عمـار سـاطع
بإصرارٍ عراقي، وإجماعٍ خليجي، سترى بطولة خليجي (25) النور في ارض البصرة المعطاء معزّزة بدعم حكومي غير مسبوق من أجل إنجاح نسخة طال انتظارها ولِنحو 43 عاماً.
22 يوماً هو كل ما تبقّى على استضافة البطولة، ففي سادس أيام شهر كانون الثاني من العام الجديد ستفتتح منافسات كأس الخليج العربي لكرة القدم بمشاركة ثمانية منتخبات، وسط تحدّيات كبيرة وتأجيلات متعدّدة وأسباب مختلفة شتّى.. نعم ستقام البطولة لأن الأشقاء في دول الخليج الأحبة كانوا أكثر الداعمين للقاء في ثغر العراق الباسم، وهم يتطلّعون بشغفٍ كبير على أن تضيّف المدينة الفيحاء هذه النسخة بعد نحو 15 عاماً من تقديم ملف احتضان إخوتنا.
من المهم جداً أن يسهم الجميع، كلّ من موقعه، في إنجاح مهمّة استضافة البطولة وإظهار الوجه الأجمل للمدينة التي تعدّ وجه وطننا الجميل، مثلما من المهم جداً أن يكون هناك توجيهاً بتوحيد الخطاب الإعلامي وتحشيد الهمم على أمل تقديم نسخة للتاريخ، تَكونُ مضرباً للأمثال.
إن نسخة خليجي الجديدة يجب أن تتعدّى حدود الواقعيّة وتصل الى محطّة التجديد بكلّ شيء، وتُبنى على أساسها الانتقالة الفعليّة بدءاً من فترة الاستضافة وصولاً الى حفل الافتتاح والمباريات مروراً بالجماهير التواقة لمشاهدة منتخبات دول الخليج وانتهاء بالختام الذي نريد منه خلاله إيصال رسالة السلام والمحبّة من البصرة الى دول الخليج والعالم.
لقد طال انتظار إقامة بطولة كأس الخليج في وطننا الجميل، بعد استضافة النسخة الخامسة عام 1979 في العاصمة بغداد الحبيبة، وها نحن اليوم أمام اعتاب كتابة تاريخ جديد وبجيلٍ جديد من خلال إحتضان أخوتنا الأحبة لنُعبّر عن إرادة اللقاء في أرضنا ونسهم في تعضيد العلاقات عبر منافسة شريفة في الأديم الأخضر ونمنح الجميع ثقة بأن العراق مُحبٌ لأشقائه واصدقائه.
أيها الإخوة.. اننا اليوم بحاجة لمواقف جادة واسهامات فعليّة لتحقيق أعلى مراتب النجاح في احتضان بطولة كأس الخليج لتكون بوّابة لإعادة الحقّ الذي ضاع منا طيلة السنوات الماضية، مثلما بحاجة لاستذكار كل من خطط وبادر ودعم فكرة الاستضافة وشارك في تعزيز ثقة العراقيين بأنفسهم أولاً والتأكيد على التوجّه الحكومي في تقديم كلّ ما من شأنه تحفيز الجهات المعنية على إعلاء شأن الوطن وهو يحتفي بأحبّته من دول الخليج.
لابد أن نذكّر بمبادرة الراحل، محمد مصبح الوائلي، محافظ البصرة، آنذاك يوم قدّم في نسخة أبو ظبي الملفّ الداعم لاستضافة المدينة المضحيّة لبطولة الخليج، مثلما علينا أن لا ننسى جهود الحكومات والوزراء الذين تعاقبوا وسعوا بكل امكانيّاتهم لتحقيق حلم الاستحقاق لتضييف البطولة التي تأجّلت، مثلما يجب أن لا نبخس دور رئيس اتحاد كرة القدم الحالي، عدنان درجال، ومحافظ البصرة، أسعد العيداني، في متابعتهم الميدانيّة لكلّ كبيرة وصغيرة وكلّ من حظي بالتواجد من أجل تذليل الصعاب وتجاوز العقبات التي تعتري حقّ التضييف الأمثل والأكمل لبطولة تُعزّز وتُوطّد العلاقة بين أبناء الخليج.
نتمنّى أن تكون خليجي (25) نسخة استثنائيّة، غير قابلة للتكرار في كلّ شيء.