سعد المشعل
دوحة العرب يحلوا فيها كأس العالم، أفتتاح ولا أروع، بل هو الأجمل والأفضل والأحسن الذي أبهر عشّاق المونديال أجمع بفقراته المتنوّعة البسيطة النادرة الجميلة وبحضور رؤساء وملوك العالم.
قطر ضمن خطّتها لعام 2030 أبدعت بمعالمها المعماريّة ليس للملاعب المُضيّفة لمباريات كأس العالم فحسب، بل لكلّ المرافق العامّة والخدميّة التي تقدّمت بها قطر تميّزاً وإبداعاً لعقود من الزمن القادمة.
28 يوماً مُذهلاً ستدور خلالها قصص دوحة العرب، تتداولها الألسن حول العالم، وستظل خالدة في التاريخ أن يوم الأحد 20 تشرين الثاني 2022 هو أوّل أيام الحكاية أو الرواية العظيمة التي سيعيش أوقاتها العالم أجمع والمنتخبات المشاركة من 32 دولة كافحت وأجتهدت بفنونها ومهاراتها حتى وصلت إلى قمّة الهرم العالمي الكروي لكأس العالم 2022.
كانت فعّاليات المهرجان أبداع ممزوج بالخيال الذي جذب قلوب كلّ الحاضرين والجماهير العاشقة لكرة القدم في العالم، وكل يوم أو ليلة ستكون ذات نكهة كروية خاصة، وسيجدون فيها الناس التنوّع الذي يُغطّيه الأثر الكبير للقائمين على الاتحاد الدولي لكرة القدم.
أحاسيس العرب تبتهج بهذا الإنجاز العالمي العظيم وجعلوا من هذا الكرنفال درساً بليغاً يُستفاد منه، وحافزاً كبيراً للدول الخليجيّة والعربيّة لأن تخطو مستقبلاً على الشروع بالتقديم لتضييف مثل هكذا حدث عالمي، وعليهم أن يجعلوا من حكاية الدوحة منهجاً ورصيداً قوياً وحكيماً لهم أنهم بقدر التحدّي على استقبال كلّ البطولات التي تجري في العالم.
قطر كسبت العالم بمعالمها التاريخيّة والبناء المتطوّر الحديث، وقرَعَت الطبول في ملاعبها العِملاقة الصديقة للبيئة المزوّدة بأفضل التقنيّات الدوليّة لملاعب (البيت وأحمد بن علي والجنوب وخليفة الدولي والمدينة التعليميّة ولوسيل و974 والثمامة) وخدمات المترو والفنادق التي شملت استقدام باخرات عملاقة لاستيعاب أكثر من مليون ونصف مشجع في الدوحة.
قطر أبهرت جميع الدول المُضيّفة بملاعبها العملاقة التي جهّزت بكافة الاحتياجات التكنولوجيّة، ومرافق التدريب، والمناطق المُخصَّصة للمشجّعين والمحافظة على درجة حرارة مُعتدلة، إلى جانب الأستقبال والترحيب الرائع بالطبائع العربية الأصيلة، والتعامل الراقي الذكي، والتنظيم المُبهر، والبرامج المُعدّة للضيوف، وحتى فقرات الأفتتاح بكل تأكيد كانت ذات رسائل مهمّة للانسانية.
ليالي كأس العالم التي سيؤلّف أحداثها الإخوة القطريين سيعجز الكُتّاب عن وصفها، وسيجدون صعوبة في اختيار عناوينها كونها إنموذجاً فريداً وفقرات استثنائيّة بكلّ مفاصل لياليها، وسيحتار المدوّنون في اختيار وتحديد عنوان للكتيّب الخاص الذي سيكون رمزاً للفيفا، وفي مكتبته العالميّة الخاصّة بتلك الليالي المُبهرة التي سيرويها القطريون بأفعالهم، إضافة إلى كُلّ كتّاب العالم بمختلف لغاتهم سيُؤلّفون الكُتب بنسخٍ عدّة لما فعلهُ أبناء قطر وما هو دور العرب وسرّ قوّتهم وإدراكهم مغزى تنظيم مثل هذا الحدث العالمي الذي سيكون من الطبيعي التعامل معه بابتسامة من دون خوف أو قلق للفشل لأنه لن يحدث، وستكون للعرب الكلمة العُليا بأنهم قادرون على التفوّق، وسيندم كلّ من حاول التقليل أو تشويه سُمعتهم من أجل سحب البطولة من دوحة العرب.
ومهما أختلف البعض في أوروبا، القطريون يستحقّون هذا الأهتمام الدولي والفرصة التي سُنحَت لهم وسيُثبتون للعالم أجمع بأنهم الأفضل، وأختيارهم هو عين الصواب، وأصاب مَنْ صوًّتَ لهم بتنظيم المونديال، فإجراءاتهم الأمنيّة ومراسم الاستقبال وكرم الضيافة في قمّة الروعة ومصدر فخر للعرب.
كنا نتمنّى أن تكتمل الفرحة بتقديم المنتخب القطري المستوى المطلوب والمعروف عنه في مباراة الافتتاح أمام الإكوادور في ملعب البيت "خيمة العربي الأصيل" لكن للأسف تفوّق المنتخب الأمريكي الجنوبي بهدفين في أولى مباريات كأس العالم 2022، ونأمل أن يقدّم العنابي وجميع الفرق العربية المستوى الكبير في مبارياتهم القادمة .