علي حسين كان الله في عون العراقيين، فقد ابتلوا بسياسيين يتحدثون باسم الشعب ويقيسون نبض الشعب.. والشعب مغلوب على أمره. يقولون ليل نهار إنهم يعرفون نبض الجماهيرفي عبارات فقدت معناها من سوء استخدامها وجرأة تزييفها، وكأن من يتحدث يمسك في يده سماعة يقيس بها النبض..
أفكار وآراء كثيرة يجري تسويقها في زحمة الصراع على المكاسب والامتيازات، يتحثون باسم الشعب وفي الوقت نفسه يحجبون عن الشعب ثرواته، باسم الشعب يشرعون قوانين تمنحهم مزيدا من الثروات والامتيازات. قبل ايام طالعتنا الصحف بخبر يقول: تسلم اعضاء مجلس النواب راتبهم الشهري الاول، ومبلغ ثلاثة ملايين دينار كبدلات ايجار شهرية. مصادر مطلعة اكدت ان صرف الرواتب جاء باثر رجعي اعتبارا من تاريخ مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات. ملايين وملايين كثيرة يتم صرفها دون وجه حق، كان من الممكن أن تفيد في حل الأزمات وتفريج الكرب عن الناس، خصوصا في ظل ازمة الخدمات والبطالة وارتفاع الاسعار. كان من الأفضل توجيه هذه الملايين إلى الفقراء والأسر الأولى بالرعاية، أو لمشاريع اسكان تحفظ ادمية الناس الذين يسكنون في بيوت من الصفيح أو لأي شيء مفيد، غير جيوب السادة النواب الممتلئة دومابكل غالٍ ونفيس. لا نعرف كم مليارا طارت في الهواء من اموال العراق خلال السنوات القليلة الماضية، فهذا سر حربي لن يتم الكشف عنه أبداً، ولكن المؤكد أنها ثروة هائلة كان يمكن ان تجعل من العراق جنة من جنان الارض. هل من المعقول ان تتحمل الدولة تكاليف حماية كل نائب والتي تصل الى عشرات الملايين، هل من المعقول ان يمنح كل نائب مبلغا وقدره 190 مليون دينار لتحسين ظروفه الحياتية، في الوقت الذي يعيش الملايين من الناس تحت خط الفقر.من يتحمل مسؤولية أقرار بعض القوانين التي تصب في المصلحة الشخصية وليس في المصلحة العامة بما فيها قرار تعديل قانون المحافظات الذي تم فيه منح اعضاء المجالس البلدية للمحافظات درجة مدير عام، علما ان اكثرهم لا يعرف القراءة والكتابة! واحيل هؤلاء على التقاعد وتم احتساب رواتب تقاعدية كبيرة لهم.لماذا لاتوجد سلطة رقابية تواجه المشرعين وتحاسبهم على الامتيازات الضخمة التي حصلوا عليها والتي سيحصلون عليها، في الوقت الذي عطل فيه البرلمان؟! اسئله لن تجد لها اجابات لان الجميع منشغل بتغليف مصلحته الشخصية بمصلحة الوطن.. وكان الله في العون.
العمود الثامن ..كان الله في عون العراقيين
نشر في: 24 يوليو, 2010: 07:24 م