TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ألوان حيدر البرزنجي

العمود الثامن: ألوان حيدر البرزنجي

نشر في: 8 ديسمبر, 2022: 12:44 ص

 علي حسين

ستحكي لنا الأيام أنّ مجموعة من المتلونين مرّوا على هذه البلاد، تاركاين للأجيال حكايات عن السقوط في مستنقعات الانتهازية والصراع على المنافع، وبالمقابل ستتذكر الأجيال مواطنين شجعان نجوا من طاعون الطائفيّة والتلوّن، وبضمائرهم اليقظة قدموا دروساً في حب الأوطان.

كنت أنوي أن أخصص عمود اليوم للحديث عن ذكرى صاحب الابتسامة الراحل عبد الحسين عبد الرضا الذي كان يذهل المشاهدين بطاقته على نشر البهجة، ويرغمهم على أن يضحكوا معه، إلا أن تغريدة نشرها "العلامة" حيدر البرزنجي يحرض فيها على مواطن عراقي ذنبه الوحيد أنه لم يسرق أو يحتال أو يدعي أنه يحمل لقب دكتور، هذا المواطن " حسين سعدون مذنب لانه يتحدث في الثقافة ويحاول إشاعة المعرفة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ويشرح للشباب مفاهيم العدالة والحرية والتخلف، ويتنقل بين علي الوردي وكانط وطه حسين وهادي العلوي وسارتر، وهذه في نظر "المفكر" حيدر البرزنجي أسماء تتآمر على التجربة الديمقراطية في العراق التي حولت شخصاً مجهولاً مثل محللنا السياسي حيدر البرزنجي إلى دكتور في الوهم، وصاحب مركزا للبحوث باسم "ألوان" يمارس من خلاله كل ألوان الخداع والضحك على الناس بشعارات زائفة وتغريدات تحريضية وأحاديث عن السياسة التي يرى أنها تتطلب "شخصاً متقلباً". نظرية لم تبلغ مخيّلة مكيافيللي في محاولة اللعب على الكلمات وتزويق الانتهازية على أنها فنّ السياسة.

حكاية حسين سعدون، تذكّرني بما جرى للمفكّر الإسلامي المصري خالد محمد خالد حين قُدّم عام 1955 للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان بعد أن أصدر كتابه الشهير "هذا أو الطوفان" والذي أراد أن يقول فيه: الإسلام دين للتسامح والمحبّة ولا علاقة له بإنشاء الحكومات، وفي كلمات كأنها تقال هذه الأيام يكتب: "الحكومة الدينيّة لا تستلهم مبادئها وسلوكها من كتاب الله وسنّة رسوله بل من نفسيّة الحاكمين وأطماعهم ومنافعهم الذاتية، وهي تعتمد في قيامها على سلطة غامضة لا يُعرف مأتاها ولا يُعلم مداها... وحين تسأل عن دستورها، تقول الدين، هو القرآن، لقد استغلّ بعض الحكّام بعض آيات القرآن استغلالاً مغرضاً، كما استُغلّت الآيات نفسها إبّان الصراع بين الإمام علي ومعاوية والخوارج. ما كانوا يقدّمون من الآيات والأحاديث هي نفسها الآيات والأحاديث التي كان يُحرِّض بها أصحاب معاوية على قتال الامام علي ، كما قَتل الطاغية يزيد، الامام الحسين ، مبرِّراً فعلته هذه بآية وحديث استمسك بهما".

ولأنّ السيد حديدر البرزنجي وضع حرف الدال قبل اسمه، أتمنى عليه أن يذهب إلى شارع المتنبي، هناك يجلس المواطن حسين سعدون يبيع الكتب، ليشتري منه نسخة من مذكرات ديغول التي يقول فيها: لا يُخرب السياسة مثل الكذب!.

إلى أين ستذهب "نكات" حيدر البرزنجي؟ إلى صفحة في التاريخ اسمها من عجائب العراق!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram