ذي قار/ حسين العامل
كشفت ادارة محافظة ذي قار عن افتتاح مركز محو امية للنزيلات في سجن الناصرية الاصلاحي وروضة لأطفالهن وذلك بعد نجاح تجربة مدارس تعليم النزلاء في السجن ذاته.
واقام سجن الناصرية للأحكام الخفيفة احتفالية بمناسبة افتتاح مركز محو الامية للنزيلات وبدء العام الدراسي الجديد تحت شعار (فتح باب مدرسة يغلق باب سجن) حضرها ممثلون عن محافظة ذي قار ومديرية التربية ومكتب مفوضية حقوق الانسان وقيادة الشرطة ومنظمات مجتمعية.
وقال مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين حيدر سعدي في حديث مع (المدى)، إنه "تم افتتاح مركز محو الأُمّية للنزيلات وروضة للأطفال المرافقين لهن والبالغ عددهم 20 طفلاً".
وأضاف سعدي، أن "فتتاح المركز والروضة يشكلان اضافة لمجموعة مؤسسات تعليمية وتربوية جرى افتتاحها في الاعوام السابقة".
وأشار، إلى أن "تأهيل وتعليم النزيلات واطفالهن من شأنه ان يسهم باندماجهم بالمجتمع ويفتح آفاق اوسع للحياة امام السجناء في مرحلة ما بعد السجن".
وشدد سعدي، على "أهمية تحويل السجن من مؤسسة عقابية الى مؤسسة تربوية وتعليمية تدخل ضمن إطار الاصلاح الاجتماعي".
وحذر المسؤول المحلي، من أن "يقتصر دور السجن على الاجراءات العقابية"، مبينا ان "ذلك من شأنه ان يعمق الضرر في نفسية السجين ويجعله أكثر استعدادا لارتكاب المزيد من الجرائم في المستقبل".
واشاد سعدي بـ "مستوى التعاون بين المؤسسات الحكومية والمنظمات المجتمعية التي دعمت واسهمت بافتتاح المدارس في السجن".
ونوه، إلى أن "هذا التعاون أثمر عن تعليم الكثير من النزلاء وأنقذهم من الامية كما اتاح لنزلاء اخرين استكمال دراستهم".
وأشار سعدي، إلى أن "بعض النزلاء حققوا قصص نجاح مبهرة فتحت امامهم الابواب لاستكمال الدراسات العليا".
وأعلن في نهاية عام 2021 عن قبول نزيلين من سجن الناصرية الإصلاحي بإحدى جامعات ذي قار بعد اجتيازهما مرحلة الإعدادية بنجاح، وهو ما حفز نزلاء اخرين لاستكمال تعليمهم في السجن.
وبدوره، أكد مدير سجن الناصرية للأحكام الخفيفة هاشم خلف خلال كلمته في حفل الافتتاح على "دور الدوائر السجنية في إصلاح النزلاء وتهيئتهم للاندماج بالمجتمع بعد انتهاء فترة محكوميتهم"، مبينا ان "الأقسام الإصلاحية ليست مؤسسات انتقامية".
وكانت المديرية العامة لتربية ذي قار قد افتتحت خلال الاعوام السابقة عددا من المدارس في سجن الناصرية الاصلاحي من بينها مدرسة التواصل للتعليم المسرع عام 2013 وثانوية التواصل المسائية ومركز الغفران لمحو الامية.
من جانبه يجد مسؤول منظمة التواصل والاخاء الانسانية علي الناشي ان "افتتاح المركز سيسهم في توفير بيئة صديقة للمرأة".
وتابع الناشي في تصريح صحافي تابعته (المدى)، أن "ذلك يساعد في التخلص من الأعراض النفسية وغيرها وايجاد العمل المناسب لها بعد خروجها من السجن".
وكان سجن الناصرية الإصلاحي للإحكام الخفيفة قد شرع منذ نهاية عام 2013 بتنظيم دورة تدريبية لتأهيل وتعليم النزلاء مهارات المهن والحرف اليدوية كالخياطة وتفصيل الملابس والنجارة والحدادة وغيرها مستفيدا من تطوع النزلاء المحترفين لهذه المهنة لتعليم وتدريب زملائهم غير المتدربين.
وكانت دائرة الإصلاح العراقية قد أشادت في تشرين الاول 2013 بتجارب الأقسام الإصلاحية الناجحة في استثمار خبرات النزلاء الحرفيين المهرة وتطويعها في عملية تدريب وتأهيل أكبر عدد ممكن من النزلاء وفي جوانبها المهنية والتربوية.
وأكدت الدائرة على الأقسام الإصلاحية بتقديم الدعم والإسناد للنزلاء المهرة أو المحترفين والمتطوعين لتدريب وتعليم أقرانهم وبما يحقق اكتسابهم للمهارات الحرفية والمهنية التي تجعل منهم أفرادا منتجين وصالحين يمتلكون مقومات النجاح والاندماج في المجتمع بعد انتهاء المدة القانونية لمحكوميتهم والإفراج عنهم.
وتنص المادة (17) من قانون إصلاح النزلاء والمودعين رقم (14) لسنـة 2018 على (أولاً: ان لكل نزيل ومودع الحق في التعليم ومواصلة الدراسة ولكل المراحل خلال مدة محكوميته. ثانياً: على دائرتي الاصلاح العراقية واصلاح الاحداث تأمين حاجة النزلاء والمودعين الى التعليم ومواصلة الدراسة بفتح المدارس العامة أو المهنية في كلتا الدائرتين او تأمين مواصلة الدراسة خارجها في نطاق مقتضيات الامن الداخلي وامكانيات هاتين الدائرتين).
فيما تجيز المادة (18) قيام النزيل والمودع بتدريس زملائه داخل دائرتي الاصلاح العراقية واصلاح الاحداث بناءً على طلب يقدمه الى مدير السجن أو الموقف وموافقة مدير عام دائرة الاصلاح.