TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > ولي حاجة عند العراق وأهله

ولي حاجة عند العراق وأهله

نشر في: 13 ديسمبر, 2022: 11:08 م

عبدالله حبه

" القسم الثامن "

ولابد من الإشارة الى أن ملاحقة الإنتلجنسيا السوفيتية إستمرت في سنوات ما يسمى " البيريتسرويكا" أيضا. ففي عام 1977 طرد من إتحاد الكتاب ف. كورنيلوف وأ.كوبيليف. وأنا عرفت الأخير من مقالاته حول توماس مان.

وقد شارك مرة في مؤتمر كنت مشاركة فيه أيضا. وفي عام 1983 أضطر غ.فلاديموف الى مغادرة الإتحاد السوفيتي بعد إصابته بالنوبة القلبية مرتين وبسبب الملاحقات والتحريات. وكتب في رسالة نشرت لاحقا بصدد خروجه من إتحاد الكتاب إن كوكبة من الأشخاص الممتازين والموهوبين لا يبقون في الإتحاد بصورة قسرية. كما لم يسمح الى بوريس باسترناك بالسفر الى النرويج لتسلم جائزة نوبل. بينما أرسل الى المعتقل ثم إبعد الى الخارج يوسف برودسكي.ودخل المعتقلات سينيافسكي ودانييل. علما إن سولجينتسين قد عانى ليس من المعتقلات فقط، بل والنفي بعد أن أصبح كاتبا شهيرا. وفي أثناء وجودهم في الغرب كتب هؤلاء أنهم سيسعون بلا حقد وحنق الى أداء واجبهم ككتاب بالرغم من جميع العقبات.

وبعد وفاة الشاعر أ.تفاردوفسكي علم إن شقيقه قد تعرض الى القمع وارسل الى المنفى. وبعد إطلاق سراحه أصبح حامي بيت الأسرة وتولى الحفاظ على ذكرى شقيقه - فجمع سوية مع إرملة الكاتب أرشيفا كبيرا ونشر العديد من مقالاته.ويشبه عملها مأثرة آنا دوستويفسكايا ودور يلينا بولجاكوفا في هذا المجال. علما إنها كانت زوجة الشاعر فحسب. وقد دافعت عنه بإخلاص في أوقات الشدة ومن تهجمات الحاقدين، والأحكام الجائرة، وشدت من أزره في السنوات الصعبة. وبعد وفاتها جاء في نعيها من قبل الحاضرين القول: يبدو إننا نودع الشاعر نفسه مرة أخرى.

إشتركنا في مجلة " نوفي مير" حينما كان تفاردوفسكي رئيسا للتحرير فيها. وعرفنا منها الكثير من الأمور الجديدة في عالم الأدب. وأنا أحتفظ بمجموعات هذه المجلات حتى الآن كشاهد على تزجية الوقت في المطالعة المحبوبة.

عرف غائب الشاعر يفتوشينكو وإلتقاه مرار في دار النشر " التقدم"، لكنه أبدى الإهتمام بصورة خاصة بالشاعر فوزنيسينسكي الذي كان يستمع إليه حشد كبير من المستمعين في الفاعات وحتى في الملاعب الرياضية،حينما كان يتلو أشعاره. وإعتبر غائب أن الشئ الرئيسي في الكاتب هو الضمير والصدق. وإن سلطة الكاتب على القراء تكمن في كلمته. أما حين يصبح الكاتب رجل سياسة بإستغلال مكانته الإجتماعية فإننا نفقد عندئذ الكاتب كما لا نكسب رجل السياسة.

كما ترجم رواية لقسطنطين فيدين. وفيما بعد عرف أن الكثيرين يحتقرون أعمال فيدين " الأخيرة" بسبب نزعته التوفيقية والإنتهازية.

في أعوام السبعينيات طالعت في مجلة " نوفي مير" رواية فالنتين كاتايف التي ذاع صيتها وعنوانها "تاجي الألماسي". وتضمنت وصفا ممتعا للأوساط الأدبية في الفترة السوفيتية. وقال غائب ساخرا أين مكانة الكاتب نفسه إذا ما كان مثل هؤلاء الكتاب المعروفين هم بمثابة التاج بالنسبة له. وقلت أنني أعرف شيئا واحدا هو روايته الشهيرة – بفضل الإذاعة والسينما – وعنوانها "شراع أبيض وحيد" حول الثورة في مدينة بحرية وأبطالها صبيان هما جافريك وبيتيا.

دار الحديث بيننا حول بورخيس ونابوكوف اللذان يعتبران من أشهر كتاب القرن العشرين الذين لم يحصلوا على جائزة نوبل. فقال غائب: هل هما يستحقانها (أي يستحقان الجائزة)؟ علما إنه قرأ نابوكوف اما بورخيس فلم تتسن له الفرصة لمطالعة أعماله. وبرأيه إن القمة الرئيسية للجائزة تكمن في أنها توسع دائرة القراء.

إننا نتعرف على الكتاب الجدد في غالب الأحيان ليس عبر الكتب،بل بواسطة المجلات، ومنهم ف. اكسيونوف وم. بولجاكوف وبلاتونوف وجروسمان ودومبروفسكي وبريستافكين الذين حازوا على الشهرة بواسطة النقاد. وقرأ غائب كتابي ي.ديدكوف " الماضي والحاضر" و س. سيميونوف " عائلة الأفكار" ومقالات ي. زولوتوسكي التي غالبا ما تنشر في صحيفة " ليتيراتورنايا جازيتا". علما بأنهم يعتبرون " فرسان النقد الإجتماعي".وفعلا ساد النثر الإجتماعي في الأدب في تلك الأعوام.

لقد حازت على شهرة كبيرة رواية ف. أكسيونوف " تذكرة الى النجوم". وكتب النقاد ومنهم س.راسادين عن " الشهرة الشبيهة بالصاعقة " التي إكتسبها الكاتب. لكن هذه الشهرة لم تدم طويلا. فسرعان ما أصبح هذا الكاتب ذو الأفكار الحادة من المغضوب عليهم وإضطر الى مغادرة الإتحاد السوفيتي.علما إن أكسيونوف لم يصبح كاتبا برجوازيا ولم يبع قلمه الى الغرب، كما كتبت الدعاية السوفيتية آنذاك، والشئ الرئيسي إنه إستطاع أن يحتفظ بإصالته. ومنذ فترة قريبة إحتفل أكسيونوف بعيد ميلاده السبعين وروى في مقابلة صحفية أن الغربة كانت صعبة ولحظة حرجة في حياته وقال:- " فمن جانب أنا تحديت النظام القائم الذي أبعدني عن بلدي. ومن جانب آخر كنت في حالة يأس..وضغط نفسي شديد».

وبفضل العمل في الجامعة بواشنطن إستطاع أكسيونوف كسب وضع مستقر وواصل الإبداع وكتب عدة روايات قصيرة وطويلة منها رواية " الملحمة الموسكوفية" التي أخرجت للسينما عندنا في عام 2005. وفي عام 1990 أعيدت الجنسية السوفيتية الى أكسيونوف، وتحدث مرارا من التلفزيون عن الأدب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دراسة: الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

ما حقيقة استقالة وزير النفط؟

البرلمان يعتزم اطلاق دورات تثقيفية "إلزامية" للمقبلين على الزواج للحد من العنف والطلاق

(المدى) تنشر قرارات جلسة مجلس الوزراء

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram