اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العنف عند الأطفال..أجيالنا.. وفايروس "شرعنة القتل من اجل البقاء"

العنف عند الأطفال..أجيالنا.. وفايروس "شرعنة القتل من اجل البقاء"

نشر في: 23 يوليو, 2010: 07:13 م

 إيناس طارق.......تصوير ـ سعد الله الخالديأسمها ستينية.. هكذا يطلق عليها وهي عبارة عن دراجة نارية لا تتجاوز سرعتها 60 كيلو متراً في الساعة، غزت الأسواق في الفترة الأخيرة وأصبحت مطلوبة من قبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والخامسة عشرة،وقد تسبب استخدامها غير المسؤول  في الكثير من المشكلات والحوادث بما في ذلك حوادث الخطف، او إجراء سباقات بين سائقيها الصغار والخاسر يدفع الثمن حياته.
علماء النفسيقول علماء النفس أن السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل تشكل القاعدة النموذجية لبناء شخصية الطفل المستقبلية، ومن هذا التشكل الابتدائي تنطلق سلوكياته وتصرفاته وتبنى الكثير من الأفكار، وخلال السنوات الماضية كان مشهد العنف يشكل جزءا من الحياة اليومية للطفل العراقي، ففي الشارع وفي أي لحظة تسمع أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص،وفي البيت لا يتخلص من مشاهد الفضائيات وما تنقله من  أرقة الدماء وعويل النساء، وبالطبع خلال هذه السنون الماضية،  اكتسب هذا الجيل وما تتبعه من أجيال إذا استمر هذا الحال من اضطراب يفوق ما نتوقعه والذي سينعكس بصورة واضحة على اتجاهاته وقيمه في سن المراهقة الآن.. فبدأت تسمع منهم جمل وعبارات في أحاديثهم اليومية غريبة وخطرة تدل على إن في داخلهم شرعنه واضحة للقتل من اجل البقاء.. فهل أجيالنا القادمة ستحمل في داخلها فايروساً لا مصل له اسمه "شرعنه القتل من اجل البقاء".rnحادث حقيقةكنت أراقبهم وهم يلعبون  بدراجاتهم الصغيرة والتي يطلق عليها "الستينية" نسبة لسرعتها التي لا تتجاوز الستين كيلو متراًُ.. انه شارع مغلق لكنه بلا "طسات" في حي.. لذا تراهم يقطعونه في هذه الدراجات جيئة وذهاباً بكل ما لهذه الدراجة من سرعة.. لكنهم سرعان ما اشتبكوا بالحديث لكون بعضهم تجاوز على الآخرين في هذا السير.وهنا بدأت العبارات تنطلق من أفواههم مع الشتائم المعتادة ومن اغرب هذه العبارات "وخر من يمي تره أزرفك.."، وهذه تعني انه يرشقه بالرصاص.. بل ان بعض الأسلحة البيضاء بدأت بالظهور.. والتي تراها منتشرة عند الباعة في باب الشرقي، وبعد ان فض الشجار على خير.. اقتربت من احدهم سائلاً إياه عن مستقبل هذا الشجار.. وهل انتهى بالصلح.. فأجابني بوقاحة "بلكن اطك عليه عبوة ونخلص منه.. يريد الشارع بس هو بيه.. فد يوم أنزرفه.. عبالك بس هو يشيل حربه!!".rnانتشار سريعولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى الاتفاق بين المتبارين من اجل تحديد موعد سباق في ساعة متأخرة من الليل للحد من هذا النزاع المتكرر ولابد من خروج فريق خاسر وآخر فائز، كنت انتظر حدوث ذلك السباق الليلي  بفارغ الصبر، وما أن حل الظلام على المنطقة وسكن الحي الهدوء خرجت مجموعة من الشباب يقارب عددهم الثمانية ويرتدي ثياباً غريبة الأطوار وتغطي رؤوسها بقبعات سوداء اللون، منظرها هذا لوحده يثير الخوف والقلق، بدأ اثنان من الشباب برسم خط بعصا غليظة او، كما تسمى بالعامية (توثيه) بغرزها بقوة بسطح الأرض الترابي،فالساحة المخصصة للسباق ترابية ويحيط بها عدد من المنازل ومن ضمنها منزلنا، أطلقت رصاصة في الهواء من قبل احد الشباب الواقف والذي كان يحمل في حزام بنطاله نوعاً من السلاح يكاد يكون مسدساً صغير الحجم، عما سوف يحصل، وبدأ سباق الدراجات وسط عاصفة ترابية خلفتها إطارات الدراجات وما أن حل الغبار وانتشر في المكان وبعد مرور دقائق صرخ شاب، او بالأحرى المتسابق الذي سقط على الأرض وهو ينزف دما ولم يسعفه احد من الجمهور الذي كان واقفا لمشاهدة السباق الغريب العجيب، انما بقي الجميع ينظر اليه بكل تبلد مشاعر، لينهض الشاب المغطى بنطاله بالدماء ويقف على قدميه وهو يعترف بهزيمته أمام الآخرين، ويسحب بالكاد خطوات قدميه  لعلها تسعفه في الخلاص من ضربات الحربة التي وجهت اليه من قبل المتسابق الآخر، وهكذا صعد الشبان الصغار المراهقين دراجاتهم ولمل المتسابق  الجريح جراحه، وبالكاد استطاع سحب نفسه ودراجته ليصل منزله،وهو يتوعد بالثار من صاحبه!فهل يمكن ان تكون الألعاب التي كانت محظورة الاستيراد وحجم المعروض منها نسبة الى بقية الألعاب كان متواضعاً، فهذه الدراجة الستينة تعتبر في بقية الدول محظورة قيادتها.من قبل الفتيان الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما وفي بلدنا، الفتى الذي يبلغ 16 يقود دراجة نارية تدعى (البطحة) نظرا لسرعتها التي تتجاوز 120 متر في الساعة، أن لم تكن سيارة!وللعلم فقط أن هذه الدراجات تستورد من قبل التجار في الأسواق على انها لعب أطفال، وهذا الكلام للتجار أنفسهم، إذن كيف يتم ذلك ومن يسهل الأمر لهم،و وحسب المعلومات التي استطعنا الحصول عليها من بعض المعارض الخاصة بالدراجات النارية  الواقعة في مناطق الاعظمية والمنصور وحي أور، اخبرونا أن هذه الدراجات صينية الصنع وتلاقي رواجاُ كبيرا من قبل الشباب المراهق، وفي بقية الدول يعتبرونها خطيرة لانها سريعة وخفيفة ورخيصة الثمن وإمكانية تعرض سائقها إلى الموت في حال زيادة سرعتها عن ما هو محدد لها، وفي العطلة الصيفية يكثر الطلب على شرائها من قبل الشباب، وحاليا تقام سباقات بينهم وهذه السباقات لا تخلو من العنف في حالة خسارة فريق أمام الآخر، فماذا يتذكر الطفل العراقي من جيل الثمانينيات غ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram