TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > شمس العراق أجمل من سواها

شمس العراق أجمل من سواها

نشر في: 13 ديسمبر, 2022: 11:09 م

حسن مدن *

أخيراً تحقق الحلم. قرّت العين برؤية بغداد بعد عقود مرّت على رؤيتي لها آخر مرة، قبل نحو خمسة وأربعين عاماً. عشت في بغداد عاماً كاملاً مطالع الشباب، توزع بين عامي 1976 – 1977. كان عمري يومها نحو عشرين عاماً، وزرتها بعد مغادرتها مرة أو مرتين. بعدها أصبحت بغداد عصيّة. واحدة من أولى المدن العربية التي بتنا نتوق إلى رؤيتها، ولكن الظروف تحول دون ذلك.

لم تسعني الفرحة حين وصلتني دعوة، مشكورة ومقدّرة، لحضور معرض العراق الدولي للكتاب، من مؤسسة المدى، منظمة هذا المعرض، والمشاركة في لقاء ثقافي مع الجمهور. الفرحة تضاعفت مرات، حين وجدتني أخطو خطواتي الأولى في مطار بغداد، الذي كنت أحسب أني أعرفه جيداً. لكني في الحق لم أعرفه، ليس لأنه تغيّر، فقد بقي على ما كان عليه، تقادمت عليه العقود، لكننا لا نرى الأماكن بالعين نفسها حين تفصلنا عنها السنوات الطوال، فما بالك بالعقود. لقد خبرت هذا الشعور من قبل، غير مرة، فرؤية الأماكن والأشياء التي بعثت على حنين طويل، يفجّر دواخلنا حنيناً آخر إلى صورة تلك الأشياء والوجوه كما رأيناها أوّل مرّة، أو بالأحرى آخر مرّة.

كنت محظوظاً أن رحلة الطائرة التي سافرت عليها كانت نهارية. حين أعلن فريق الطائرة أنه بدأ الاستعداد للهبوط في مطار بغداد، انتقلت من حيث كنت أجلس إلى المقعد الملاصق للنافذة، الذي كان فارغاً لحسن الحظ، ورحت أحدّق في الأسفل. كانت بقايا ضباب تحجب الرؤية في البداية، قبل أن تخترقها الطائرة، ونجد أنفسنا وسط سماء صافية، فبدت بيوت بغداد في الأسفل، تتخللها أو تجاورها مساحات لافتة من الخضرة، لا تجدها في مدن أخرى.

كنت محظوظاً أيضاً أن بغداد كانت، طوال الأيام الأربعة التي مكثتها فيها، مشمسة، بعد مطر عرفته قبل وصولي. حين خرجنا، رفقة من استقبلني في المطار، إلى خارجه، شعرت بنسمات باردة، منعشة، تضفي على ذلك الجو المشمس بهجة وانتعاشاً. «الشمس أجمل في بلادي من سواها»، تذكرت، لحظتها، بيت بدر شاكر السيّاب هذا الذي جاء في قصيدة حنين إلى العراق، الذي كان بعيداً عنه ولو قليلاً، في الكويت يتلقى العلاج في الأسابيع التي سبقت رحيله. الأشياء والوجوه تحت شّمس العراق الشتوية مختلفة، ربما لأنها باعثة على حنين لزمن كان أجمل... للحديث تتمة غداً.

كاتب بحريني

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دراسة: الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

ما حقيقة استقالة وزير النفط؟

البرلمان يعتزم اطلاق دورات تثقيفية "إلزامية" للمقبلين على الزواج للحد من العنف والطلاق

(المدى) تنشر قرارات جلسة مجلس الوزراء

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram