جلال حسنمن يمر من أمام مواقع الطمر الصحي في بغداد، يشاهد تلالا من النفايات المتراصة تغطيها سحب دخان كثيف وروائح تزكم الانوف وعشرات الاطفال والنساء يفتشون عن اشياء يبتاعوها من القناني الفارغة و(القواطي) والبلاستك ، وبعضهم يفتش بدقة كأنه يبحث عن مجوهرات !.
غالبية هذه المناطق التي يتم بها التخلص النهائي من النفايات تشعل النار فيها عن عمد ما يعرض البيئة المحيطة إلى خطر الأمراض، وعدم توفر المعدات اللازمة لعمليات التغطية المباشرة لمنع حدوث الاشتعال داخل المدافن.معظم دول العالم تستفيد من نفايات مدنها، بتحويلها الى شكل كتلة حيوية لمصدر طاقة متجددة ، سوى كانت هذه الكتلة روث المواشي او نشارة الخشب او جذوع الاشجار او ما ترميه العوائل في القمامة ، يمكن لهذه المواد وغيرها ان تكون مصدرا للوقود والتدفئة والكهرباء ، وبذلك تكون مصدرا ممتازاً للطاقة ، لان احتراق هذه المواد يطلق كميات قليلة من غاز ثاني اوكسيد الكاربون ، قياسا باحتراق النفط والغاز ، وبالتالي لا تضر الطبيعة ولا تتأثر في المناخ .كثير من الدول استحدثت مصانع وصلت الى الآلاف لهذه النفايات مع تعاظم الحاجة الى مصادر للطاقة فضلا عن ان التخلص من هذه النفايات يشكل حماية للبيئة والطبيعة.أن صناعة تدوير النفايات تحتاج إلى استثمار برؤوس اموال كبيرة ، لانه يساهم بحل مشاكل كثيرة على مستوى البيئة والبطالة و أيضا يحقق مكاسب مادية .ان القمامة لها قيمة اقتصادية جيدة بحسب ذوي الشأن من الاقتصاديين ، في الوقت الذي لها اضرار بيئية وصحية، والتخلص منها يحتاج استرجاع قيمتها بشرط استخدام الطرق السليمة.ومن الظواهر الخطيرة والتي بدأت تنتشر بغياب المراقبة الصحية، هي قيام بعض المصانع استخدام بعض المخلفات في اعادة تصنيع العاب الأطفال فضلا عن استغلال مخلفات المستشفيات وإعادة تصنيعها في حفاضات الاطفال والنساء الى جانب الاكياس البلاستيكية التي تدخل في حفظ المواد الغذائية والاطعمة ما يساهم بحالات التلوث والتسمم. ما تقدم يمكن القول ان وزارة البيئة ليس لها أي علاقة بالموضوع ،وكأن الامر لا يعنيها نهائيا ، وواجب امانة بغداد جمع القمامة في اماكن معلومة وبعد ذلك يتم نقلها بسيارات المتعهدين الى مواقع الطمر.ان غياب التكامل بين الدوائر الحكومية، وقصور النظم المؤسسية وعدم وضوح الأدوار والمسؤوليات وانخفاض الوعي البيئي وسوء السلوكيات في التعامل مع مشكلة ذي ابعاد متشابكة يشكل حاليا ومستقبلا أخطارا وكوارث بحاجة الى وقفة جادة.jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : تدوير النفايات
نشر في: 23 يوليو, 2010: 07:41 م