أفراح شوقي/ نورا خالدتصوير/ احمد عبد اللهاستذكرت المدى بيت الثقافة والفنون، الأديب والمؤرخ العراقي مير بصري الذي ترك بصمة واضحة في الأدب والتاريخ من خلال كتبه التي ارشف فيها حياة كبار المبدعين وأعمالهم، وقد حضر حفل الاستذكار الذي أقيم في مقر البيت بشارع المتنبي، مجموعة كبيرة من الباحثين والمهتمين بالشأن الأدبي والتاريخ العراقي القديم والحديث.
وألقى عدد منهم دراسات وبحوثاً حول شخصية مير بصري وتأثيره في الفكر العراقي. وأدار الجلسة الأديب مازن لطيف الذي افتتحها بالقول:الذاكرة الحية لا بد لها من ان تجعل المبدع العراقي في منأى عن النسيان فهو ابن العراق بكل تجلياته، وفصول حياته مادياً وروحياً.خسر العراق عدداً كبيراً من المثقفين والكتاب والفنانين والسياسيين والأدباء ورجال الأعمال وكفاءات كانت تسير بخبرة ومهارة زمام اقتصاد الدولة العراقية الوليدة.. من ضمن هؤلاء النخبة الأديب مير بصري.. تلك الشخصية الغائبة الحاضرة بيننا، ترك بصري أطيب الذكريات و أعطرها والعراقيون يذكرونه باحترام جم وحنين مضمّخ بأعطر الذكريات، فقد كتب الكثير من القصص والمقالات والاهم من ذلك انه أرخ وارشف حياة حوالي الف شخصية عراقية ما بين فنان وسياسي وأديب ومؤرخ ودبلوماسي ورجل دين وفقه وصحافة لم يترك شخصية عراقية إلاّ ودونها في كتبه الكثيرة التي ما زالت تحظى باهتمام من قبل القراء العراقيين..مؤسسة المدى للثقافة والفنون تحتفي وتستذكر اليوم هذه الشخصية التي لها ثقلها في الأدب العراقي والمجتمع العراقي، انه الأديب الراحل مير بصري الذي كان يقول دائماً أنا يهودي الدين عراقي الوطن عربي الثقافة..أعزائنا الحضور..نترك الحديث للباحثين والاساتذة الذين زاملوا بصري وكتبوا عنه للحديث عن ذكرياتهم وانطباعاتهم.. rnاكبر من الذي سمعناه عنه وكان أول المتحدثين الباحث/ سالم الآلوسي الذي قال نشكر مؤسسة المدى على إتاحتها الفرصة لنا لإحياء ذكرى صديق قديم وأديب كبير ومؤرخ فذ وشاعر كبير واقتصادي اكبر ذلك هو مير بصري الذي جسد طاقة لا تشبهها أي طاقة من الطاقات في مختلف مجالات المعرفة ترك أثاراً جمة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية، والحديث عنه طويل وطويل ويطول، واختصاراً للموضوع سأركز على جوانب من علاقتي بهذا الرجل الكبير الذي سمعنا عنه الكثير ووجدناه اكبر من كل ما سمعنا، لما اطلعنا على انجازاته الضخمة. تعود معرفتي بالمرحوم مير بصري إلى أواسط الأربعينيات .يوم كان يتردد على العلامة مصطفى جواد عندما كان موظفاً في دائرة الآثار العامة بدرجة ملاحظ فني، كان يزوره على الدوام، وهناك رأينا وسمعنا بمير بصري وكان صحفياً وأديباً، ثم توالت الأيام وأخذ يتردد مير بصري على مكتبة المتحف العراقي وهناك يلتقي في هذه المكتبة جمهرة من العلماء والمثقفين يتداولون شتى الموضوعات في التاريخ والأدب وتوثقت العلاقة بيني وبينه في أواخر الخمسينيات عن طريق لقائنا مع العلامة مصطفى جواد وجعفر الخليلي ويوسف يعقوب وفرات عباس وجرجيس عواد. واضاف الآلوسي:أن مير بصري حضر يوما الى دائرة الآثار عام 1955 أتصل بي المرحوم العلامة فؤاد سفر مدير التنقيبات العام في دائرة الآثار وقال ان مير بصري يحب ان يلتقي بي فالتقينا عنده وطلب مني بحثا كنت قد نشرته سابقا عن اقدم نص أرامي في العراق يعود الى القرن الثاني قبل الميلاد، جميع النصوص الارامية الموجودة التي اكتشفت في الحضر وغيرها تعود الى القرنين الأول والثاني الميلادي، ولم يكتف مير بصري بذلك بل طلب صورة أخرى لأقدم ابجدية عثرت عليها دائرة الآثار في الحضر وكان هذا الكشف العظيم خلال عمليات التنقيب وجدت البعثة في أحد جدران المعابد الابجدية كافلة منقوشة على احد الجدران وأراد مير بصري أن يقارنها بالحرف العبري والحرف الآرامي، وخلال عملنا في دائرة الآثار استضفناه في ندوة مع زميله الشاعر أنور شاؤول وكانا يختاران الموضوعات الادبية البعيدة عن التعصب الطائفي أو المذهبي والتي تستهدف الوحدة الوطنية وهذا الخط تعلمناه من مصطفى جواد ومن مير بصري وغيرهما، وفي ذات مرة من عام 1970، جماعة من اليهود اتهموا بالخيانة العظمى وجرى اعدامهم في ساحة الباب الشرقي، كان يومها مدير الثقافة والاعلام حامد الجبوري وكنا واقفين قرب نافذة الوزارة المطلة على الساحة وجرى الحديث عن هذه العملية التي ستثير غضب الاجهزة الاعلامية الغربية على العراق.وهو ما حدث فعلاً. واضاف الآلوسي في حديثه عن جوانب مهمة من حياة مير بصري بالقول:أن النزعة الوطنية العراقية البغدادية بقيت ملازمة لمير بصري طيلة حياته يوم كان في العراق وخارجه في لندن التي توفي فيها بقي مخلصاً لبغداد وأدبه واهله وإزاء هذا الموقف اقترحت على وزير الثقافة آنذاك شفيق الكمالي يوم كنت اشغل مدير ثقافة عامة للدار، لماذا لا ندرج اسم اديبين كبيرين من الادباء للمشاركة في النشاطات الأدبية في العراق مثل مهرجان المربد والكتابة في المجلات والحديث في الندوات فوافق شفيق الكمالي على ادراج هذين العلمين وهما ناجي كشة ومير بصري من اعلام الثقافة في العراق للمشاركة في نشاطات الوزارة. rnدوره بارز فـي تاريخ العراقبعد الآلوسي تحدث الباحث د/ طارق الحمداني عن حياة وأدب مير بصري قائلا: لست ممن عاصر مير بصري لكني كنت مهتما بكل الشخص
في حفل استذكار أقامته المدى.. باحثون وأدباء يستذكرون مير بصري
نشر في: 23 يوليو, 2010: 06:51 م