عمـار سـاطع
ثلاثة أيام فقط هي كلُّ ما تبقّى على موعدُ الوَعدّ.. الوعد الذي ستُثبت من خلاله دولة قطر أنها وصلت الى العالميّة.
ثلاثة أيام، هي كلُّ ما تحتاجهُ دولة قَطَر الشقيقة، لِتُبرهنَ للعالم، وتُثبِت للمُشكّكين بِإقتدارها الفعلي على أنها سَتُقدّم أجمل نسخة من نُسخ كأس العالم منذ انطلاقتها قبل 92 عاماً.
نعم.. ستُضيّف قطر كُلّ العالم في أرضها، لِتؤكّد للجميع أنها ومنذ يوم فوزها بحقّ استضافة أكبر حدث كروي عالمي في الثالث من كانون الأول عام 2010 عملت على أن تكون أنموذجاً يسرُّ الحاضرين وموقِعاً تضرب فيه الأمثال للناظرين.
القفزة الكبيرة التي حقّقتها دولة قطر، لم تكن سهلة أبداً، فهي اليوم ستكون على المحكّ بعد أن عملت للتحدّي وأصرّت على أن تكون بيئتها عنواناً مُميّزاً يُذكِّر بالإرتقاء، بعد أن وصلت الى أرقام وإحصائيّات خياليّة للغاية، في ظلّ الدعم الذي سجّلتهُ نتيجة الرعاية غير المحدودة والاهتمام غير المسبوق.
المونديال الـ 22 هذه المرّة سيكون الأخير الذي سيشهدُ تواجد نُخبة من ألمع النجوم، ورُبّما الأكثر إثارة لِمَن سيُقرّر الاعتزال ويودّع أديم الملاعب.. وقد يكون الأميز لِلاعبين سيحاولون جاهدين ترك بصماتهم في أفضل ملاعب الكرة، والأهم من حيث الاهتمام وتسليط الأضواء.
قطر التي تبنّت فكرة التحدّي الفعلي مُنذ قرابة الـ 12 عاماً سبقتها أحلام تراود القائمين عليها، تفتح أذرعها في البرّ والبحر من أجل تقديم طبق فعلي من الكرم والجود بهدف لمِّ شمل المعمورة كُلِّها، وتحقيق طموحات شعبها العاشق للمستديرة، والتأكيد على أن لغة السلام، ولَمّ الشمل وتوحيد العالم عبر كرة القدم اللعبة الشعبيّة الأولى.
وستقدّم دولة قطر أيضاً سبعة من أفضل وأحدث وأجمل ملاعب العالم، الى جانب ملعبها الأم (خليفة الدولي) المُحدَّث بشكلهِ الأكمل.. ملاعب مُجهّزة بطراز معماري واشكال مختلفة تجمع بين الريادة والتراث والحداثة والتجدّد، لتكون ملاعب تُبهِر الحضور وتُمتّع النوع والكمّ على حدٍّ سواء.
احصائيّات كبيرة وأرقام خياليّة وصلت اليها قطر التي أنفقت نحو 200 مليار دولار ليكون السجل الأعلى من حيث الصرف المالي وملفٍّ متكامل، قد تجاوز التوقعّات، ربما لن يفي حقّه مقال صحفي وتقرير شامل ولا حتّى حلقات تُغطّي ما قدّمته قطر من بندٍّ يعلو ولا يُعلى عليه.
قطر التي ستكون أصغر دولة من حيث المساحة والتعداد السكّاني ستحتضن أكبر مناسبة كرويّة عالميّة تقام كل أربعة أعوام، وصلت الى منصّة الإصرار النوعي في كلّ شيء، وكانت بحقّ النموذج الأوحد الذي تكرّر اسمها في كلّ يوم، منذ يوم منحها حق الاستضافة والفوز وصلاً الى قرب انطلاق الحدث الأبرز.
وفي تصوّري أن مركزيّة العمل وإسهام الجميع في إعلاء شأن الدولة القطرية واهتمام الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وسعيه الى إحداث التفوّق في كلّ شيء، كان من بين أهم أسباب النجاح الذي سبق موعد الافتتاح، مثلما كان لتكفّل القيادة القطرية في تسجيل الامتياز سبباً مهماً وصلت إليه.
23 منتخباً بكوادرها من إداريين وفنّيين ولاعبين وأكثر من 200 جنسيّة مختلفة من كلّ دول العالم تجتمع في قطر أملاً في إضفاء روح التنافس طيلة أيام البطولة التي ستصدح فيها أصوات الجماهير والمشجّعين التوّاقين لمؤازرة منتخباتهم والوقوف مع نجومهم المفضّلين.
النسخة الجديدة من المونديال ستقام للمرّة الأولى في فصل الشتاء، أي في فترة المنافسات للدوريّات العالميّة، وهو ما يوصلنا الى حقيقة أن جميع اللاعبين سيكونون في مرحلة النضوح الفعلي في المستوى، وأغلب اللاعبين سيخوضون بطولة كأس العالم وهُم في أفضل حالاتهم الفنيّة.
ولأن هناك تباين مُتقارب ومستويات متفاوتة بين أغلب المنتخبات القويّة المرشّحة لنيل اللقب، فإن الاعتقاد الأهم هو أن بطولة كأس العالم في قطر ستكون الوحيدة من بين بقية النسخ الماضية التي لا يوجد فيها توقّعات فعليّة تتوحّد فيها الآراء بشأن من سيفوز ويكسب اللقب؟ وهو ما سَيُضفي الإثارة لدعم المنافسات وصولاً للتوقّع الفعلي واكتشاف اسم البطل الذي سيخطُف لقب كأس العالم.
ما نتمنّاه هو بطولة كروية مليئة بالنديّة ليس فقط في المستطيل الأخضر، بل حتى في الشارع الذي سيستقبل مليون مشجع يتوزّعون في الفنادق والقُرى والمخيّمات، وكذلك في السُفن الفندقيّة العِملاقة التي رَسَتْ قُرب موانئ الدوحة.
باختصار .. أجد أن أجراس التاريخ ستقرع لقطر، التي انطلقت منذ يوم استضافتها للنسخة الرابعة لدورة كأس الخليج ربيع العام 1976، وها هي اليوم ستحتضن العالم بمونديال مُميّز ومُثير.. وما بين 1976 و2022 فترة زمنيّة تصل الى 46 عاماً قفزت فيها قطر فوق المتوقّع، وبات العصر اليوم، عصرُ قَطَر.
جميع التعليقات 1
مدحت الوتار
كل التوفيق لدولة قطر الشقيقة..انه انجاز رائع وفخر للدول العربية والأسلامية وكنت اتمنى أن احصل على زيارة او عمل للمشاركة في المونديال...كل الحب لكم....