TOP

جريدة المدى > محليات > انـقـطـاع الـكـهـربـاء وراء ارتـفــاع أســعــار الـثـلــج

انـقـطـاع الـكـهـربـاء وراء ارتـفــاع أســعــار الـثـلــج

نشر في: 23 يوليو, 2010: 07:39 م

بغداد / دريد ثامر شهدت ظاهرة بيع الثلج منذ فترة ليست بالقصيرة ازدهاراً واضحاً نتيجة للانقطاعات المستمرة في الطاقة الكهربائية مع ارتفاع أسعار الوقود الذي يستعمله جميع المواطنين في تشغيل مولداتهم ما أدى الى ارتفاع أسعاره بصورة غير طبيعية تناسباً مع ارتفاع حرارة الجو حيث انتعشت تجارته هذه الايام وسط هذه البطالة المتفشية في البلاد.
فهل سيسهم الثلج في اطفاء لهيب الصيف أم أسعاره ستحرق جيوب المواطنين؟ ولماذا أصبحت هذه التجارة مزدهرة مع الانقطاعات في الكهرباء ؟ وما بال أصحاب المولدات في ادعاءاتهم لعطلها تزامناً مع فقدان الكهرباء؟. (المدى) سلطت الضوء على هذا الموضوع وسألت بائع الثلج أحمد جبار محمود (20) سنة فقال : عملية بيع  وشراء الثلج أمر معروف لدى الجميع من خلال الشراء من التجار والبيع للمواطنين بحسب الاسعار التي تفرض علينا لان فيه ما يتصل بهذه الانقطاعات في التيار التي تكون السبب الرئيس في زيادة الاسعار بين الحين والاخر. ويضيف: ان اسعار البيع تكون دائماً متذبذبة والمواطن يشكو من ذلك نتيجة هذه التقلبات الحاصلة بين الحين والآخر ما سبب تذمراً واضحاً لديهم على نحو أسهم في ابتعاد اغلبهم عن الشراء لحين هبوط أسعاره التي بدت مرتفعة الى حدٍ لا يستطيع المواطـن ان يتحمل تكاليفها.ويختم حديثه ان اسعار قوالب الثلج الجيدة تكاد تصل حالياً الى ( 10 ) الاف دينار ولا ذنب لنا في هذه الاسعار لكون من يبيع لنا بهذه الاسعار قد فرضها علينا قسرياً لنقوم ببيعها حتى نعيل عوائلنا ولو كان الامر بيدنا لقمنا ببيعه بأقل الاثمان . والمح  الى ان الفائدة لنا باقية سواء صعد سعر الثلج أو انخفض والافضل هو الانخفاض حيث ستصحب ذلك سرعة في البيع وكثرته. أما عباس حمادي مجيد (15) سنة فيقول: بعد الانتهاء من الدراسة والدخول في العطلة الصيفية  وجدنا في هذا العمل اعالة لانفسنا من دون الاعتماد على أهلنا فنحن شباب و نستطيع أن نبحث عن عمل لنحصل على مصدر رزق في فترة العطلة . وذكر ان بيع الثلج قد راج هذه الايام وعملية بيعه فيها شيء من الانسانية فالمواطن ماذا يفعل لمواجهة هذا الحر اللاهب ان تحمله فكيف يتحمله الطفل الرضيع أو المريض؟وقال " إنني أعمل حالياً مع أقربائي في بيع الثلج الذي أجد فيه متعة كبيرة ولو ان محصولي قليل ولكني اشارك اخوتي في مواجهة هذه المأساة التي تبتدئ بعدم وجود الكهرباء وتنتهي بارتفاع اسعار الوقود للمولدات التي أصبحت ثقلاً كبيراً على جميع العوائل حالياً.في حين تقول سهيلة محمد كريم (60) سنة: "نشتري الثلج  من الكشك الصغير الذي بجانب بيتنا يومياً بحيث لا نستطيع ان نستغني عن شراء قالب الثلج أبداً فالماء البارد يحتاجه الكبير والصغير في الصيف الذي لايرحم بسبب ارتفاع درجات حرارته التي بلغت (50) درجة مئوية". تشير سهيلة الى ان اسعار الثلج في ازدياد مستمر ولكننا نشتريه حتى ولو بلغ اضعاف سعره فلهيب الصيف لا يمكن مواجهته الا بهذا الماء البارد الذي يثلج صدورنا ويزيح عنا حرارة الجو الخانقة التي لا نستطيع مواجهتها بالكهرباء التي فارقتنا الى غير رجعة.وقالت " لقد قمنا باكتشاف طريقة صحية بعد ان سمعنا ان أكثر الامراض التي أصابت اغلب المواطنين من جراء استعمال الثلج مباشرة فكانت الطريقة متمثلة بوضعه في اكياس نايلون لجعله مادة لتبريد الماء بدلاً من استعماله كثلج مع الماء الصافي.غير ان اغلب المواطنين قد امتنعوا عن شراء قوالب الثلج وكان محمد خالد ابراهيم (37) سنة واحداً منهم بسبب الامراض التي تنتقل من خلال استعمالها حيث قال : نخشى شراء قوالب الثلج  اثر انتشار الامراض بشكل واسع فاصبحت حالة دائمة قد رافقت تعاملاتها اليومية نحو هذا الموضوع ما أدى الى اصابتنا بحالة من الحرمان لهذا الماء الذي ينعش حياتنا وحياة اطفالنا تحت ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تمر بنا حالياً.ويتابع حديثه: اننا في الوقت نفسه لا نعرف مصدر مياه الثلج ما اثار فينا الفزع والخوف من استعمالها عندما سمعنا هذه القصص من بعض المواطنين باصابتهم بحالات التسمم والاسهال لان فيه ما يتصل بحياتنا وحياة عوائلنا.وتابع  : لقد فضلنا شرب المياه المعدنية حتى ولو كانت حارة على شراء الثلج فمياهه غير معروفة المصدر والتي تباع في الشوارع حيث اصبح الماء البارد ننظر اليه بحسرة وترقب وخوف من تلك الامراض التي نسمع عنها باستمرار. وأقترح عامر عبد الله (طالب جامعي) على وزارة الصحة متابعة معامل الثلج والانابيب التي تستخدم فـي صناعته واختبار مدى صلاحيتها . واضاف يجب التأكد من قبل لجان خاصة بعدم تلوث المياه الداخلة في عملية صناعة الثلج وخضوعها الى أجهزة تقطير تكون باشـراف وزارة الصحة. أما محمد حسان احمد (طبيب باطني) فقال: ان أكثر الامراض التي تردنا الى العيادة هي (التيفوئيد) الذي غالباً ما يصاب به المرضى من جراء المياه غير النظيفة التي يشربونا يومياً ، ربما تكون مادة الثلج الملوث الذي يباع في الشوارع ولا أحد يعرف مصدره دون رقابة  هو المسبب الرئيس في هذه الامراض لذلك ننصح بالابتعاد عن شرائه عندما تكون شوائبه واضحة للعيان وذات لون داكن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل

الداخلية: طرد أكثر من 4 آلاف منتسب وإحالة 15 ألف قضية إلى المحاكم

ائتلاف المالكي يحذر من عودة المفخخات والتهديدات الارهابية الى العراق

طقس صحو والحرارة تنخفض بعموم العراق

الفصائل تهدد "عين الأسد" بسبب احتمالات بقاء الأمريكيين فترة أطول في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ذي قار تستعد للصيف القادم بـنصب 3 محطات ثانوية و22 محطة متنقلة

أفة المخدرات.. خطر يهدد الشباب والمجتمع في الأنبار

السفير الصيني في بغداد: العراق أهم شريك في المنطقةبمشروع «الحزام والطريق»

الأحد المقبل عطلة رسمية

الكوليرا والفشل الكلوي.. الأمراض تتفشى بسبب تلوث المياه في العراق!

مقالات ذات صلة

التقاسم السياسي والتشبث المناطقي يضاعف أزمة ناحية محمد سكران في ديالى
محليات

التقاسم السياسي والتشبث المناطقي يضاعف أزمة ناحية محمد سكران في ديالى

 ديالى / محمود الجبوري تصاعدت ازمة الاعتراضات الشعبية الرافضة لتنصيب مدير جديد لناحية محمد سكران في محافظة ديالى الى تهديدات باعتصامات مفتوحة امام مبنى الحكومة المحلية وقطع الطريق الرئيسي في قلب بعقوبة.ناحية الإمام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram