TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: دروسٌ وعِبر مِن المونديال

معالي الكلمة: دروسٌ وعِبر مِن المونديال

نشر في: 1 ديسمبر, 2022: 12:12 ص

 عمـار سـاطع

مع أيّام المونديال الكروي الجارية احداثها في دولة قطر، فإنه يفترض أن يكون هناك تدوين لكلّ ما من شأنه يتعلّق بالدروس التي يجب التعلّم منها والأخذ بابسط الهوامش الحاصلة في مباريات من هكذا قبيل، القليل منها يعطينا ما لم نحصل عليه من جرعات مجانيّة لكلّ ما من شأنه يصبُّ في صالح التفهّم الحاصل في عالم المستديرة.

شاءت الصدف وتناغمت التوقّعات حول مصير البعض من المنتخبات التي تأهّلت الى الدور 16، وتبدّدت احلام البعض من الباحثين عن عناصر المفاجأة التي يجب أن يكون لها أدوراً في بعض المفاصل، وحجماً يستحقُّ الاحترام من قبل أولئك الذين يؤمنون بلغة الصدمة والمواجهة.

عن نفسي.. فإن منتخبات مثل هولندا وألمانيا وانكلترا وإسبانيا والبرازيل والأرجنتين وفرنسا والبرتغال والمكسيك وحتى إيطاليا (الغائبة) عن الأضواء، تمتلك الشخصيّة التي تفرض نفسها لنيل لقب أي بطولة كرويّة، كونها تُعدُّ مدارس فعليّة في التخطيط والصناعة، وتُسهم في كيفيّة نقل إراداتهِا بإدارتها زمام كلّ مفصل من المفاصِل وصلاً الى مبتغاها.

وبرغم أن ذلك لا يعني أبداً هذه المنتخبات دائماً ما تتسيّد القمم، لكنها تواظب على الحضور الفعّال وتحتفظ بـ "كاريزما" يمكن لها أن تقول كلمتها الفصل في المشاركات والمنافسات، مع التفاوت التي قد يُبعد هذا المنتخب أو ذاك عن الاستحقاق النهائي في معترك البطولات، لكن ذلك يعني أبداً أن فرص تهميش هذه المنتخبات سيكون مطلقاً.

أبرز ما يمكن ذكره في أيام المونديال الكروي، هو أن تحضيرات أربعة أعوام وربما أكثر من السنوات الأربع، ترتبط بفكرة اللعب لـ 270 دقيقة هو مجموع دقائق المباريات الثلاث التي يلعبها كل منتخب، ومن هنا تبدأ حكاية كيفيّة التخطيط والتهيئة والتحضير ومن ثم البناء والاختيار والانتقاء، وصولاً الى فترة التأقلم والضغط والتجريب وأخيراً الانتهاء بالمواجهات الرسمية.

دورة مهمّة بحاجة الى قيادات تؤمن بأن سلاح الإرادة يجب أن يكون من ضمن أوليات العمل، ومن ثم التفكير اختيار الاستراتيجية التي ستكون المدار الأهم في التحرّك وصولاً الى محطّة خوض المباريات التي ستكون الإدارة الفعّالة التي تعطينا زخماً واضحاً، شريطة عدم إهمال عامل الانسجام الذي يتم بناء المنتخب وفقاً لرؤية المدرب وطاقمه الفني المساعد.

دروس المونديال، تتجاوز حدود الإرادة والتحدّي والصبر والتزام وانضباط والتريّث والاختيار واتخاذ القرار، هذا الى جانب العامل البناء النفسي الإيجابي والفعّال، في مواجهة خصوم ومنافسين أقوى وأفضل من كل النواحي، مثلما حدث من مفاجأة ربما لن تتكرّر بسهولة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram