين سقطوا من أبناء الخليج، وأبناء العراق، وأبناء المنطقة، أو كأنهم يستظلون تحت ظلال الزيزفون، لا تحت أطنان القنابل، والمدن المحروقة، والسماوات الملتهبة الفتاكة! والبيوت المتفجرة. وكل ما تتركه الحروب من دمار الناس والبلدان يحصر (بودريار) مراحل الصورة، بأنها أما تكون لواقع أساسي، أو إنها تحرف الواقع الأساسي هذا، وتخفيه ، أو تخفي غيابه السياسي، أو لا ترتبط بأي واقع على الإطلاق، إنما تقدم لنفسها صورتها الزائفة.وبوقع اثر الإعلان الصوري، الماحق، انقطعت تلك الصلة المعروفة بين الصورة الايقونية وما تدل عليه بوضوح ويسر. حتى تصاعد اليوم تمط الوهم، ليصبح أكثر حقيقية من الحقيقة الموضوعية، أو الواقعية نفسها!أعتقد الانتروبولوجي (ليفي شتراوس) بإمكانية اختزال كل أسطورة إلى بنية أساسية ، وأشار إلى التنويعات الثقافية للأساطير، حسب ذاكرة الشعوب المتباينة، لكنه اختزلها إلى عدد محدود من التقابلات، كالتضاد، بين الطبيعة والثقافة؟، أو حصرها بعدد بسيط من (الأنماط) ليربطها بعناصر وظيفية معلومة، لا بشخصيات كثيرة.
حرب الصورة الإعلامية
نشر في: 21 يوليو, 2010: 06:43 م