TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: في انتظار الدحيح

العمود الثامن: في انتظار الدحيح

نشر في: 13 ديسمبر, 2022: 11:48 م

 علي حسين

منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً، شرعتُ في كتابة هذه الزاوية المتواضعة، وكنت خلال هذه السنوات أحاول طرح موضوعات لا تحاصر القراء بمزيد من البؤس، غير أنني أخجل أيضاً من أن أشغل القارئ بنكات جمال الكربولي عن محاربة الفساد، ونظرية عباس البياتي عن استنساخ القادة عن الإصلاح،

وأحاول وأنا أكتب مقالاً أن أعود فيه إلى بعض الكتب التي حالفني الحظ وقرأتها، فأجد أن مفكراً بحجم غرامشي يعترف بأن "الاستبداد ينتعش في زمن الفوضى"، والفوضى هي التي جعلت البرلمان العراقي يترك قوانين تخص الخدمات والتنمية ويصرّ على أن العراقيين بحاجة إلى قانون يحدد لهم متى يتظاهرون، وكيف يحترمون قادة البلاد وعدم الاقتراب منهم، وأن الإنترنت أثر في العراق على تطور الصناعة والزراعة، للأسف اليوم نجد العشرات من النواب يخرجون علينا ليصرخوا من شاشات الفضائيات "نحتاج إلى قانون جرائم المعلوماتية" لأن المواطن يتعرض إلى "مؤامرة خارجية".وطوال هذه السنوات كنت وما زلت أكرر باستمرار، أنني أحاول قدر طاقتي وتحملي، الابتعاد عن سير خط ساستنا "الأفاضل"، وأن أشغلكم بالحديث عن الكتب.

بالأمس وأنا أتجول في هذه الشبكة العنكبوتية التي اخترعها لنا البريطاني "تيم بيرنرز – لي"، والتي نستخدمها في مرات كثيرة لبث الكراهية، والسخرية من الذين نختلف معهم ، وترديد أسطوانة أننا علمنا البشرية القانون، من دون أن نحترم المرحوم حمورابي الذي حاول قبل ما يقارب الأربعة آلاف عام أن يرشد البشرية إلى شيء ينظم حياتهم أطلق عليه الشرائع أو القوانين. لكن المشرع العظيم لم يدر بخلده يوماً أن مسلته ستلقى الاحترام في بلاد الغرب، وستحتضنها بلاد "العم" ديغول الزعيم الذي أنقذ فرنسا من سطوة هتلر، فيما بلاد الرافدين استبدلت القانون بـ"الكعدة العشائرية". أعود لجولتي في الإنترنت حيث قرأت الهجوم الذي تعرض له صانع المحتوى المصري أحمد الغندور الشهير بـ"الدحيح"، وكنت منذ أشهر أتابع برنامجه على اليوتيوب ، فوجدته برنامجاً ممتعاً لتبسيط العلوم والقضايا الاجتماعية والتاريخية وتقديمها بشكل كوميدي خفيف وشيق، مع إرشاد المتابعين إلى الكتب التي يجب أن يطلعوا عليها. في مقابل الهجوم على "الدحيح" وجدت آلاف الشباب توجهوا إلى معرض الكتاب لمشاهدة الشخص الذي يناقش معه اصعب القضايا العلمية باسلوب فكاهي ، شباب يتحمسون للمعرفة والعلم، تشاهد من خلالهم ملامح عراق متعافٍ.. وجوه مبهجة ، تشعرك بالامل .

وسط حالة الحماس قال احمد الغندور للمئات الذين تحاور معهم : "إن أكثر المتابعين لبرنامجي والمعلقين عليه هم من الشباب العراقيين " ، مضيفا :" أنا أعشق بغداد وعندما يقول لي أحد يارجل تعال إلى العراق فسأكون متحمساً لزيارة هذه البلاد الجميلة ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram