بغداد/ اكانيوزفيما تجري مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن هروب اربعة سجناء من معتقل كروبر غرب العاصمة بغداد بعد مضي اسبوع على تسلمه من القوات الاميركية، عبر عراقيون عن تخوفهم بشأن مستقبل العملية الامنية، منتقدين ما وصفوه بـ"مسلسل" هروب السجناء من المعتقلات التي تدار من قبل الاجهزة الامنية العراقية والتي كان آخرها هروب أربعة معتقلين خطرين من سجن "كروبر" بمطار بغداد الدولي.
وقال لطيف احمد (43 عاما) إن "الحديث عن هروب سجناء من معتقل يخضع لاجراءات امنية مشددة لم يسمع في جميع انحاء العالم سوى في العراق فقط، فالحادثة تكررت لاكثر من مرة ولاتوجد حلول من الجهات المسؤولة".ويجد أحمد أن "هروب السجناء من معتقل سلم حديثاً لقوات الامن العراقية يدل على أن الاخيرة غير قادرة على تولي المسؤوليات الامنية وبالتالي فان رحيل القوات الاميركية سيفتح باب الخروقات الامنية المتعددة"، على حد قوله.وأضاف أن "حادثة هروب السجناء من المعتقلات العراقية سابقا وعدم محاسبة المقصرين أو المسؤولين عن حالات الهروب شجع البعض على المساعدة في تسهيل هروب السجناء مقابل مبالغ مالية".من جهته قال عبد الله كامل (35 عاما) إن "السؤال الذي يتبادر الى الاذهان هو لماذا لم يقدم من قيل عنهم انهم معتقلون خطرون الى القضاء وتنفذ فيهم العقوبات لغاية الان، لاسيما ان الانباء اشارات الى أن من بين الهاربين من معتقل كروبر هما وزيرا الداخلية والمالية في دولة العراق الاسلامية".وقال كامل أن "على الحكومة العراقية، اذا ما كانت جادة في اجراءاتها القانونية، فتح تحقيق عاجل على مستوى عال لمعرفة ملابسات هروب السجناء الاربعة ومن هي الجهات المستفيدة وكيف تم خلال اسبوع تخطيط وتنفيذ عملية الهروب".واضاف كامل أن "على الحكومة كشف نتائج التحقيق بشأن هروب السجناء سابقا من معقتل في محافظة نينوى وهم ايضا مرتبطون بتنظيم القاعدة، وعليه ايضا كشف نتائج التحقيق بشأن سجن كروبر للتأكد من ان الحكومة تتابع بدقة ملف السجناء".من جانبه قال جاسم العلياوي وهو استاذ جامعي أن "المتتبع لوضع السجون التي تدار من قبل الاجهزة الامنية العراقية يجد أنها تعاني الكثير من المشاكل والتي تتطلب نهضة واسعة لتجاوزها"، واضاف أن "حماية السجون يجب ان تكون مشتركة من قبل العديد من الاجهزة الامنية، فلا يمكن بأي حال ان تبقى السجون تابعة لوزارة العدل، بل يجب ان تشترك لجان من الحكومة ووزارات الدفاع والداخلية والاستخبارات والامن الوطني بملف حماية المعتقلات".ونقل عن مصدر امني امس الاول ان اربعة من قادة تنظيم القاعدة من بينهم وزيرا الداخلية والمالية فيما يسمى بـ"دولة العراق الاسلامية" المرتبطة بالقاعدة، هربوا من سجن "كروبر".الى ذلك.. طالبت لجنة الامن والدفاع النيابية السابقة، امس الجمعة، بمحاسبة المسؤولين عن هروب اربعة سجناء من معتقل كروبر غرب العاصمة بغداد بعد مضي اسبوع على تسلمه من القوات الاميركية.وقال عادل برواري: انه "يجب محاسبة المسؤولين عن هروب السجناء الاربعة من معتقل كوبر الذي تشرف عليه وزارة العدل".وأوضح برواري أن "وزارة العدل تتحمل كامل المسؤوليات الخاصة بحماية السجن وامور السجناء"، مبينا أن "هروب السجناء يدل على أن هناك خرقاً في صفوف القوات الامنية المسؤولة عن حماية السجن".واضاف برواري أن "حادثة هروب سجناء خطرين تتطلب فتح تحقيق عاجل وعلى اعلى المستويات لمعرفة الجهات التي تقف وراء تسهيل الهروب".وتسلمت السلطات العراقية ممثلة بوزارة العدل رسمياً الخميس الماضي سجن كروبر الواقع قرب مطار بغداد الدولي، وهو آخر المعتقلات التي كانت تديرها القوات الاميركية.وأبقت القوات الاميركية 200 معتقل بينهم ثمانية من مسؤولي النظام العراقي السابق تحت ادارتها، بحجة أنهم "يشكلون خطرا على أمن القوات الاميركية".ويضم السجن 1500 معتقل بينهم عدد من كبار المسؤولين في النظام السابق تم تسليمهم الى الجانب العراقي.وكانت القوات الاميركية قد افتتحت سجن كروبر بعد الحرب على العراق في نيسان عام 2003 قرب مطار بغداد الدولي، وخصصته لكبار المسؤولين السابقين وقادة الجماعات المسلحة الذين يشكلون خطرا عليها، وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين، احد اهم المعتقلين فيه.