اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > شفرات الجسد الانثوي في العرض المسرحي

شفرات الجسد الانثوي في العرض المسرحي

نشر في: 27 نوفمبر, 2022: 12:23 ص

ناجح المعموري

المسرح مزاولة تعتمد اللغة ، وكرست الدراسات الفرنسية الحديثة العمل مع ثنائية الكتابة والجسد . وقد شملت تمردات النساء والثورة على اشكال اللغة السائدة مع رموزها التي ابتكرها الانسان منذ بدئيات الحضارة الشرقية بوصفها نوعاً تواصلياً وتبادلياً استمر طويلاً .

ومازال حاضراً بفاعلية ، وتنوع شبكات الرموز . العلامات ، الاشارات ، أفضى الى بروز اختلافات بين الذكور والنساء بسبب حيازة كل منهما على ما يعنيه ويدل عليه من رموز وشفرات . وساهمت تباينات اللغة التي اشرنا لها الى بروزالنوع ، الذكر / الانثى ، ولكن لابد من ضرورة اجتماعية لابتكار لغة او وسيلة للتفاهم ، تمكن النوع الجنسي من تجاوز الحدود الثقافية والجنسية والعنصرية الموجودة في كل من المجتمعات ، التي صاغ قاموساً خاصاً به ورثه وكرس تداوله وجعله ذاكرة لها خزان مهم وحيوي ، لعب دوراً بتكوين الهوية الخاصة .

ركزت جوليا كرستيفا بواسطة دراستها عن النسوية الصلة الكامنة بين النصية والجسدية وكثيراً ما كانت تشير الى تجانس بين النصوص والاجساد والتي دائماً ما تؤدي الى ضرورة اعادة اختراع اللغة التي كان لها الدور الابرز بالقيدي على الجسد ومن هنا لعبت اللغة بحضورها الجوهري لانها تمثل مركز النظام الرمزي ، اي مجموعة من الرموز والمصطلحات الثقافية التي تعني الذات مواقع محددة بالنسبة اعضاء المجتمع او الجماعة .

قال المفكر داني كافا لارو/ في دراسته الكتابة والجسد على ان اللغة تلعب دوراً في تشكيل الذات الاجتماعية ، والمدلول السياسي للتساؤلات النسوية حول الاشكال الفحولية للمعنى . وينظر للذات على استحالة تصورها بمعزل عن الانظمة الترميزية التي تحصل فيها ، أي القيم الثقافية . والمؤسسات التي تمنح الافراد هوياتهم من خلال ابداعهم في كيانات مشتركة لكن الدرس الثقافي الفرنسي ذهب الى فضاء في النسوية اكد على ان امكانات خصائص الجسد التي تحدد كينونة الفرد ، يمكن الوصول لها عبر اللغة .

لذا فكرت النسوية بالصلة بين التصفية والجسدية وكثيراً ما كانت تشير جوليا كريستيفيا في النص المقتبس من روايتها “ الساموراي “ بوجود قرابات يمكن تجربتها بين جسد الكون دائم النص المفتوح ، كما يمكن قراءة الاجساد بقدر ما تكتب تجاربنا دوماً عليها ، وفي نفس الوقت تبرز محركات مادية وحسية بامتياز في قراءة النصوص مثلما ذكرت ذلك “ وجلوديا شتائم “ بان الجسد ليس مجرد نص بل هو ايضا وبصورة اكثر تحديداً نص جنساني ، ربما تحجب او تحبس عناصره وبفعل الاشكال المتعددة للرقابة الثقافية / فصول / ن . م . ت : سامح كمال

*****

المسرح مزاولة يعتمد على اللغة . وقد اشرنا لكل العناصر البدئية التي اخترعتها لحظة سومر وجغرافيات الشرق الذي عرف ببدئية تعرفه على الذات من خلال الجماعة .

وحضور اللغة هو الذي منح المرحلة الثالثة في الدراسات النسوية / ما بعد الحداثة وان ظهرت بدئيات في نهايات المرحلة الثانية ، وقد تمت الاشارة الى ثنائية الكتابة والجسد في دراسات “ شتايم “ حيث التركيز على ضرورات الاختلاف حول ثوابت اللغة وعدم السكوت الى تكرار ما تعارف عليه السلف ، لان الثابت يحول العقل الى صامت وبعيد عن مغامرات الاختراق . ولذا برز اهتمام استثنائي في مناقشة الجسد ، وماهيته وما تهيكل واضحاً فيه مع بروز عديد من الانماط المعبرة عنه بواسطة لغات كما المحت بذلك كرسيتفيا . التي جعلت من اهمية اختراع اللغة جوهر الثقافة النفسية .

فككت التجارب المسرحية الجديدة اللغة ، استجابة لتأثير الدراسات الثقافية وما اداه المفكر ستيوارت هال حول الفضاء المسرحي ودعا الى ضرورات فتح منافذ للأفراد والجماعات ، حتى صارت صفة مميزة للمسرح وكل من يتمتع بحضور جاذب لعديد لعناصر ساهمت بالتشارك في تأخير خطاب العرض مثال الرقص / الغناء / الموسيقى والتجوهرات الثقافية نجحت بإضعاف الحضور الادبي للمسرح ، لأن للمسرح تأثير مباشر عبر عناصرها البنائية وتأثيراته الثقافية ولهذا انعكاس جيد ، يتضح بالعلاقة بين الفرد والجماعات .

ونجح الفاعل الثقافي ــ ستيورات هال ــ بتعميق المنافذ القوية للتأثير الاجتماعي ولذلك دوافع معرفة منذ لحظة دراساته في النقد الثقافي والدراسات الثقافية وتواجهاته الماركسية ذات دور بارز للغاية . والاصطفاف الذي اسسته العلاقات بين الافراد والجماعات والتعرف على الانظمة الفنية في خطاب العرب ، بلورت نوعاً جمالياً كرسته العروض وجعلته الدراسات الثقافية منفرداً وقادراً على بث رسائل ذات شفرات وعلامات ورموز لها دلالات نسوية . وجعل هذا من العرض مزدحماً بتنوعات اللغة ، واكثر العروض تجوهراً بالبث هي التي حازت تنوعاً للغات ومعروف بأن الرموز / العلامات ، لغة بدئية ، قادرة على التعبير عن النوع البايولوجي .

اعتنت التجارب المسرحية الجديدة بمشاركة الرمزيات بتكوين خطاب العرض والتخفيف عن اللغة التي تؤسس خطاباً له وظائف عامة ، وايضا ينطوي على عناصر ثقافية . ويضيء العرض خلاصة مكونة من علامات ، واشارات متكتمة على ما تريد له الحضور في العرض وجوهر المطلوب في خطاب العرض هو الاعلان بشعرية شفافة عن الوظيفة الثنائية بين الانثى والذكر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

رمل على الطريق

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

مقالات ذات صلة

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي
عام

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

د. نادية هناويإن القول بثبات الحدود الأجناسية ووضوح مقاييسها هو قانون أدبي عام، نصّ عليه أرسطو وهو يصنف الأجناس ويميزها على وفق ما لها من ثوابت نوعية هي عبارة عن قوالب لفظية تختلف عن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram