اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: السبق الاعلامي!!

العمود الثامن: السبق الاعلامي!!

نشر في: 4 ديسمبر, 2022: 12:32 ص

 علي حسين

الحمد لله استطاعت "القناة الرابعة" التي تملكها إحدى النائبات من ذوات الصوت العالي أن تنافس وبقوة شبكة فوكس نيوز التي يملكها الملياردير روبرت مردوخ، والمفرح أن مدير قناة الرابعة استطاع أن يكلل مسيرته الإعلامية بعمل استقصائي تفوق فيه على الأمريكي بوب ودورد الذي كشف للعالم فضيحة ووترغيت التي أطاحت بالرئيس الأمريكي نيكسون،

فالقناة ومديرها تمكنا وبشطارة من أن يكشفا للشعب العراقي سراً خطيراً يهم مستقبل هذه البلاد، حيث عرفنا أن رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي يمكن أن ينام، وأنه يغفو في الطائرة، وهللت القناة لهذا الحدث الخطير، فخرجت علينا بالخبر الذي يقول: "ما لم ينشر سابقاً.. صورتان لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي وهو نائم أثناء سفرياته"، ياسلام على الإعلام.

قيل الكثير فى أسباب تدهور الخطاب الإعلامي في بلاد الرافدين ، لكن لا أحد يريد أن يخبرنا كيف انقضّت هذه الفضائيات على المشاهد العراقي، وكيف تحول الاعلامي الى اداة تستخدم لاشاعة الفوضى من خلال فضائيات تريد أن تسطو على تفكيرالناس وتتلاعب بمشاعرهم ، برامج وحوارات واخبار تتغذى على الشحن السياسي والطائفي، يظن اصحابها أن الإثارة تعني الضحك على عقول المشاهدين.

كلما أشاهد برامج التوك شو العراقية وتلفيقاتها أتذكر المذيع الراحل لاري كينغ الذي كان يسمى "صاحب الحمالات" وقد ارتبط اسمه بأبرز أحداث العالم، وأتذكر أنني قرأت حواراً له نشر في صحيفة الشرق الأوسط قال فيه إنه ظل يسعى خلال نصف قرن من عمله أن يبتعد عن تقديم الدروس للمشاهدين، وأن لا يُدخلهم في منازعات لا تحترم مهنة الإعلام، فيما تصر فضائياتنا على ان تضع المشاهد أمام صرخات، ولوثات لضيوف يناصبون الشعب العداء لأنه يتآمرعلى رمز العملية السياسية، ولن يجد المشاهد نفسه ينظر إلى قفشات عباس البياتي أو دروس حمد الموسوي في "النهب المصرفي"، عندما سُئل لاري كينغ عن قواعده في العمل، قال إنه خلال مقابلاته لا يستخدم كلمة أنا، ولا يدلي برأيه، ويوجه أسئلة قصيرة، ويحرص على أن يكون مُطلعا وملماً بالأشياء والشخصيات التي يحاورها، وأن يكون ممتعاً، والأهم؛ أن لا يقدم أخباراً ملفقة من عينة أن بغداد ستُحول إلى جنة أرضية خلال أشهر قليلة.

صورة الكاظمي والتي رافقتها فرحة غامرة للقناة لأنها استطاعت أن تقدم سبقاً إعلامياً، أجدها اليوم تثير الأسى وأيضا تثير الاشمئزاز من مرحلة التدهور التي وصلت إليها بعض الفضائيات ، والتي تحولت إلى منابر لبث الطائفية والكراهية وتسعى لصنع الجهل والغفلة لتبرير ضحكات السياسيين على مساكين هذا الشعب، وقد كانت القناة الرابعة صادقة عندما كتبت عن صورة الكاظمي عبارة " ما لم ينشر من قبل " لان الاعلام الذي يحترم عقل المشاهد لا يمكن ان ينشر مثل هذه الصور .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram