TOP

جريدة المدى > سياسية > الألغام تحاصر أحياء في الموصل.. وتراجع تمويل إزالتها بنسبة 80 %

الألغام تحاصر أحياء في الموصل.. وتراجع تمويل إزالتها بنسبة 80 %

نشر في: 17 ديسمبر, 2022: 10:55 م

 ترجمة: حامد أحمد

أفاد تقرير بريطاني بأن العديد من أحياء الموصل محاصرة بالألغام، مؤكداً أن تمويل معالجة هذا الملف تراجع بنسبة 80 %، فيما عرض قصصاً حزينة عن ضحايا المخلفات الحربية الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.

وذكر تقرير لصحيفة (التايمز) البريطانية ترجمته (المدى)، أن "الموصل وبعد مرور خمس سنوات على تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، فأن الكثير من احيائها لم تعد لطبيعتها الى غاية الوقت الحاضر".

وأضاف التقرير، ان "آثار الحرب من الغام ومواد متفجرة التي خلفها التنظيم ما تزال تلقي بظلالها على المدينة مشكلة بذلك عوائق مستمرة للساكنين فيها والعائدين إليها".

وأشار، إلى أن "الحياة رجعت الى طبيعتها تقريبا في قسم من مناطق الموصل حيث تمت فيها إعادة بناء بيوت ومحلات تجارية ومكاتب حكومية".

وبين التقرير، أن "تلك المناطق انتعشت فيها الأسواق والحركة التجارية حيث تدب الحياة فيها منذ ساعات الصباح الأولى وعرض الباعة لسلعهم وتمتلئ المقاهي بالزبائن، ولكن مع ذلك فان مناطق مهمة فيها ما تزال لم تتعاف من جراحها بعد".

وأوضح، ان "مناطق واسعة على الضفة الغربية من نهر دجلة ما تزال واقعة تحت حصار صامت، تقيدها وجود مخلفات حربية متفجرة والغام".

وتحدث التقرير، عن "مسالك ترابية تم شقها عبر تلول من أنقاض وضعت عليها علامات سلامة لتلافي الألغام".

ولفت، إلى أن "فرق إزالة الألغام تصل عند بزوغ الشمس للبدء بيوم مضنٍ آخر من تجريف أنقاض باستخدام جرافات صغيرة".

ونوه التقرير، إلى أن "آثار الحرب لم تغادر"، مضيفاً أن "أكرم شاكر سليم وهو رجل يبلغ من العمر 40 عاماً انتشرت الجروح والكدمات والندب في كل انحاء جسده بعد تعرضه لجروح بليغة من انفجار عبوة ناسفة خلال المعارك الأخيرة في آب 2017".

وأورد، أن "سليم، وبعد مرور خمسة أعوام، فان كل يوم يمر عليه هو صراع مع حالته الصحية".

ويسترسل التقرير، ان "عبوة ناسفة كانت ملصوقة في سيارة سليم، قد انفجرت حال فتحه باب السيارة مسببة له اذى كبيرا". ويقول سليم مستذكراً الحادث: "طرت عندها إلى الهواء وخرجت احشائي من بطني، لم أكن اعلم ان اخي قد توفي جراء الانفجار".

ونبه التقرير، إلى أن "سليم وبعد اجراء عمليات جراحية كبرى له فانه لا يستطيع استخدام ذراعه الأيمن ولا يستطيع العمل لتوفير معيشة لبناته الثلاث ولا ان يوفر مالا لدفع بدل ايجار السكن، ويعيش حالياً مع والديه يتلقى مساعدة من منظمات غير حكومية او من الحكومة".

ويؤكد سليم، أن "الجروح والاورام التي في جسدي جعلتني أبدو في الثمانين من عمري، وانا في الأربعين، لا أستطيع ارتداء الملابس التي يرتديها الشباب، لقد فقدت كل شبابي."

وأفاد التقرير، بأن "مسلحي تنظيم داعش الإرهابي لجأوا الى زراعة عبوات ناسفة داخل بيوت ومباني واخفائها تحت مواد منزلية او داخل دمى".

