TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > والناصرية أيضاً.. العراء دائماً!!

والناصرية أيضاً.. العراء دائماً!!

نشر في: 19 نوفمبر, 2012: 08:00 م

بالأمس كتبنا عن وضع البصرة المأساوي الذي اشتكى منه مواطنون عبر إحدى الفضائيات، واليوم يحذرنا رئيس اللجنة التربوية في مجلس ذي قار، من انهيار التعليم في المحافظة، في حال عدم سد النقص الحاصل في الأبنية والمستلزمات المدرسية، واتهم شركات عراقية وإيرانية بالتلكؤ في إنجاز 174 بناية مدرسية، وأكد مسؤول محلي أن الطلاب يفترشون الأرض ويؤدون امتحاناتهم في العراء منذ ثلاث سنوات "لاحظ الزمن"! أما المدارس التي حباها الله بنعمة السقوف فان الصف الواحد فيها يضم 80 تلميذا هذا فضلا عن وجود 65 مدرسة آيلة للسقوط!
بين الناصرية والبصرة "شمرة عصا" لكن ما بينهما من الأواصر ما تستدعي تعليق الـ"سبع عيون" ورفع شعار "عين الحسود تبلى بالعمى".. فكلتاهما تعانيان، ليس من سوء الخدمات وإنما في انعدامها في أكثر مفاصل الحياة حيوية وفي المقدمة منها التعليم، ففي كلتاهما مدارس آيلة للسقوط.. وفي كلتاهما تكديس للطلبة.. وفي كلتاهما مدارس لا تستحق أسماءها!!
والمثير للسخرية أن من يشتكي من هذه الحالات هم أعضاء مجلسي المحافظتين، وهما المجلسان اللذان يتسلمان كامل مخصصاتهما بملايين الدولارات من ميزانية الدولة، ورغم ذلك هناك امتحانات في العراء ومدارس آيلة للسقوط!!
ومشكلة ذي قار في المدارس الآيلة للسقوط تبدو مستديمة وأبدية، والعذر مع مجلس المحافظة صراحة، فهذه معضلة انشغل بها كبار عباقرة الهندسة، فلا أحد يعرف الطريقة المثلى في تهديم المدارس الآيلة للسقوط وإعادة بنائها، فهناك مخاوف من انهيارات في قشرة الكرة الأرضية واحتمالات اختلالات في الضغط الجوي مما يعرض المحافظة والبلاد عموما إلى مخاطر إعصار مشابه لساندي الأميركي، لذلك ومن مواقع الحرص الوطني قرر مجلس محافظة ذي قار الإبقاء على الوضع كما هو، رغم السنوات الثلاث التي بذلها في معالجة هذه القضية، متحاملين على جراح الخبثاء الذين قالوا ان القضية من الممكن حلها عن طريق مقاول عراقي شريف ونظيف خلال ثلاثة أشهر وليس ثلاث سنوات!!
وللشهادة  فلا تقصير للمجلس إذا قارناه مع بقية  مجالس المحافظات، وهو يستحق جائزة الدولة من الدرجة الأولى حاله حال بقية مجالس المحافظات لأنه رغم كل الجهود التي بذلها خلال ثلاث سنوات مازالت المحافظة العزيزة تعاني من مدارس آيلة للسقوط، ماذا في ذلك ما دمنا في "الهوى سوى" وحسب  بعض الخبثاء، ما فرقنا عن عاصمة تحتل المركز الثالث في أوسخ عاصمة في العالم، وما فرقنا عن حكومة نالت أعلى درجات الفساد المالي والإداري، وأضاف هؤلاء الخبثاء، ما فرقنا عن فساد صفقة الأسلحة المجهولة مافياتها حتى الآن، وأضافوا، ما فرقنا أيضا في أننا الدولة الأولى في العالم الطاردة للكفاءات، وزادوا، ما فرقنا عن سطوة شركات وهمية تتسلم ملايين الدولارات ثم تختفي في لمحة بصر وأمام بصر المسؤولين عن حماية المال العام في العاصمة.
في ذي قار وغيرها يسألون دائما ما فرقنا اذا كانت حكومتنا الاتحادية مازالت تبحث عن فساد صفقة السلاح الروسي عندما كان رئيس الوزراء نوري المالكي رئيسا للوفد.. فما أهمية مشهد الطلاب وهم يؤدون امتحاناتهم في العراء  تيمنا بأغنية فيروز الخالدة "هل دخلت الغاب مثلي وتلحفت السماء"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

هل تنجح أسواق الهايبر ماركت في العمل في بيئة العراق؟

ماذا تبقى من القانون الدولي؟

اتحاد مقاولي ذي قار "غاضب" من تضرر 250 شركة: تخصيصات المشاريع الحكومية "غائبة"

ديالى تتجه نحو الطاقة الشمسية لمواجهة "أسوأ أزمة" كهرباء مرتقبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جوبز ولعبة التصريحات

العمود الثامن: صيف المالكي

العمود الثامن: تزوير ترامب !!

صمت!

العمود الثامن: مستشار كوميدي!!

العمود الثامن: نشيد عالية وأخواتها!!

 علي حسين في العام 1965 قرر رئيس وزراء ماليزيا آنذاك، تونكو عبد الرحمن، أن يطرد سنغافورة من الاتحاد الماليزي، في ذلك الوقت سأل أحد الصحفيين رئيس وزراء سنغافورة ماذا سيفعل؟ كانت الجزيرة بلا...
علي حسين

باليت المدى: من يتذكر سعيد شنين؟

 ستار كاووش من سنحت له فرصة متابعة الفن التشكيلي العراقي بشكل جيد، سيعرف لماذا أتساءل عن سعيد شنين، هذا الفنان الذي كان في الثمانينيات يملأ الوسط الفني بجمال خطوطه وقوة تكويناته المبتكرة وإحساسه...
ستار كاووش

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

غالب حسن الشابندر وأنت متوجِهٌ إلى الكرادة الشرقية ـ داخل بمقدمك من الباب الشرقي تستوقفك لوحة كبيرة قد عُلّقت على أحد أعمدة الكهرباء المنتصبة قبال جامع الجندي المجهول... لوحة مزدانة بإطار تمّ إختياره من...
غالب حسن الشابندر

هل تنجح أسواق الهايبر ماركت في العمل في بيئة العراق؟

علي الشرع الهايبر ماركت العراقي ليست ببدعة جديدة، فهي اسواق منتشرة مثيلاتها في العالم منذ عقود تجمع للزبائن في مكان واحد كل ما يحتاجه من سلع متنوعة (اما في العراق فسوف يستغني عن الذهاب...
علي الشرع
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram