يبدو ان خيوط نسيج الشخصية العراقية خلقت او وجدت من ماس، وهو الحجر الكريم الأشد صلادة من كل أحجار الطبيعة، فبالنظر الى الشدائد والمحن التي تعاقبت عليها، من حيث البأس والعدد، تجد ان الشخصية العراقية تنهض على الدوام مشرعة الصدر مقبلة على ممارسة الحياة كما لو كانت قد ولدت للتو.. وتخبرنا صحائف التاريخ، كم من قحط وفاقة ووباء، وكم من جائر ومستبد ودموي، وكم من غاز وخائن ومحتل، وكم من حريق وحرب وفتنة .. وكم.. وكم..
حتى تكاد توقن ان لا يوم طيلة مئات السنوات بل ألوفها، شهدت فيه تلك الشخصية يوما اكتمل فيه ابتهاجها حقا، اذ تعود سراعا لتطمس حتى أذنيها في غيابة المصائب والمحن..نعم..هناك من يصاب بالخيبة والخذلان، وهناك من يقنط من الأمل بتبدل الحال..، ولكن بالتفاتة بسيطة الى عرس أقامه العراقيون بالأمس القريب، حين هبت ملايينهم، تقترع في صناديق الانتخابات، مختارة موقنة بالمستقبل الأجمل، ليقيموا البرهان الصادق على عشقهم اللامحدود للحياة، فما أحرى بساستهم لاسيما (النجباء) منهم بتعلم واحترام هذا الدرس العظيم.المحرر
انتباه
نشر في: 21 يوليو, 2010: 07:15 م