 محمد حمدي

سنكون على موعد رائع الأسبوع المقبل مع سهرات كروية كبيرة جداً ستسحب بساط الأحداث تماماً وترميها خارج البساط الأخضر لمونديال الدوحة الكروي الذي يتوقّع له أن يكون الأكبر والأشهر والأكثر إبهاراً.

عصف إعلامي غير مسبوق على مدار الدقائق ينقل لنا الأحداث من مطار حمد الى سوق واقف والملاعب والطرقات، والأجمل من ذلك تلك السرعة العجيبة التي يتكيّف بها الوافدون وهم بالآلاف يوميّاً مع الجماهير القطرية، كلّ تلك الأجواء تؤكّد نجاح المونديال حتى قبل انطلاقه بأيام في تجربة فريدة ودرس مجاني سيستفيد العالم منه استفادة عظيمة لأية بطولة مقبلة إذ لابد لها من الدخول في حيّز المقارنة أو الوصول الى ما وصلت اليه الشقيقة قطر من سرعة ومرونة وإدارة على أعلى المستويات التي تفوق حاجز الجودة المعتمد عالمياً في إدارة الأحداث الرياضية.

أعتقد جازماً أن درس الدوحة سيكون ذا فائدة كبيرة لنا ولجماهيرنا الرياضية ومؤسّساتنا بصورة عامة في استيعاب الدرس وترجمته الى واقع عمل في بطولة خليجي 25 في البصرة مطلع العام المقبل، والتي نتطلّع لأن تكون بوّابة حقيقيّة لانطلاقتنا الجديدة نحو السعي لتضييف البطولات الكبيرة .

فاصل كبير بتحضيراته وإعلامه، وما يفرزه يوميّاً من اضافات جديدة وغير مسبوقة لا يسعنا معها إلا أن نبارك للأشقاء في قطر هذه المُنجزات المهمّة، والعمل المُتقن، والدروس التي تُقدّم بالمجّان.

درس درجال

بعد الانزواء وإعطاء عرض الظهر للإعلام أيّام استيزاره في وزارة الشباب والرياضة، أخذ الوزير السابق عدنان درجال يُكرّر ظهوره الغريب في وسائل الإعلام ومنها وأهمّها الإعلام المرئي عبر الفضائيات، المشكلة في الظهور هو أنه كرّس تماماً للدفاع عن فترة سابقة وتصرّفات وأحداث كان يجب أن تُعالج حينها، ولا يتم كتابتها في دفاتر المذكّرات، ما الفائدة المرجوّة من التبرير اليوم وكثرة الشروحات والدفاع عن النفس؟ كان الأولى أن تفعل ذلك أيام وقوفك على سدّة الأمر والنهي في الوزارة!

الحقيقة لم أجد جديداً في حديث درجال، وكل ما قيل كان في أجندات التوقّع، ولكن أجد مع ذلك أن يستفيد منه الوزير الحالي على أعلى درجات الفائدة، وأن يعود لدراسة مذكّرات وأحداث درجال بدقّة ويتلافاها بالسرعة الممكنة قبل أن يقع فيها ذاتها.

إدارات جديدة قديمة

الانتخابات التي تجرى بالتناوب بين الاتحادات الرياضية لا تحمل صفة التغيير في الغالب، والعكس هو الصحيح، سوى من بعض الإضافات البسيطة، وإن كنا لا نعوّل على تغيير الوجه شيئاً فإننا نعوّل على الإدارات الرياضية في الهيئات العامة أن تكون فاعلة في التغيير وقول كلمتها، فلا يجوز أبداً أن نستمرّ بذات المنهجيّة والطُرق القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب في إدارة الاتحادات الرياضيّة، والتي ستبدأ بعد أول اجتماع للهيئات الإدارية الجديدة بدراسة خطّة العام الماضي والتطلّع الى تغييرات وتكثيف عمل في العام المقبل، ثم ما تلبث أن تهدأ الزوبعة ومعها التأجيلات والإلغاء للبطولات والدورات التدريبية وغيرها، بشعار الموازنة وقلّة الدعم وعدم وجود سيولة ماليّة الى غير ذلك من الأعذار وما هي إلا أيام وينتهي العام الجديد القديم بفعّاليات محليّة لا تصل الى رُبع ما هو موجود في الخطّة وفعّاليات خارجيّة تفوّق جداً ما هو مرسوم لها من دون التنازل أو مجرّد التفكير بترك المشاركة الخارجية.

قد يكون هذا الكلام مُكرّراً ولا يحتوي على معلومة جديدة، ولكن نتمنّى أن يكون إشارة الى اللجنة الأولمبية الوطنيّة لتأخذ دورها الغائب عن الساحة أو تعمل ما هو مطلوب في المتابعة والتقييم وذلك أضعف الإيمان.