متابعة/ المدى
نشرت صحيفة في الفاينانشال تايمز، اليوم الثلاثاء، تقريرا تحليليا تناول أهم الأسباب التي جعلت من كوريا الشمالية واحدة من أكبر دول العالم في ممارسات القرصنة والسرقة الإلكترونية.
حمل تطبيق المدى:
https://almadapaper.net/app.html
اشتراك في قناة تلغرام:
وأشار التقرير، الذي كتبه كريستيان دايفيز وسكوت تشيبولينا، إلى أنه "في وقت سابق من العام الجاري، تعرضت شركة آكسي إنفينيتي الفيتنامية، مطورة لعبة البوكيمون التي حققت انتشارا عالميا غير مسبوق منذ عدة سنوات، لسرقة إلكترونية هائلة على يد جماعة قرصنة إلكترونية من كوريا الشمالية".
وأشارت التقارير إلى أن "هذه السرقة الإلكترونية هي الأكبر في التاريخ، إذ تقدر المبالغ التي حصلت عليها بوينغيانغ من هذه العملية بحوالى 620 مليون دولار".
ونبهت تلك السرقة قوى الغرب إلى ضرورة وضع كوريا الشمالية في قائمة أكبر الدول التي ترعى السرقة الإلكترونية والقرصنة عبر الإنترنت لتشمل القائمة الصين، وروسيا، وإيران ومعهم كوريا الشمالية التي نفذت لصالحها أكبر عملية سطو عبر إلكتروني هذا العام.
وقال التقرير إن "لجنة مراقبة تنفيذ العقوبات الاقتصادية الدولية التابعة للأمم المتحدة ذكرت في تقرير أن كوريا الشمالية تمول برامجها السرية للصواريخ الباليستية من السرقة الإلكترونية".
ورجحت آن نيوبرغر، نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن الإلكتروني، في تقرير صدر في يوليو/ تموز الماضي، أن "كوريا الشمالية حصلت على حوالى ثلث تمويلات البرامج الصاروخية التي تشغلها من عمليات قرصنة إلكترونية"، حسب المقال.
وقال الكاتبان إن" مؤسسة تشايناليسيز، المتخصصة في تحليل العملات المشفرة، قدرت المبالغ التي حصلت عليها بيونغيانغ من السطو الإلكتروني بحوالى مليار دولار منذ بداية عام 2022".
ولا تقل سرقة مئات الملايين من الدولارات من الشركة الفيتنامية المنتجة للعبة البوكيمون سلبية عن انهيار شركة "إف تي إكس" الذي تسبب في هزة عنيفة لأسواق العملات المشفرة، إذ ألقت تلك السرقة الضوء على قدر هائل من الغموض والغرابة يكتنف عالم الأصول الرقمية علاوة على مدى عنف التقلبات ومدى هشاشة القواعد الحاكمة للتعاملات في تلك الأسواق.
كما ألقت القوة والتطور الكبير الذي انطوت عليه سرقة آكسي إنفينيتي الضوء على ضعف الولايات المتحدة وحلفائها وعدم قدرتهم على مواجهة عمليات السرقة التي تتعرض لها كميات هائلة من العملات المشفرة على نطاق واسع برعاية كوريا الشمالية، وفق المقال.
ويشير الكاتبان إلى أن" ذلك يرجح أن الإجراءات التي اتخذتها قوى الغرب لاسترداد تلك الأموال الطائلة لم تسفر إلا عن استرداد 30 مليون دولار فقط بعد عمل مضن قام به تحالف من جهات إنفاذ القانون في الغرب".
وتضمن تلك الجهود، على سبيل المثال، إعلان وزارة الخزانة الأمريكية أن "خلاطات التشفير، وهي شركات مسؤولة عن دمج مبالغ كبيرة من عملات مشفرة مختلفة حتى لا يمكن اقتفاء أثرها، تساعد كوريا الشمالية على غسل الأموال".
كما يرجح أن "النظام الذي طورته بيونغيانغ لسرقة العملات المشفرة ليس وليد اليوم، إذ تعكف كوريا الشمالية على تطوير نظام إلكتروني قوي يمارس القرصنة عبر الإنترنت منذ عشرات السنوات، وهو ما يتوقع أن يكون وصل به إلى مستوى فائق من التطور التكنولوجي الذي يحصنه ضد محاولات الغرب النيل منه، وفق المقال".