تزايد عدد الشبان الإيزيديين الذين يهاجرون الى خارج العراق متوجهين الى مدن اوربا، بحثا عن المال والحرية والأمن والاستقلال، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن اذ ان الكثير من هؤلاء الشباب يصطدمون بالواقع المر هنالك بحسب قول الباحثين والمتابعين للشأن الإيزيدي فيضطرون الى مزاولة اعمال مثل كل المهاجرين لا تليق بمستوياتهم الثقافية والدراسية والكثير منهم يصابون بامراض نفسية تؤدي بهم الى الانتحار في بعض الأحيان.
وقد حذر الباحثون والمهتمون من مخاطر استمرار هجرة الإيزيديين غير المنتظمة الى خارج العراق وبينوا ان لهذه الهجرة مردودات سلبية كثيرة على الفرد الإيزيدي من جهة والتواجد الإيزيدي في العراق بشكل عام وعدوا هذه الهجرة بمثابة انصهار قومي وديني بالنسبة لهم اذا ما بقيت على حالها.
حلم الهجرة الغائب
"ميرو" الذي هاجر ولده الى المانيا قبل عام، شيخ ايزيدي، قال للمدى "حاولت كثيرا أن أمنعه من السفر الا انه أصر على الذهاب مع أصحابه وهدد بانه سوف ينتحر اذا لم يهاجر وقد صرفت عليه نحو 16 الف دولار الى ان وصل الى ألمانيا وهو ما زال على حاله بانتظار أن ينال اللجوء الإنساني".
وتابع ميرو قائلا " لم يبق بيت من الإيزيديين في مجمعات خانك وشاريا وشيخان الا وقد ذهب واحد من أفراده الى الخارج البعض منهم يرسل الأموال الى ذويهم، لكن الكثيرين مازالوا يكافحون وبالكاد يعيشون وقد أدت الظروف السيئة بعدد منهم إلى العودة إلى العراق".
الى ذلك أوضح الأكاديمي ريسان حسن مدير تربية تلكيف للمدى: ان لهذه الهجرة التي بدأت بعد حرب 1991 تأثيرات سلبية على المكون الإيزيدي في العراق وقد أدت الى انخفاض نسبة تواجد الإيزيديين في العراق وأضاف "لقد أثرت هذه الهجرة على الإيزيديين بشكل كبير وخاصة من ناحية إشغال الوظائف فقد هاجر أشخاص كانت لديهم مناصب إدارية جيدة ما أدى الى فقدان الإيزيديين لهذه الوظائف".
ودعا ريسان المهجرين الإيزيديين الى العودة الى اقليم كردستان والعيش مع بقية المكونات الأخرى "ويقوموا ببناء وطنهم بعقولهم النيرة وأفكارهم".
الحرية المفقودة
من جهته اوضح الأكاديمي الإيزيدي حجي مغسو وهو مشرف تربوي ان هنالك أسبابا عديدة تدفع بالإيزيديين الى الهجرة "من أهم هذه الأسباب هو البحث عن الحرية الشخصية التي يفتقدها الشاب الإيزيدي اضافة الى ان هنالك أسبابا اقتصادية ادت بالكثير منهم الى الهجرة كما ان التمرد على النظام الأبوي السائد ايضا كان سببا لهجرة نسبة من هؤلاء الشباب".
وبين مغسو انه كان لهذه الهجرة غير المنتظمة انعكاسات سلبية على الفرد الإيزيدي والمجتمع الإيزيدي بشكل عام "أدت هذه الهجرة الى شيوع ظاهرة العنوسة داخل المجتمع الإيزيدي كما ان بعضا من الشبان الإيزيديين المهاجرين يصابون بأمراض نفسية اضافة الى انحراف عدد منهم فهذه الهجرة تعتبر انصهارا دينيا وقوميا بالنسبة لنا".
وللتقليل من هذه الهجرة فانه يرى ضرورة توفير مساحة اكبر من الحرية الشخصية للشباب الإيزيدي وتوفير فرص العمل لهم "وعلى الحكومة ومنظمات المجتمع المدني أن تفتح أمامهم أبوابها وتحاول توعيتهم وتظهر الجوانب السلبية لهذه الهجرة التي تؤثر عليهم كأفراد ومجتمع".
يذكر أن الإيزيديين هم بقايا ديانة قديمة ومعبدهم الوحيد هو معبد لالش و يصل عددهم الى حوالي (500) الف نسمة ويعيشون في القرى الواقعة على الشريط الحدودي بين دهوك والموصل.