عامر القيسي منذ أربعة أشهر اضاف السادة المسؤولون عن مصائرنا السياسية والأمنية، مصطلحا جديدا الى القاموس السياسي العراقي وهو "خلال اليومين المقبلين" فالاجتماع البرلماني  خلال اليومين المقبلين، وحلحلة ازمة تشكيل الحكومة خلال اليومين المقبلين، والتقاء رؤوس القوم خلال اليومين المقبلين،
 واعلان تحالف خلال اليومين المقبلين، والاعلان عن مرشح التسوية خلال اليومين المقبلين، كل امور حياتنا بدت من وجهة نظر نخبنا السياسية قابلة للتطبيع والتطبع خلال اليومين المقبلين. المثير للاستغراب في استخدام هذا "المصطلح" انه مهيأ للاستخدام المزدوج من قبل الاطراف السياسية  المتنازعة "خلال اليومين المقبلين" عند هذا الطرف هو موعد الحل والحلحلة و"خلال اليومين المقبلين" عند الطرف الآخر هو موعد العودة الى المربع الأول أو الاستنجاد بالامم المتحدة لحل اختلافاتنا الوطنية! وخلال اليومين المقبلين من الممكن ان تظهر لنا اختراعات حلول جديدة للأزمة، ربما يكون بريمر جديد أحد اشكالها، خصوصا وان اجتماعا لمجلس الأمن الذي سيناقش القضية العراقية سيعقد خلال اليومين المقبلين. و"على هالرنه طحينج ناعم" تحول اليومان المقبلان الى زمن مفتوح، ووسيلة للمناورة والضغط السياسيين، واصبحت عصا التخويف للآخرين ،بما يعني تهديدا بالاتفاق أو الاختلاف خلال اليومين المقبلين، ان لم يتحقق كذا وكذا. "خلال اليومين المقبلين" اضافة ابداعية لنخبنا السياسية المسؤولة، تضيفها، والشهادة لله، لادائها المبدع في العملية السياسية، وقدرتها المثيرة للاعجاب على وضع النقاط  فوق  الحروف وحل المشكلات بأقل الخسائر وأكبر المغانم للشعب العراقي بغض النظر عن الانتماء الحزبي والطائفي، وهذه حقيقة يعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء، لان هذه النخب اعطت المثال النموذجي لعدالتها وعدم انحيازها الحزبي والفئوي والعشائري  وكل هذه "الانجازات" ما كانت لتحصل لولا سياسة" خلال اليومين المقبلين "المثيرة للجدل والاعجاب والانتقادات الواسعة من قبل بعض الاطراف الخبيثة والتي تريد الاصطياد في الماء العكر. خلال اليومين المقبلين، طفرة نوعية في العمل السياسي ينبغي أن تدرس في الاكاديميات السياسية العالمية لنضيف للعالم خبرة جديدة مثلما فعلنا قبل ستة آلاف سنة في مجالات اخرى للحياة والتحضر. البعض يتساءل جاهلا عن نوعية الخلايا الدماغية التي ابدعت فاخترعت هذا المصطلح البنيوي في القاموس السياسي ليقلب التفكير رأسا على عقب "خلال اليومين المقبلين" ارباك للامبريالية العالمية وربيبتها اسرائيل، و"خلال اليومين المقبلين" سنتفق على الرئاسات الثلاث، وبعدها بيومين فقط سينطلق القطار الحكومي بلا منغصات ولا محاصصات ولا تقسيمات رياضية للكراسي، و" خلال اليومين المقبلين"سنبعث كل الرسائل الضرورية للعالم عن جديتنا في بناء التجربة العراقية الرائدة خلال اليومين المقبلين فقط !! من المعيب حقا ان يستدرجنا ، نحن جمهور الناخبين ، السياسيون الذين انتخبناهم الى فخ اليومين المقبلين، الذي يشبه حقنة المورفين ما ان نفيق من خدرها حتى نزرق بحقنة "خلال اليومين المقبلين"  أخرى سيئة الصيت والسمعة. يوم الانتخاب لم نقل للمرشحين امهلونا يومين آخرين ريثما نفكر ونتفق على من نصوت، لم نخترع مثل هذا الكلام وانما التزمنا بالموعد في اليوم والساعة والدقيقة ووفينا بما علينا، فهل يفعلها النواب "خلال اليومين المقبلين" وينقذونا من ازمة توزيع المناصب وليس تشكيل الحكومة!!..