علي حسين
مطلوب وبالسرعة الممكنة إلحاق أعضاء البرلمان العراقي ضمن طاقم المنتخب المغربي لكرة القدم، ربما يتعلمون شيئاً من مدرب اسمه " وليد الركراكي " يبلغ من العمر "46" ا قاد بلاده باصرار ومثابرة لأن تُصبح أول بلد إفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم..
المدرب الذي تسلم مهمة قيادة الفريق قبل خمسة أشهر قال إن خلطته السحرية للفوز تتكون من كلمات قليلة وهي "الإخلاص، الجدية، الحلم "، قال للصحفيين: "لمَ لا نحلم بالفوز بكأس العالم؟". فيما تسلم نوابنا هذه البلاد منذ اكثر من خمسة عشر عاما ، لكننا كل يوم نتلقى عشرات الاهداف الفاشلة تدمر مستقبل العراق .
تعذرون العبد الفقير لله لأنه يترك الإنجازات الكبيرة التي تحققت في بلاد وادي الرافدين ويخصص عموداً للحديث عن دموع رونالدو وحكاية المدرب المغربي، ورغم انني " غشيم " فيما يتعلق بكرة القدم ونجومها ، فهي موضوع لا اعرف عنه الشيء الكثير . لكن هذا المدرب الذي اصر على ان يضع بلاده على خريطة اخبار العالم ، مثلما وضعنا ساستنا على خارطة الفشل ، ، وكما تعرفون، مثلما تتباهى المغرب بمدربها الكركي فاننا بالتاكيد سنباهي الشعوب باننا وضعنا مثنى السامرائي على راس لجنة النزاهة ، ليصبح خطيبا مفوها في محاربة الفساد كوميديا
بالأمس وأنا أشاهد لاعب كرة قدم بنجومية البرتغالي رونالدو يذرف الدمع لأن فريقه خرج من المونديال.. تذكرت الخسارات التي مرت بالعراق بسبب ساستنا "الأشاوس" دون أن يخرج علينا سياسي أو مسؤول ليعتذر، يرفض ساستنا أن يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن للسياسي "الجهبذ" أن يذرف الدموع وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطباً ومعارك نارية ؟.
عندما يتم تخريب بلد في كل المجالات من الصناعة ومرورا بالزراعة والتعليم ، فلا تسأل ما هي احوال كرة القدم في العراق ؟ .
بلد في وضح النهاريتحدث ساسته ليل نهار عن مكافحة ومحاربة الفساد ، في الوقت الذي تسرق اموال الدولة غبي وضح النهار .. فإننا بالتأكيد سائرون في طريق الخراب، ولسنا "سائرون" في طريق الحصول ولو على مقعد صغير في نادي الدول الناجحة .إلى متى سيظل أعضاء فريق الفاسدين واللصوص وسارقي أموال الناس بمأمن من العقاب، التستر عليهم وعدم تقديمهم للعدالة إلا بعد سفرهم خارج البلاد؟.
للأسف تركت مؤسسات الدولة للصوص الذين قسموا البلد إلى دويلات وممالك صغيرة فيما بينهم، فيما برلماننا " الموقر" يسعى لتسجيل اهداف في مرمى العراقيين من خلال قوانين تطارد الناس حتى في احلامهم .