بغداد/ اياس حسام الساموكعلى خلفية مساع اميركية كبيرة، لحث الفرقاء السياسيين العراقيين على الاسراع في تشكيل الحكومة، يخرج الرجل الاول، الذي سيمثل الدبلوماسية الاميركية المقبلة في العراق، جيمس جيفري، مرشح الادارة الاميركية لمنصب سفير الولايات المتحدة في بغداد، ليكشف في جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، عقدت امس الاول الثلاثاء، خارطة طريق اداء سفارته،
التي وضعتها وزارة خارجية بلده، ويطلق تصريحاً مفاده: "انه سيجري إقامة شبكة من المكاتب الفرعية للسفارة في العراق، في خلال نحو ثلاث سنوات مقبلة، تبدأ بعد انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد عام 2011... وإن هذه العملية ستقلص الوجود الدبلوماسي الاميركي الدائم في العراق، وتحصره بالسفارة الموجودة في العاصمة بغداد، التي ستضم مكتبا للاشراف على المبيعات العسكرية الاميركية الى هذا البلد، فضلاً عن قنصلية في كردستان واخرى في الجنوب".ماذا يمكن ان يعني مثل هكذا تصريح.. وما هو مستقبل الثقل السياسي الاميركي المقبل في العراق، وهل ان العراق مازال يمثل اولوية اميركية.. وما هو ترتيب تسلسل الاجندة السياسية الاميركية في بلد، تجري العدة للانسحاب منه عسكريا، بصرف النظر عما حدث، وما يحدث.. والى ماذا يمكن ان تؤول الامور؟.يقول النائب عن التحالف الكردستاني، اسماعيل شكر رسول: ان الدور السياسي الامريكي لا يعد كبيرا في العراق فقط، وانما في المنطقة كلها، وان الانسحاب الامريكي لن يؤثر على ثقل دورها السياسي في العراق وكذلك الحال في منطقة الشرق الاوسط، التي كان دورها فيها قبل التسعينات غير مباشر، الا ان جملة التحولات جعلت منه دورا مباشراً.ويضيف: مازالت المصالح الامريكية في العراق فيما يتعلق بالجانبين السياسي والاقتصادي متواصلة.. فمن الناحية السياسية تسعى الادارة الامريكية من اجل بسط السيطرة والنفوذ ومن أجل ابقاء القوات الامريكية في الخليج والشرق الاوسط.. ان خروج الولايات المتحدة عسكرياً من اجل العراق، يقابله بقاؤها في المنطقة سياسياً.وفي سؤال لـ"المدى" عن مستقبل علاقة اقليم كردستان بواشنطن، يقول النائب اسماعيل شكر: "ان كردستان اقليم من ضمن العراق، وجزء منه.. وترتبط قوة علاقته بالولايات المتحدة بحسب علاقة الاخيرة مع الحكومة المركزية.ويعتقد الدكتور عامر حسن فياض، عميد كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد، الذي تحدثت اليه "المدى" امس الاربعاء: ان العراق ما يزال، في الاولوية الاميركية، مشدداً على ان مصالح الادارة الاميركية لا تقف عند حدود هذا البلد، بل تتعداه لترتبط بمصالح اكثر استراتيجية، تتعلق بمستقبل الشرق الاوسط كاملاً.. لاسيما ايران والخليج العربي باتجاه المحيط الهندي، والى روسيا ايضاً.. حيث ان الوجود الاقليمي الاميركي لايرتبط بالعراق فقط، وانما يتصل بمحيطه الاقليمي والقاري ايضاً.وفيما يتعلق بتصريحات السفير جيفري، فان د.الفياض يرى ان حجم السفارة الاميركية في العراق يعد من الاكبر بين سفارات الولايات المتحدة في العالم، وبالتالي فان وجود مكاتب متعددة في العراق لا اجده الا مسألة تنظيمية اكثر من كونه مسألة تتعلق بالجانب السياسي ، وان الوجود السياسي في العراق سيبقى على حجمه ولن يتقلص. وعن الاولويات الاميركية في العراق بعد الانسحاب، يقول د. عامر حسن فياض: باعتقادي هي الاولى تتعلق بالنفط، والثانية تتمثل في انجاح التجربة الديمقراطية في العراق، لايصال رسالة الى العالم: بأن الولايات المتحدة الامريكية هي حاملة راية الديمقراطية من اجل نشرها. في مقابل هذا الرأي، يجد عضو هيئة امناء شبكة الاعلام العراقي، عباس الياسري: ان الدور السياسي الامريكي قد انحسر انحسار كبيرا في العراق، فبعد ان كانت لواشنطن كلمة الفصل والدور الاول، اذ كانت الادارة الامريكية تفرض على العراقيين ما تراه مناسباً.الياسري قال لـ"المدى": لقد تغير الحال بعد الانتخابات التي جرت في سنة 2005، واصبح للاطراف العراقية كلمتها.. وبعد ان تم توقيع الاتفاقية الامنية بين الادراة الامريكية والحكومة العراقية صارت العلاقة بين الطرفين العراقي والاميركي واضحة المعالم.. ان الدور الامريكي قد تغير، من الدور الرئيس الى دور الساند.ويتابع: ان الادارة الامريكية تتجه بعد الانسحاب الى انشاء علاقة متينة مع العراق في الجانب السياسي خصوصا، وترغب بأن تكون طبيعة علاقتها متكافئة ،لانها تريد علاقة متوازنة وسليمة مع جميع الاطراف العراقية، واعتقد ان الادارة الامريكية تتسم بالمرونة والاخذ والعطاء فيما يتعلق بالجانب السياسي في علاقتها مع العراق، لانها تعرف انها لا تستطيع فرض رأي او اجندة معينة على العراقيين، لاسيما ان العراقيين حددوا طبيعة هذه العلاقة من جانبهم ايضاً، وخير مثال على ذلك هي مسألة تشكيل الحكومة، فقد حاولت الادارة الامريكية ان تفرض مشروعها على العراق ولكنها لم تستطع، ولجأت الى الحوار مع جميع الاطراف العراقية.ويقول عباس الياسري: اجد ان العراق لايزال يشكل اولوية للجانب الامريكي، وان التصريحات الاعلامية التي ظهرت مؤخرا، والتي تتحدث عن تراجع اولوية العراق امر غير مرجح على ارض الواقع، فالجانب الامريكي يعي ان التجربة السياسية في العراق تجربة وليدة، وان العراق يم
قراءة في مستقبل الوجود الأميركي بعد الانسحاب..هل ما زال العراق يمثل أولوية أميركية؟
نشر في: 21 يوليو, 2010: 08:13 م