ويواصل أن "أحد ضحايا هذه الخدع المميتة كان هو الشاب عامر محمد، الذي غادر هو وعائلته المنزل اثناء المعارك وعاد الى المنزل بعد مرور أكثر من عام وكان يبلع الثالثة عشر من عمره في ذلك الوقت". وأضاف التقرير، أن "محمد واثناء مساعدته لعائلته في تنظيف المنزل من الأنقاض، وبينما كان يرفع شيئاً اعتقد بانها لعبة، انفجرت عليه وفقد احدى عينيه، حيث كانت عبوة ناسفة مخبأة داخل اللعبة، لم يعد يستطيع الان الذهاب للمدرسة، ويعمل في دكان صغير يبيع حاجيات منزلية وسكائر". وشدد، على أن "قصصا من أمثال ما مر به سليم والشاب عامر هي نماذج من بين حوادث أخرى تتكرر في الموصل". وينقل التقرير عن "منظمة الحملة الدولية لحظر الألغام، ان العراق هو من أكثر بلدان العالم تلوثا بالألغام".

وبحسب المنظمة، فأن "مساحة بأكثر من 3,225 كيلو متراً مربعاً من الأرض في العراق ملوثة بالألغام معرِّضة، بذلك حياة 8.5 مليون شخص للخطر".

وأوضح التقرير، أن "المزارع محمد حسن يبلغ من العمر 50 عاماً، يواجه كبقية اقرانه صعوبات كبيرة في زراعة الحنطة ورعي اغنامه في المنطقة الملوثة بالألغام القريبة من تلعفر".

وينقل، عن محمد القول: "نريد لأغنامنا ان ترعى بنفسها في الحقول ولكننا لا نفعل ذلك، الوضع أثر أيضا على زراعتنا هنا في القرية ولا نستطيع أيضا الحصاد بسبب خوفنا من المخلفات الحربية."

وأردف التقرير، أن "مجبل محمد، راعي غنم فقد ساقيه بينما كان يرعى غنمه، ويقول: اللحظة التي كنت فيها في المستشفى شعرت بان حياتي قد توقفت، لقد ضاع كل شيء عندي مع فقداني لكلتي ساقيّ".

ويسترسل، ان "منظمة إنسانية قامت بمنح محمد أطرافا اصطناعية تمكنه من الحركة داخل البيت وحوله".

وأشار التقرير، إلى أن "منظمات إنسانية تواصل تقديم خدماتها في الموصل رغم التراجع الحاصل في جانب التمويل الذي تعاني منه المنظمات غير الحكومية".

ولفت، إلى أن "التقرير الصادر عن منظمة رصد الألغام لعام 2022 حذر من ان قطاع إزالة الألغام تلقى أدنى نسبة تمويل منذ العام 2016، مشيرا الى ان برنامج التمويل الكلي للمساعدة في العراق من المقرر ان يتقلص بنسبة 80% ما بين 2019 و2024".

وفيما رأى التقرير، أن "تمويل المساعدات الخارجية أصبح امراً صعباً مع مرور قسم من البلدان المانحة بضائقة مادية وضغوطات محلية،" ذهب إلى أن "المشاكل الخارجية قد أصبحت بعيدة عن الاهتمام".

ومضى التقرير، إلى ان "العودة للبيت وممارسة حياة طبيعية بالنسبة لسليم والشاب عامر ومحمد، تشكل تحديا حقيقيا لهم مع غياب من يهتم بهم".

عن: صحيفة (التايمز) البريطانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الموارد المائية تنفي إزالة سد بادوش في نينوى

العراق يتأثر بمرتفع جوي سطحي يؤدي لاستقرار الطقس وصعود الحرارة 3 درجات

«الفصائل المتقاعدة» تزاحم الإطار التنسيقي على المناصب!

غرفة البرلمان الثانية.. مجلس الاتحاد يعود إلى الواجهة وقلق من التنافس الحزبي

العمود الثامن: مستشار كوميدي!!

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

«الفصائل المتقاعدة» تزاحم الإطار التنسيقي على المناصب!
سياسية

«الفصائل المتقاعدة» تزاحم الإطار التنسيقي على المناصب!

بغداد/ تميم الحسن تثير الفصائل العراقية «المتقاعدة»، بعد توقف الحرب في «غزة» ومع حزب الله اللبناني، مخاوف سياسية في الداخل من التحول إلى «منافس شرس». هذه الفصائل بدأت منذ شهر مفاوضات مع الحكومة والتحالف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram