اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: البصرة..تحلية البحر والسد وخليجي 25

قناطر: البصرة..تحلية البحر والسد وخليجي 25

نشر في: 30 نوفمبر, 2022: 12:19 ص

طالب عبد العزيز

ما أن ابتدأ موسم الامطار وأترعت الارضُ بالماء السماوي، حتى أهملت الحكومة كل حديث عن محطات التحلية البحرية والسدود، مع الشُّح المريع في الموارد المائية، والذي بسببه تم تقليص المساحات الزراعية للموسم الشتوي، الامر الذي يستدعي تحريك عجلة التفكير بإيجاد الحلول النهائية، لما يعاني منه العراق من جفاف وتراجع في مستوى انتاجه الزراعي وفقدانه لثروته الحيوانية، فضلاً عن المشاكل التي نتجت عن ذلك.

إذا كانت مدن الشمال والوسط وبعض مدن الجنوب قد عانت من تراجع في قطاع الزراعة بسبب من عوز في الماء، وعوّضت ذلك بحفر الآبار الارتوازية، بما هيأ لها فرصة الاستمرار والديمومة، فأن المشكلة في البصرة تتجاوز حدود تأثير ذلك على واقعها الزراعي الى ما هو انساني وحضاري، فأيّ معنى للمدينة والتحضر فيها إذا كان المواطن الساكن مركز المدينة ينهض في الصباح ليغسل وجهه بالماء المالح، متذمراً، كافراً بكل ما هو قائم ومتحقق، في البلاد التي ينخر جسدها الفسادُ، ويُمالئُ الحاكمُ الضعيفُ فيها اللصوصَ والقتلةَ، ويتحكم في منهاجها الفاشلُ والخائنُ وزعيمُ الحزب السياسي الذي يدافع عن ثلثه العراقي، فيما ثلثاه بأمان وطمانينة خارج الحدود.

كانت حكومة البصرة قد قطعت شوطا مهماً في طريق التعاقد مع الشركة الصينية لبناء محطة التحلية الموعودة، والتي ستؤمن حاجة المدينة من الماء العذب والطاقة بحسب ما جاء في أكثر من حديث لمحافظها، لكنها اصطدمت بعقبة رفض رئيس حكومة تصريف الاعمال(الكاظمي) المضغوط عليه عالمياً، لصالح شركة بريطانية، عرفت بالتلكؤ والرداءة والكلف العالية. ومثل حديثنا عن محطة التحلية يقودنا الحديث الى الخوض في مشروع السد على شط العرب، لمنع دخول اللسان الملحي، الذي مازال جاثماً على ضفتي الشط حتى الساعة هذه، على الرغم من الامطار والسيول، فقد ذهبت أمال البصريين بالخطط والمشاريع التي تحدثت عنها الحكومة مع الشركة الايطالية والهولندية وغيرها، ولم يجر فعل من الافعال بهذا الشأن.

يبدو أنَّ محافظ البصرة المهووس بالطرق والجسور والملاعب الرياضية وبحماسته المعروفة في هذه قد وصل الى الطرق المغلقة، الخاصة بمشاريع المياه، ووجد في عقبة الكاظمي ما يعيده الى المربع الاول، والقول بأنَّ قضية السد على شط العرب والبحث عن حلول ومشاريع المياه وتحليتها أكبر من قدراتي وقد وصلت الى طرقٍ مغلقةً، وكأن لا سبيل الى مراجعتها من جديد مع رئيس الوزراء السوداني والحكومة الحالية، هكذا، إذ لم نعد نسمعه في حديث عن هذه المصيبة، اللهم إلا بحديث الخليجي 25، الذي لن ينتشل المدينة من خرابها قطعاً، ولن يحقق حلمنا بمنافسة الدول الخليجية، فها هي جواميس السادة المعدان تسرح وتمرح حوالي ملعب النخلة، وها هو المواطن البصري يعاني من مشكلة في النفايات، ومن الرائحة الكريهة المنبعثة من انهار المدينة الثلاثة(الخندق والعشار والخورة).

أما السادة النواب البصريون فهم أصنام صامتون في معابد أحزابهم خاشعون، لا ينطقون بشيء إلا ما تيسر لسادتهم بالسماح لهم بالخوض فيه، فلا لوبي ضغط، ولا حس ولا خبر. لا نريد القاء اللائمة على السيد وزير الموارد المائية، فهو الوحيد الذي يعرف البئر وغطاه، إلا اننا نطالبه بموقف حاسم من ذلك، وعليه تقع عواقب القضية المستعصية، وهذه فرصته لكي يكون بطلاً قومياً، ومطلوب منه أنْ يقول كلمة الفصل قبل انقضاء موسم الامطار، ومجيئ الصيف الذي سيكون اقسى على البصريين من سابقه بكل تاكيد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram