المصريون يدينون إسرائيل بقوة لكن يرفضون الحرب معها
رصدت الصحيفة موقف المصريين من الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، وقالت إنهم دانوا هذا الاعتداء بقوة، إلا أن أغلبهم لا يريد أن يدخل في حرب بسبب ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين ظلوا على مدار 30 عاما تملؤهم مشاعر الغضب تجاه إسرائيل، وكانوا محبطين لأن رئيسهم السابق حسني مبارك لم يكن عنيفا بما يكفي مع جارتهم المكروهة، لكن في ظل حكم خلف مبارك، فإن القليلين في مصر يبدون راغبين في القتال.
فصحيح أن الرئيس محمد مرسي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، قد دان الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في الأيام الأخيرة وأرسل وفودا رفيعة المستوى لتأييد حماس، إلا أنه سعى إلى السلام وليس الحرب، والقليلون ممن التقت بهم الصحيفة في القاهرة أمس الاول الأحد يعتقدون على ما يبدو أنه ينبغي أن يكون هناك موقف مختلف.
وبدءا من سكان أحد أحياء المحافظة للغاية في العاصمة وحتى الزائرين لنصب تذكاري عن آخر حرب كبرى بين مصر وإسرائيل، فلا أحد تقريبا يسعى إلى الحرب مهما كانت قوة إدانتهم لإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن أحد المدرسين المرافقين لرحلة لبانورما أكتوبر قوله "كلنا ضد إسرائيل، لكن مرسي يستطيع أن يساعد شعب غزة بالمساعدات أو الأموال، ولا نريد أن نتورط في حرب فمصر ليست مستقرة اقتصاديا.
وترى واشنطن بوست أن الحكومة المصرية كانت تسير على خط رفيع بين تقديم دعم كبير بقدر الإمكان لحركة حماس وغزة بدون انتهاك معاهدة السلام مع إسرائيل التي تحد من الوجود العسكري المصري في سيناء. وقد استاء كثير من المصريين من مبارك لما اعتبروه مواقف تابعة للغاية في علاقته بإسرائيل، حيث كان ينظر لمبارك على أنه كان متقبلا للهجوم الإسرائيلي على غزة في شتاء عام 2008-2009.
الـ48 ساعة المقبلة ستحدد وقف إطلاق النار
أو اجتياح غزة
اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الحسم بين اجتياح قطاع غزة وبين التوصل لوقف إطلاق النار سيكون خلال الـ48 الساعة القادمة وفقا لما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي منح إسرائيل شرعية مواصلة العمليات القتالية والعدوان بتصريحه بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وتبنيه عمليا لشعار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للتغطية على العدوان "بأنه لا توجد أي دولة تقبل بسقوط الصواريخ على مواطنيها".
وقال المحلل العسكري للصحيفة العبرية ألكيس فيشمان، إن باراك أوباما هو عمليا من حدد الفترة الزمنية المتبقية بين التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار وبين القرار الإسرائيلي بالاجتياح العسكري البري لقطاع غزة، في وقت تعكف فيه الأطراف المختلفة على صياغة نص اتفاق وقف إطلاق النار قبل أن يقع حدث استراتيجي لا يبقي مجالا لوقف إطلاق النار ويقود العدوان باتجاه اجتياح بري للقطاع.
وأضاف فيشمان أن الخوف من "صورة حدث إستراتيجي يقلب الصورة" هو الذي يدفع كافة الأطراف إلى السعي المكثف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، موضحا في الوقت نفسه أنه قد تكون الصورة التي نقلها منزل عائلة الدلو التي سقط 12 فردا من أبنائها في القصف الإسرائيلي أمس هي سبب إعلان حماس فشل الاتصالات الجارية أمس، لأن حماس لا يمكنها القبول بصورة كهذه لوقف العدوان والذهاب إلى وقف لإطلاق النار.
ويرى فيشمان أنه في ضوء الإطار الزمني المحدد حاليا، 48 ساعة، موعد وصول الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة ليكون ضامنا لاتفاق وقف إطلاق النار، فإن فرص استمرار التصعيد العسكري مساوية تماما لفرص التوصل لاتفاق هدنة.
صحافة عالمية
نشر في: 19 نوفمبر, 2012: 08:00 م