TOP

جريدة المدى > سينما > غيلروي.. الأسلوب السينمائي المتداول لا يعطي زخماً جمالياً لبناء الأحداث

غيلروي.. الأسلوب السينمائي المتداول لا يعطي زخماً جمالياً لبناء الأحداث

نشر في: 21 يوليو, 2010: 06:47 م

صباح محسنقدم المخرج توني غيلروي فيلم “مايكل كلايتون منذ فترة ليست بالقريبة وقام بتأدية الدور الرئيس فيه الممثل جورج كلوني مع الممثل توم ويلكنسون الذي اشترك معه في فيلمه الأخير موضوع الكتابة.وكان اشتغال المخرج غيلروي
 لا يختلف من حيث البناء العام للمشاهد وتتابع الأحداث كحال الأفلام الأخرى لمخرجين من جيله. وكما هو أسلوب اشتغاله السينمائي في فيلم "مايكل كلايتون" لكنه في فيلمه الجديد المنتج عام 2009 Duplicity وحسب ما تمت ترجمته بمعنى الازدواجية، قد ذهب كثيراً في اشتغالات سينمائية، اقرب إلى الحداثية، مستلهماً من الإمكانات الفنية لعمل المونتاج الحديث وطريقة التقطيع لأكثـر إمكاناتها للإحداث وتسلسل المشاهد بإضافة البهجة على بنائها بأسلوب ضم أكثـر من مشهد للحركة ومن ثم فتح زاوية الكاميرا على اتساعها حين يتم اختيار المشهد الذي ينتهي عنده الحدث، او لاستمرارية الثيمة بانتقال الكاميرا لعمق المشهد لإكمال مسيرة الأحداث. rn rnوقد تكرر هذا القطع المبرمج في أكثر مشاهد الفيلم، وهو أسلوب قد لا ينفع في مسألة الحدث المتسلسل أو الحكاية الواحدة المتصلة. لكن غيلروي استخدمها للسيطرة على سيرة الأحداث رغم انتقال الكاميرا بأكثر الأوقات صرامة لاحتواء الحدث، وقد حفلت أحداث الفيلم بعدة أمكنة لضرورات الثيمة الرئيسية وعدم إبراز مناطق مترهلة في واجهة المشاهد ولأن الحبكة قد تدفع بالمخرج غيلروي الى التشبث بزمن الحدث والذي هو زمن الفيلم بشكل حاسم، لذلك يكون التقطيع المنفذ بطريقة سلسلة ومقبولة للسيطرة على متوالية الأحداث وتقديمها بمقبولية عالية الاشتغال لدفع المتلقي بالالتصاق بالفيلم وقطع الطريق لأية حالة ارباك قد تؤدي الى ضياع ثيمة الفيلم. وكون الحدث الرئيسي قد تم بناؤه بإحكام لارتباطه بموضوعة الشركات الكبرى لإنتاج الأدوية، وصراعها مع بعضها للسيطرة على المستهلك باعتباره يشكل مفهوم السوق المفتوحة على منتجاتها، وما يجره ذلك الصراع من استخدام تلك الشركات في تصادمها مع بعضها لكل الطرق الممكنة للاستحواذ على الأسواق العالمية لتمرير إنتاجها بشتى الوسائل ومنها الكذب والخداع واستقدام عملاء يروجون لبضاعتها لهم دراية وإمكانية لتسويق المنتوج على حساب السوق ولضمان الربح لتلك الشركات.لكن يبقى الداخل الغامض، والأسلوب المتبع، وطرق التحكم في علاقة الشركات الاحتكارية العملاقة مع بعضها، أو في عالمها الخاص المتشكل من مجموعة عاملين لا يتقنون سوى التجسس على الشركات الأخرى ومحاولة ولوج أنظمتها بشتى الطرق الالكترونية عبر منظومة خطوط مرتبطة بشبكة أجهزة تجسسية خدمتها قوى الشركة المتسللة والإيقاع بعملائها وهكذا. وكأن الأمر أشبه بلعبة متداولة بين واقع الشركات الكبرى إن لم يكن ضمن برامجها اليومية كتعامل حذر تخيم عليه حمى المنافسة الحادة من هذه الثيمة الأساسية للفيلم، ينطلق المخرج توني غيلروي والذي كتب السيناريو أيضاً، وفي هذا يكون قد بسط سيطرته على إدارة الفيلم بشكل مطلق، مع وجود كادر متميز يعي أدواته في التعامل مع صناعة فيلم أقل ما فيه فكرة الصراع المشترك، والخداع المهيمن على نماذجه.تبدأ أحداث الفيلم في دُبي2003 حيث تتواجد العميلة السابقة كلير ستانويك والناشطة في وكالة الاستخبارات الأمريكية، والتي تعمل في إحدى شركات إنتاج الأدوية حين تنتقل الى نيويورك، في نفس الوقت تتعرف على العميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطاني راي كوفال، لتبدو على الطرفين علامات الإعجاب واضحة بينهما تسفر أول الأمر عن علاقة شبه عابرة، لكنها تتطور مع الأحداث لتصل إلى علاقة حميمة لا تخلو من شحن عاطفي وتعلق الطرفين ببعضهما بشكل مؤثر.وبانتقال الأحداث الى نيويورك مركز الشركتين اللتين يعملان بها كلاً على انفراد، ليعملا فيما بعد كلاً بجهته للاستحواذ على المعلومات الخاصة بتطوير بعض الأدوية والعلاجات ومحاولة سرقتها للحصول على الأموال والذهاب بعيداً لتحقيق حلمهما. ولأن كلير تملك مواصفات المرأة الجذابة، والعميل راي كوفال يمتلك الوسامة والنضوج والقوة والسيطرة وتلك العناصر قد تجذب أي امرأة تبحث عن شريك.تتمحور الأحداث بشكل رئيس على الألغاز المثيرة وبالألاعيب الشيقة والتي نفذت بشكل بارع.حيث وجود فهم مشترك بين رؤساء تلك الشركات بما يدور في رأس كل طرف بما فيهم اولئك العملاء الذين يبحثون عن صيد وسط شبكة مرعبة وكبيرة من التنصت والمتابعة.لعبة تتكرر في أوساط المجتمع الرأسمالي، وتحديداً في مناخ منتجي البضائع ذوو الشأن في إدارة رأس المال بطرق ملتوية، ولا تخلو من هدف الربح والشهرة حتى ولو بطرق تدفع بمالكي تلك الشركات بازاحة أي منافس من طريقها بوسائل تصل حد التجسس ودفع عناصر لها امكانيات وخبرات الدخول في مواقع غير مواقعها.وحين يتم الاتفاق بين كلير وراي على الحصول لأصل الخريطة التي تم تحديد مساراتها العلمية بشكل وصفة متكاملة لإنتاج عقار خاص بالقضاء على ظاهرة الصلع عند الرجال، لتبدأ عملية ولوج المكامن الرئيسة لولوج تلك الخلطة في شركة هوارد تالي العملاقة والتي تخصصت في إنتاج المستحضرات على أنواعها، لخدمة شركة عملاقة أخرى تع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram