اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > لكي نمنع الإرهاب من استغلال النساء

لكي نمنع الإرهاب من استغلال النساء

نشر في: 22 يوليو, 2010: 07:31 م

ميعاد الطائي كلما تعرض الإرهاب في العراق والعالم لضغوطات تتسبب له بفشل مخططاته نجده يضع استراتيجيات جديدة يحاول من خلالها إعادة تنظيمه وإيجاد الحلول المناسبة وكان آخرها استخدام النساء بدل الرجال لنقل البريد بين قياداته ,
ولم يكن هذا هو الاستغلال الأول للنساء فمن خلال متابعة قضايا الإرهاب والاستراتيجية التي تتخذها المنظمات الإرهابية نجد انها صارت تعطي المرأة دورا في نشاطاتها, حيث تعمل هذه المنظمات على استغلال المرأة بأشكال متعددة للعمل لصالحها واستغلالها في دعم أفكار التطرف والغلو, الأمر الذي يثير المخاوف من استغلال النساء وتجنيدهن في عمليات إرهابية خاصة من اللواتي لا يملكن الثقافة والوعي الذي يؤهلهن لإدراك الخطر المحدق بهن من خلال العمل والانخراط في هذه التنظيمات المتطرفة . ويبدو هذا الدور واضحا من خلال العديد من العمليات الإرهابية التي قامت بها وساعدت على قيامها نساء على مدى تاريخ العمل الإرهابي في العالم  , وربما ( هيلة القصير) التي قبض عليها من قبل السلطات الأمنية في السعودية, والمعروفة بلقب سيدة القاعدة الأولى, والتي شغلت العديد من المهام من بينها جمع الأموال وتجنيد النساء,تجعلنا نفتح الباب للبحث عن الدور الذي تلعبه المرأة في النشاطات والعمليات الإرهابية وكيفية استغلالها من قبل هذه التنظيمات والبحث عن السبل التي يجب أن نسلكها في محاربة هذه الظاهرة.. ولا يخفى على احد ان معظم من يعملون في شبكات الجريمة والمنظمات الإرهابية هم ممن يعانون من ضغوطات نفسية ومشكلات مجتمعية وعائلية قد تصل بهم إلى درجة اليأس الأمر الذي ينتهي بهم في أحضان تلك المنظمات التي تبدو لهم إنها ملاذهم الأخير. ومن هذا المنطلق نجد ان الإرهاب  لم يقتصر على تجنيد الرجال والشباب والأطفال بل يسعى إلى دفع المرأة التي تعاني من نفس المشكلات إلى الانضمام إلى مخططاته كونها هدفاً من بين أهدافه الخبيثة ،وذلك لكي تكون شريكاً مهما ضمن عملية الهيكلة التنظيمية ولاستغلالها في تنفيذ العمليات الانتحارية كونها تعد بديلاً ناجحاً للرجل أو الشاب الإرهابي لأنها عنصر بعيد عن الشك ويمكن استغلال الجانب الإنساني في كونها امرأة في نجاحها بتنفيذ الأعمال الإرهابية الموكلة إليها ..من هنا يجب أن نهتم بالمرأة وبتنشئتها حيث ان الإرهاب لم يكن يوما فطريا بل هو سلوك مكتسب في النفس البشرية حيث لم تكن المرأة أو الرجل أو أي إنسان عنيفا عند ولادته بل إن هناك ظروفاً أخرى تتدخل في اكتسابه هذا السلوك وهي عنف الطبيعة وصعوبة الحياة وتعنيف الأسرة وخاصة الآباء والأزواج كل هذه تعزز وجود عنصر العنف وتجعل الشخص جاهزا للوقوع في براثن التنظيمات المشبوهة لأنه يرى فيها المخلص له من ظروفه الصعبة ولانعدام الثقافة التي تجعله يميز بين الخير والشر.وبما ان المرأة الأكثر تعرضا للاضطهاد في المجتمع وهي صاحبة الحقوق الضائعة والتي تعمل جميع منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة بمحاولة إنصافها لذلك نجدها الأكثر تعرضا للانخراط في هذه التنظيمات إضافة إلى ضعف المستوى الثقافي وقلة الوعي عند البعض كما أسلفنا سابقا . ولكي نعالج هذه الظاهرة علينا أن نهتم بالمرأة لكونها لبنة أساسية في بناء المجتمع وهي عامل مهم في تربية الشاب والرجل أو الطفل فهي الأم والأخت والبنت والتي يجب أن تلعب دورا ايجابيا في البناء الأسري الصحيح وبناء المجتمع ,ولذلك على الدولة أن تولي اهتماما بهذا الجانب بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني التي تعد احد أبعاد المشروع الوطني في مكافحة الإرهاب والتي لابد من أن تقوم بنشاطاتها في هذا الجانب من خلال عقد الندوات للنساء وتوعيتهن وتقديم الدراسات والبحوث التي تساعد على تحليل ومعرفة الأهداف الشريرة من وراء استخدام النساء في العمليات الإرهابية والعمل من اجل أن يكون للمرأة دور إيجابي داخل المجتمع من خلال مساهمتها الفاعلة في نبذ الأفكار المتطرفة والاعتقادات الباطلة .ومن جانب آخر نحن بحاجة إلى دور الإعلام الوطني الحر في التصدي للأجندات الإرهابية التي تستهدف الإنسان في العراق والعالم وتنشيط المحاور الإعلامية وعدم الاكتفاء بنقل الخبر والتحول إلى مرحلة التحليل وإيجاد الحلول التي تساعد المتلقي في فهم ما يدور حوله لكي نمنع الإرهاب من فرصة التغلغل الى أفكار الإنسان العراقي وتسميمها بمعتقدات فاسدة تريد النيل من لحمة الشعب العراقي وتحاول زرع الفتنة لتحقيق أجنداتها الطائفية والسياسية في بلد اكتشف زيف الشعارات التي جاء بها الإرهاب بعد أن قدم الكثير من التضحيات في مواجهة هذه الأفكار ومازالت المواجهة مستمرة ويجب على جميع الأطراف العراقية الخيرة التعاون من اجل دحر إرادة الشر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram