ناجح المعموري
النوع مصطلح شاع في بداية الستينات واشبعته نظريات الثقافة والمعرفة واللغويات، لذا تكرس مفهوم النوع الاجتماعي والانثربولوجي.
حتى تحول تدريجياً الى فاعل ثقافي مهم وافضى الاهتمام الثقافي وتشارك النسوية بهذا النوع كما كشفت عنه اللغة وذهب مكرساً عنايته بالجنس ودراسته بعمق وانشغال، هذا بالإضافة الى الوظيفة البايولوجية والاجتماعية لذا نستطيع الاشارة الى ان ثنائية الاهتمام الوظيفي تحول قوياً وفاعلاً ومؤشراً في الدراسات الثقافية والفلسفية.
وبرز الانشغال الغربي قوياً عبر تنوعات النسوية وانبثاق واهتمام جديد، لعل اكثره بروزه علم نفس الجنس / والانثربولوجيا لكن هذا لم يعطل ثنائية التمييز الجنسي البيولوجي والنوع الاجتماعي باعتبارهما احد مهيمنات الثقافة والفكر والدراسات الثقافية. ومعروف بأن المعرفة لا تتعطل لحظة نشوء موقف جديد كما حصل مع ثنائية الجنس والنوع، فارتفعت كثير من دراسات حصرية بالنسوية تمتعت بقوة لفتت الانتباه وفتحت منفذا مثيراً حول ضرورات وضع حدّ للتفرقة الجنسية مثلما حصل بعديد من دراسات وبحوث " روبن كوين " وادخل عديداً من المصطلحات غير معرف بها من قبل واكد بان مثل هذه الظاهرة بسبب نوعاً من الارتباك والتشوش، واشار الى اهمية التركيز على التباين الضرورة بين لفظ الجنس كوصف للجسد من الناحية البايولوجية مثل ذكر، وانثى. ولفظ النوع، لوصف الجسد في سياق الاجتماعي والثقافي مثل: رجولي، انثوي، رجل، امرأة من ناحية اولى وبين التوجه الجنسي كوصف لاختبار الجنس والنوع في الممارسة مثل: مغاير الجنس، امرأة مثلية " سحاقية " من ناحية أخرى. وأضاف " روبن كوين " انني أفرق بين الهوية الجنسية والشهوة الجنسية، فالهوية الجنسية هي وصف للأطر الاجتماعية التي تندرج تحتها تصنيف الأفراد والجماعات/ روبن كوين / اللغة والهويات الجنسية / مجلة فصول / العدد 103.
برزت كثير من التمظهرات الثقافية التي ارتبطت بتوصلات البايولوجية عبر حقائقها، بالإضافة الى نتائج البحوث والدراسات الثقافية وما تحقق من جهود نسوية بارزة من خلال حركتها الثالثة، والمعني بها ما بعد الحداثة والتي تميزت بما انشغلت المدارس الثقافية والفكرية والتي ذهبت نحو ارساء مفاهيم حاصة بالحياة، واسعة وعميقة، كشفت من تنوعاتها واستجابتها لسيرورة منطقية، تضيء ما هو جديد، يعطي الحياة كل ما يجعلها مثيرة للانتباه ودفع الأفراد والجماعات نحو دعم التكونات الاجتماعية والتنظيم الاجتماعي.
برز من خلال الدراسات المثيرة لعلماء النسوية، هي الفوارق بين الجنس والنوع الاجتماعي. فقد اتفق الجميع على الاختلافات البايولوجية بين النساء والرجال، ولكنهم كانوا أكثر سعياً لتحديد تلك الظواهر أو الاختلافات التي تم التوصل. ومن اهم ما تم الركون اليه هو محور النوع الاجتماعي والذي يعني التواصل بين فردين من الجنس يمكن أن تقوم بينهما علاقة جنسية. ولن تعطل هذه العلاقة ما تستدعي ظهور ضرورات التبادل الاجتماعي والثقافي والفني والذي يتضح ملمحاً جوهرياً بين الاثنين / بوني مسيليني / ت: سمر طلبة / فصول / ن. م. مفهوم النوع الاجتماعي في نظريات اللغويات الاجتماعية والانثربولوجية اللغوية.
المسرح وجود واقعي معروف، حتى صار قوي العلاقة مع الافراد والجماعات وارتضه صوتاً صارخاً او صامتاً للتعبير عن حاجاته اليومية التي بدلت النسوية دوراً لمطالبة بما تحلم به وحصرياً الاعلان عن موقفها المضاد، المشاكس للسلطة واحياناً تتضح هذا متخيلاً او قريباً من الاسطرة، لكنه لن يكون مستقلاً ولكن ليست الظواهر في العالم مستقلة عن العقل / فكل ما يمارسه ويزاوله هي تشبه تجاربنا اليومية، مرتبطة بشكل مباشر بالعالم الواقعي / روين كوين / اللغة والهويات الجنسية / ت: مسعود عمر / فصول العدد / 103.
والمسرح، طريق، آلية، وسيلة وطريقاً ادراكياً مباشراً للدخول في العالم من خلال حواسنا ولاسيما اللمس والرؤية... اما اللغة في المسرح فإنها تفضي لخطاب له وظائف وتتشكل ايضا علاقة مع الفرد وذات وظائف داعمة للسلطة وهذا ما تؤكده مفاهيم النوع الذكوري. وهي ظاهرة في العروض المسرحية، لان الانثى متحركة راقصة ضمن العرض، معلنة عن دلالات شعرية مؤكدة من خلالها عن استمرار هيمنتها للفحولة وتتحد مكانة المرأة في علاقات الهيمنة من خلال الحكم الذي يصدره الاخر المهيمن والذي هو الرجل حتى ان المرأة ذاتها ومن خلال اداءها لدور المهيمن عليها تسعى لكي تكون موجودة من خلال نظرة الرجل، وهذا اعتراف من قبلها بنبالة الذكورة على الانوثة / نقد الخطاب الذكوري عند بيار بورديو / د. محمد بن سباع / ضمن كتاب فلسفة النسوية / اشراف وتحرير د. علي عبود المحمداوي / منورات الاختلاف / ص110//.