سعد المشعل
مع مرور الوقت اكتسبت المُبارزة العراقية مزيداً من الدقّة والفعّالية، وتطوّرت بكلّ المقاييس والإتجاهات من خلال إدارة القائمين على الاتحاد الذين أعدّوا منهاجاً كبيراً لتطويرها نحو الأفضل.
مسؤولو الاتحاد أقاموا دورات داخليّة وخارجيّة برعاية الاتحاد الدولي للمُبارزة أدّت إلى بروز مدرّبين أستفادوا كثيراً وأحدثوا تغييرات في أنماط سلوك المبارزين باللعبة، واليوم نرى تطوّرهم وتألّقهم من خلال بصماتهم الواضحة لإخراج مبارزين بشكل صحيح ومتكامل ليتعاملوا معهم بمهارة وبأفكار واسعة المعاني عن فن استخدام سلاح اللعبة بثلاثة أنواع (الشيش وسيف المبارزة والسيف العربي).
المُبارزة اليوم تحظى بركن ثابت ضمن دورات الألعاب الأولمبيّة، فهي الرياضة النبيلة حيث تعد من أقدم الألعاب الأولمبيّة، ومن الضروري الأعتناء بهذه اللعبة وتطوير مبارزيها لأنهم يحتاجون الى صفاء الذهن والتفكير السديد والرشاقة والمرونة وسرعة الاستجابة واللياقة التي تساعد حركة الذراع الذي يحمل السيف بالإضافة إلى القدرات والمتغيّرات البدنيّة والحركيّة مثلها مثل أية لعبة أولمبيّة أخرى.
ولتحقيق متطلّبات العمل الرياضي ولمنحهم الفرصة الكاملة في توسيع اللعبة وأكتشاف المواهب ورعايتها يجب دعمهم ومساندتهم في كافة الأمور التي يحتاجها الأتحاد ليبقوا متواصلين مع أهم التحوّلات التي طرأت على المبارزة في عصرنا الراهن!
لا غرابة إذاً في رواج فن المُبارزة في جميع محافظات العراق لأكتشاف المواهب لتعود الحياة لهذه الرياضة وتصبح لها أنديتها ومدارسها على أمتداد محافظات الوطن، وتتوّج تلك الجهود بالمتابعة الميدانيّة للمكتب التنفيذي للاتحاد ومدرّبيها ولاعبيها ومشرفيها.
هذا غيضُ من فيض بالطبع لنشاطهم اليومي والاهتمام بالقاعة الرياضيّة الخاصّة بهم لمن يمتلك المواصفات العالميّة التي سترى النور قريباً، إذ يصعب حصر الدور الكبير الذي لعبه الاتحاد في تطوير المُبارزة الأولمبيّة وهو الآن في عزّ زهوه وتألقه، ونتمنّى دعم هذه اللعبة وتوفير كل ما تحتاجه، ولا نتمنى إخماد جذوتها أو تناسي ذكرها من قاموس الاهتمام الرياضي لأنها لعبة النُبلاء، ورقى القائمين على اتحاد المُبارزة برئيسها زياد حسن الذي اختير من قبل رئاسة الاتحاد الدولي رئيساً ومشرفاً على لجنة التجهيزات في بطولة العالم التي ستقام في بلغاريا شهر نيسان من العام 2023 برفقة د.علاء عبدالله لقيادة منافسات البطولة بعد نجاحه الكبير في قيادة نهائي كأس العالم للمُبارزة بين منتخبي فرنسا وكوريا الجنوبية التي أقيمت أحداثها في سويسرا وكذلك العمل الدؤوب لأعضاء الاتحاد جميعاً الذين وضعوا خططاً ومنهاجاً متطوّراً والحد من الأخفاقات للتأهّل إلى النهائيّات في كلّ البطولات التي يشاركون بها في هذه اللعبة الجميلة والحفاظ على متعتها وأكتساب العديد من الميداليّات في جميع البطولات القادمة.
لا ننسى الدور الكبير الذي قام به د.عادل فاضل الأمين العام للجنة الأولمبيّة السابق لإنهاض واقع المُبارزة العراقيّة عندما كان رئيساً لهاً.
يسعى رئيس وأعضاء هذا الاتحاد النشط الى توفير كافة المستلزمات، وإضافة التطوّرات التي أجريت لمواكبة فن الحركات الرياضيّة وذلك باستخدام الأجهزة الحديثة المتطوّرة التي تعتمد على التقنيّات الإلكترونيّة لتشمل جميع الأدوات التي يستخدمها اللاعب من ملابس وتجهيزات وأسلحة أجهزة التحكّم لأنهم يدركون أهميّة هذه اللعبة التي لها تاريخ طويل في المجال الأولمبي والعالمي كلعبة رياضيّة أخذت على عاتقها إحياء التاريخ بنكهة الحاضر على أيدي الأوفياء.