بغداد / المدى برس
إذا كنت تريد أن تتعين في وزارة التربية فإنك بحاجة إلى الحظ بشكل أكبر من الحاجة إلى "المعدل"، والكفاءة والعمر المناسب، فالتربية تقول إنها مجبرة على الاختيار بين "القرعة" من جهة، و"سماسرة التعيينات" من جهة أخرى، بين حيرة التربية بدا المتقدمون الذين لم يسعفهم الحظ ساخطين على هذا النظام الذي يقولون إنه "سيقضي على الكفاءات" في دوائر الدولة.
ويقول مدير تربية الرصافة الثالثة حسين علي ناصر، الذي أجرت مديريته، الاثنين، قرعة للتعيينات على ملاكها للمتقدمين لشغل وظيفتي سائق وحرفي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الهدف من إجراء القرعة هو القضاء على سماسرة التعيينات الذين يوظفون أشخاصا مقابل مبلغ مالي"، مضيفا أن "نظام القرعة العلنية يقضي على الفساد في التعيينات". وبالنسبة لحسين فإن وجود عدد من مسؤولي وزارة التربية ومجلس محافظة بغداد، خلال إجراء القرعة يكفي "لضمان شفافيتها"، خاصة وأنه يؤكد "هذا النظام أرضى جميع المتقدمين على الوظيفة ولم ترد أي شكوى بهذا الخصوص". لكن الشكاوى كانت موجودة فعلا على الرغم من هذه التأكيدات، إذ يبدي عدد من "الخاسرين" في القرعة امتعاضهم من اعتماد وزارة التربية على "الحظ بدلا من الكفاءة" في التعيين.
ويقول علي محمد (28 سنة) الذي تقدم لوظيفة سائق ولم يظهر اسمه في سحب القرعة إن "هذا النظام سيقضي على توظيف الكفاءات وذوي الاختصاصات في دوائر الدولة" مضيفا في حديث إلى (المدى برس) "اعتقد ان هذا النظام غير عادل وغير منصف". بينما يدعو حيدر كريم (30 سنة) وهو متقدم آخر، "رئيس الوزراء والمؤسسات الحكومية إلى الاعتماد على الكفاءات والشهادات بدل نظام القرعة". لكن هذا لا يبدو مهما للتربية التي تعتمد نظام القرعة منذ أكثر من سنة، إذ يقول مدير تربية الرصافة الثالثة حسين علي ناصر إن مديريته ستجري يوم غد الثلاثاء قرعة للمتقدمين على وظيفة (كاتب) بينما ستقام يومي الأربعاء والخميس قرعة للمتقدمين بوظيفة (موظف خدمة)".
واتهمت لجنة التربية البرلمانية، في آب الماضي، وزارة التربية بـ"الفساد" في التعيينات التي أطلقتها مؤخراً، مؤكدة أنها لم تعتمد مبدأ الكفاءة في مسألة القبول. وأعلنت لجنة التربية، في أيلول الماضي، إعادة قرعة تعيينات وزارة التربية بسبب حالات فساد، وأشار النائب كاظم الصيادي إلى أن "لجنة التربية في مجلس النواب لديها أكثر من دليل يثبت وجود حالات فساد في قضية التعيينات التي تجري بوزارة التربية"، متهما مقربين من مكتب وزير التربية محمد تميم بـ"تقاضي الرشوة مقابل تعيين أشخاص متخرجين من كليات لا علاقة لها بالتربية". يذكر أن وزارة التربية قررت اعتماد نظام القرعة للتخلص من شبهات الفساد والمحسوبية التي تتهم بها بعد كل عملية تعيينات تقوم بها، خاصة وان الوزارة تعد من اكثر الوزارات تخصيصا للدرجات الوظيفية الجديدة في كل عام.