اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كم يبلغ سعر المواطن؟

العمود الثامن: كم يبلغ سعر المواطن؟

نشر في: 12 نوفمبر, 2022: 11:44 م

 علي حسين

لم يعرف تاريخ الكتابة، أديباً شغل القراء والنقاد، مثل الروسي فيودور دوستويفسكي، حيث لا يزال حاضراً بقوة في ذاكرة الناس، بعد أن ابتدع لنا علماً من الأسى والمعاناة. ولكن المرحوم دوستويفسكي لو كان حياً، لشاهد وسمع عن واقع نعيش فيه اليوم أغرب من الخيال، وما هو أغرب ياسادة ؟،

أن تصل نسبة الفقر إلى 40 بالمئة في بلد يحصل كل شهرعلى عشرة مليارات من الدولارات، وهي الأموال التي لو تم استثمارها منذ 19 عاماً لتم بناء عراق جديد يتساوى فيه المواطن مع المسؤول وتغيب فيه نماذج نواب الصدفة، ويصبح الحديث عن نور زهير الذي لفلف تريليونات من الدنانير ضرباً من الخيال، يفوق خيال سيد الرواية العالمية.

أستشهد بدوستويفسكي الذي مرت قبل يومين ذكرى ميلاده وأدرك جيداً أن بعض قراء هذه الزاوية سيتهمونني بالبطر، وربما سيقول البعض يارجل مالنا ومال تنظيرات تجارب الأمم، وعبارات واستشهادات بفولتير وسارتر، فلا شيء يعلو على صوت المزايدات السياسية التي كشفت لنا ولو "متأخراً" أن هذا الشعب عليه أن يدفع الثمن صامتاً، ومن لا يصدق أحيله إلى بيان معظم السياسيين الذين يعتقدون أن الديمقراطية نوع من أنواع المنافع أوعنوان لوظيفة يجب أن يحصل عليها كل من حصل على لقب سياسي. ولهذا كان لا بد للدولة العراقية من أن تعيد عزت الشابندر وسلمان الجميلي إلى خانة المستشارين وبالدرجة الممتازة.

كلما يطل علينا سياسي يسخر منا، أتذكر فقراء دوستويفسكي، واتذكر المواطن العراقي الذي يتعرض إلى موجة من الاكاذيب والخطابات التي يريد اصحابها ان يخبروننا بان سرقة المال العام حديثة العهد وعمرها لايتجاوز الثلاث سنوات. اما ما سرق خلال الاعوام السابقة ، فالاملر مجرد مؤامرة ضد ساستنا الاشاوس

منذ 19 عاما ونحن نتابع اخبار النهب ترافقها اخبار الفقراء ، وأخبرنا كبار المسؤولين بأن هناك بعض المشاكل، وأن الامبريالية لاتريد الخير لهذا الشعب وتمنع اصلاح المجاري وتصر على ان تبقى النفايات تحاصر شوارع بغداد ، وان يعيش الفقراء في مساكن عشوائية بلا خدمات .

من يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا ملايين العراقيين تحت خط الفقر؟، ولماذا في بلاد التريليونات نجد ملايين الأشخاص يحتاجون إلى مساعدات غذائية؟.. أتمنى أن لا تتهموني بالتجني على الحكومة والنواب الأجلّاء فهذا جزء من تقرير دولي يحذر من انتشار الفقر في بلاد النهرين.

في دولةٍ لا يجد شعبها مستشفىً نظيفاً، ويغصّ بمكبّات النفايات، يقيم الساسة مهرجانات للنهب المنظم، في لحظةٍ بات معها العراق مطروداً من قائمة الدول المستقرة، صار مطلوباً من العراقيين ألّا يأكلوا أو يناموا، لكي يؤمّن لصوص هذه البلاد مستقبلهم في العيش الرغيد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram