إياد الصالحي
أعلن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الشباب والرياضة خالد كبيان أمس الأول الإثنين 28 تشرين الثاني 2022، عن موافقة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على إقامة مؤتمر رياضي موسّع يناقش كيفيّة النهوض بقطّاع الشباب والرياضة؟
مؤتمر من هذا النوع، يُعقد على مدى يومين فقط، يستهدف حلّ مشاكل الرياضة التي استمرّت 19 سنة، لا يمكن لأي خبير وأكاديمي مهما كان تخصّصه أن ينقذ قطّاعي الشباب والرياضة ويرسم خارطة طريق الإصلاح لحكومة السوداني من دون تهيئة ظروف صالحة للمناقشة وطرح المقترحات واستخلاص التوصيات اللازمة.
لسنا متشائمين إزاء تحرّك كبيان السريع بعد 19 يوماً من مباشرته عمله الاستشاري مع المسؤول التنفيذي الأوّل في الدولة، لكن واقع الشباب والرياضة يعاني من سرطانات متعدّدة دمّرتْ الشباب والرياضة برغم الكشف المبكّر لها، ومع ذلك لم يقدر الجهاز المناعي لمؤسّسة الرياضة ممثلاً بلجنة الشباب والرياضة البرلمانية واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة على إيقاف انتشار سرطانات الفساد المالي والإداري والأخلاقي والتزوير والمنشّطات وخرق القانون وتهميش الكفاءات والسمسرة وانتهاك الحقوق، برغم علاجات مؤقّتة نبّه عنها كبار خبراء الرياضة بعدم جدواها ما لم تتوفّر فترة نقاهة مناسبة بُعيد عمليّات إزالة كل الخلايا المُشتبه بقدرتها على التسلّل للتدميرالكامل.
شهد تاريخ الرياضة العراقية ما بعد عام 2003 أنشطة فكريّة بدوافع وطنيّة لأكثر من خبير معروف، حاول الإصلاح بشتّى الطُرق، وكبحَ خلالها جماح هواه الخاص، وسلّط الضوء في عشرات المقالات والندوات والمؤتمرات النوعية الإصلاحية على خطورة تلك السرطانات بتغيير أنماط الهدم ما لم تتم إزالة حاضناتها بوسائل علميّة وقانونيّة.
وقبل ذلك يذهب البعض الى التصوّر بأن المؤتمر المُرتقب سيكون فرصة لعقد هُدنة محدّدة لجميع الكيانات الداخلة في تكوين جسم الرياضة كعناصر بناء لا تخريب وتنزع سلاح المُكابرة وتنخرط ضمن حملة تعزيز السلام بين الرياضيين ونبذ الحقد والعداء والكراهية والنفاق وإشاعة التسامح بين المجتمعين!
وهناك من يراه مؤتمر فتنة لإظهار قوّة سُلطة الرياضة الجديدة والتسليم بنفوذها لتحقيق مآرب أخرى يتم التحضير لها على نار الانقسام الأولمبي ذائع الصيت والذي اِفتقد شخصيّة القائد الحازِم الذي تلتفُّ حوله الاتحادات، ولا يُحابي رئيس اتحاد بعينه على حساب مصائب إدارته وفساده وانهيار لُعبته في المحكّ الدولي!
بين الهُدنة والفتنة لحظات استدراك وطني بتعزيز استقلاليّة الموقع الرياضي تحت قيادة مسؤول واحد يتحمّل المسؤولية وحده، لا يمكنه أن يهرب من التقصير بتعدّد أمكنة اللجوء الآمن الحزبي والعشائري، تلك من أهم المعاضِل التي لا يجرؤ مستشار رئيس الحكومة ولا أي عنوان قيادي في الرياضة من وضعه في مقدّمات المؤتمر لبحث أسبابه والتوصية بتفعيله وفقاً للقانون.
الأمر الآخر، هو الكشف عن مصير أكثر من 200 ملف أرسل الى الرقابة والنزاهة والقضاء منذ زمن الوزير الرياضي الأسبق جاسم محمد جعفر حسب ما أدلى به لوسائل الإعلام أواسط العقد الماضي، وعزّز معلوماته مستشار رئيس الحكومة إياد بنيان عام 2020 بأن تلك الملفّات مُفصَّلة حسب درجات الخروق الماليّة والإدارية المُثبّتة من ديوان الرقابة المالية!
إن نجاح المؤتمر العام غير مضمون بحضور أي شخص متملّص من التزامات موقعهِ الفاقد أصلاً لمعالم الإصلاح الحقيقي، ومن تطارده شُبهات خرق النزاهة، فليكن مؤتمركم للمكاشفة ومحاسبة الذات والاعتراف بسوء إدارة الرياضة، والعبث بمصيرها المُثير للتعاطف كجسمٍ أنهكهُ السرطان وظّل مُعلعلاً على قيد الحياة!